تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ما الحكمة من حذف اللام في قوله تعالى: (جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا) الواقعة: 70؟

ـ[نزار حمادي]ــــــــ[15 Nov 2008, 03:27 م]ـ

قال الله تعالى في سورة الواقعة:

أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ (63) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64) لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ (65)

ثم قال سبحانه وتعالى: أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (68) أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ (69) لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ (70)

فما الحكمة من حذف اللام في قوله تعالى: جعلناه أجاجا؟

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[15 Nov 2008, 05:41 م]ـ

أخي الفاضل نزار هذا رد الدكتور فاضل السامرائي على السؤال الذي طرحته وقد تكلم عنه في برنامج لمسات بيانية أسأل الله تعالى أن ينفع به:

في سورة الواقعة قال تعالى عن الطعام (لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ (65)) ومع الشراب (لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ (70)) لماذا التوكيد مع الطعام (لجعلناه) ومع الماء بدون توكيد؟ عندما نشرحها، لا شك أن اللام في جواب لو تفيد التوكيد وهي آكد من حذفها وربنا سبحانه تعالى يضع اللام في جواب لو عند ما هو آكد (وَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (9) النحل)، (أَنُطْعِمُ مَن لَّوْ يَشَاء اللَّهُ أَطْعَمَهُ (47) يس) لم يقل لأطعهم لأنه يمكن أن تطعم من تشاء لكن لا يمكن أن تهدي الناس أجمعين لأنه قد يتعبك أحدهم طول العمر ولا يهتدي. (وَلَوْ نَشَاء لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ (67) يس) كيف تمسخهم على مكانتهم؟ لا يمكن. بينما يمكن أن تعاقبهم أحدهم (فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ) اللام إذا دخلت على جواب (لو) تفيد التوكيد. مع الأكل قال (لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا) ومع الماء قال (جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا) لم يأت باللام، قال تعالى (أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ (63) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64) لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ (65) إِنَّا لَمُغْرَمُونَ (66) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (67)) هددهم بأن يجعل الحرث حطاماً أي تبن لا يستفيدون منه في الطعام، بعدما بذلوا وعملوا يصبح حطاماً، أما في الماء فقال (أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (68) أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ (69) لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ (70)) الماء ربنا يُنزله والأجاج يمكن أن يصير حلواً (تحلية الماء) ويمكن أن تنتفع به أما الطعام الذي صار تبناً لا يمكن أن تستفيد منه أو تأكله، إذن أي العقوبتين أشد؟ الأولى أي جعل الطعام حطاماً وهي الأولى بالتوكيد. يأتي بعدها النار (أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ (71) أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ (72) نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ (73)) لم يهدد بها كما فعل مع الطعام والشراب ولم يقل لو نشاء لجعلناها كذا لأن الإنسان لا يمكن أن يعيش بدون طعام وشراب لكنه يمكن أن يعيش بدون نار. وما هو أوضح من هذا من ناحية النظر في رصف في الكلمات واختيار التقديم والتأخير والتوكيد وعدم التوكيد هذه قوانين وهذا هو القمة في التعبير من حيث البلاغة، قمة البلاغة ولا يمكن أن يكون غير ذلك.

ـ[نزار حمادي]ــــــــ[16 Nov 2008, 10:26 ص]ـ

جزاكم الله خيرا على النقل

لكن هذا التعليل غير ظاهر على الأقل بالنسبة لي ..

فجعل الحرث حطاما تبنا على التفسير المذكور يمكن أن يستفاد منه في تغذية الأنعام، ثم الاستفادة من ألبانها ولحومها الخ. فلا محل لتأكيد التهديد. وتحلية الماء أمر مستحدث لم يكن ليخطر ببال العرب ومن سواهم من قبل، وبالنظر إلى عظمة القرآن المجيد ينبغي أن تكون الحكمة من حذف لام التوكيد سارية في جميع الأزمان الأعصار والأحوال، قابلة للفهم من طرف جميع الأفهام .. والله تعالى أعلم.

ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[16 Nov 2008, 06:23 م]ـ

أخي نزار،

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير