تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[تفسير الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله لبعض سور القرءان.]

ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[16 Oct 2008, 03:11 م]ـ

استجابة للطلب الكريم من الشيخ الكريم عبدالرحمن الشهري هذا تفسير الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله لبعض السور:

قبل أن أشرع في بيان تفسيره أورد ماكتبه رحمه الله بعد أن فرغ من تفسير هذه السور:

(ماجاء في هذه المقالة من وجوه التفسير هو مافهمته من التلاوة ولم أنقله عن أحد فإن وافق المراد فالحمد لله وإلا فإني أرجع عنه وأستغفر الله.)

تفسير سورة الفاتحة:

(أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)

يطلب حمايته أولاً من عدو البشر الألد الذي يتربص به ويزين له الشر ويحبب إليه المعصية ويفضل له هذه الدنيا الزائلة ولذاتها الذاهبة على الآخرة الدائمة ونعيمها المقيم ويسأله أن يعيذه منه حين يقول: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم).

(بسم الله الرحمن الرحيم)

ثم يعلن الابتداء باسم ربه (بسم الله الرحمن الرحيم) لا باسم جلالة الملكة كما يقول الإنكليز ولا باسم الشعب كما نقول نحن ولا باسم صنم ولا وثن ولا باسم رابطة قومية أو حزبية أو رابطة منفعة أو مال بل بما هو أعلى من ذلك كله وأعظم وأسمى.

بما تمحى أمامه فروق اللون والجنس واللسان وما تسكت أمامه أصوات الشهوة والسيطرة والجاه والغنى وما يعود البشر أمامه عبيداً سامعين مطيعين متجردين للفضائل والخيرات: بسم الله.

(الفاتحة)

لكل كتاب بشري فاتحة:

مقدمة تجمل مقاصده وتوضح مطالبه، وهذه مقدمة الكتاب الإلهي الباقي الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه والذي نزله الله وتعهد بحفظه.

(الحمد لله رب العالمين)

الحمد لله على نعمه التي لا تحصى نعمة الحياة، نعمة الصحة، نعمة الأمن، نعمة السمع والبصر، نعمة الأهل والولد. . .

إن الإنسان لا يعرف قيمة النعم إلا عند فقدها، إن سد أنفك الزكام عرفت قيمة الشم، وإن أغلق عينك الرمد عرفت قيمة البصر، وإن دهمك الخوف عرفت قيمة الأمن، وإن لويت قدمك فلم تقدر أن تمشي عرفت قيمة الرجل.

فتصوروا هذه النعم حين تقولون: (الحمد لله).

(رب العالمين)

هل تعرفون معنى الرب؟

ليس معناها الحاكم ولا الملك ولا الإله، الرب فيه معنى العناية والتربية والحفظ والإنماء.

الرب المربي، والعالمون جمع عالم فعالم الأرض وعالم النجوم وعالم السماء وعالم الجن وعالم الشياطين وعالم الملائكة والعوالم كلها هو حافظها وموجدها ومربيها.

فتصوروا هذه المعاني كلها حينما تقرؤون هذه الكلمات الأربع: (الحمد لله رب العالمين).

(الرحمن الرحيم)

وصف نفسه بالرحمة وكررها لتكرر رحمته، ولم يقل الجبار المنتقم، ولا القوي العزيز ولكن الرحمن الرحيم.

أشعرنا رحمته التي وسعت كل شيء. أترون رحمة الأم بوحيدها الذي ترضعه على صدرها؟

إ الله أرحم بعباده منها بولدها. إن الأم إذا أساء إليها ولدها أو خالفها أو استعمل مالها في معصيتها هجرته وحجزت المال عنه. والكافر يستعمل لسانه الذي أعطاه الله إياه في الكفر بالله والله يرحمه ويرزقه ويحسن إليه.

الفاجر يستعمل ماله الذي أعطاه الله إياه في معصية الله والله يرحمه ويرزقه ويحسن إليه.

وإن الله أنزل في الدنيا رحمة واحدة فبها يتراحم الناس وتعطف الأم على ولدها والأخ على أخته والرجل على امرأته وأبقى تسعاً وتسعين ليوم القيامة، ورحمة الله هذه من أولى النعم التي تستحق الحمد.

(مالك يوم الدين)

بعد أن يستشعر العبد رحمة الله يقول (مالك يوم الدين) فيستشعر عظمته، ليعلم أن الله رحيم فلا ييأس من رحمته وأنه جبار فلا يأمن بطشه.

ويوم الدين هو يوم القيامة، يوم يقف الناس جميعاً من قتل في الحرب ومن مات على فراشه، والذي أكله السبع والذي غرق في البحر والذي احترق وصار جسده فحماً يجمعهم الله جميعاً الأولين والآخرين فيقف الملك بجنب الصعلوك والغني بجنب الفقير وتسقط الفوارق ولا يبقى من فرق إلا بالعمل الصالح، هنالك ينادي المنادي (لمن الملك اليوم)؟ للسلاطين؟ للجبارين؟ للأغنياء؟

لا، بل (لله الواحد القهار). ذلك هو رب العالمين ومالك يوم الدين.

(إياك نعبد وإياك نستعين)

أي لانعبد إلا إياك ولا نستعين إلا بك.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير