تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[من اسرار الحروف المقطعة]

ـ[العمري]ــــــــ[05 Oct 2008, 10:23 ص]ـ

ظلت الحروف المقطعة او المعجمة في اوائل السور القرانية لغزا محجبا امام المفسرين الاوائل والاواخر على السواء وذهبوا فيها كل مذهب وكانت عبارة الله اعلم بمرادها هي العبارة الشائعة دائما

واجمل وابد ع ما وجدناه ما ساقه الصابوني في تفسيره الذي رأى ان الاحرف هي اسم من اسماء الله الحسنى ودلل على ذلك بجمع حروف (الر) و (حم) و (ن) لتمثل كلمة (الرحمن) .. اما بقية الحروف التي لا يمثل جمعها اسما معروفا من اسماء الله الحسنى بانها من الاسماء التي اختصها الله في علم الغيب عنده ... وكان تعليلا منطقيا لكنه لم يشبع الرغبة في تفسير ومعرفة الحروف اما (الباقلاني) فقدم صفات لهذه الحروف عجيبة وصحيحة في الوقت نفسه فهو يراها (14) حرف تقع في (29) سورة بعدد احرف العربية ونصفها يمثل احرف الجهر وأحرف الهمس وحروف الصفير والاخفاء ........ الخ

بمعنى حوت هذه الاحرف الصفات واضدادها.

وتقدم العلم قليلا وظهرت تقنية الحاسوب وبدات الحروف المقطعة تفرز رأيا جديدا – رغم التحفظ عليه- ان هذه الحروف تتكرر في السور التي تحتويها بمضاعفة العدد (19) هذا العدد الذي عقد البهئيون خوله قداسة غريبة ودللوا على ذلك بأشياء عجيبة ويعرض الدكتور / مصطفى محمود في اخر فصل من كتابه (حوار مع صديقي الملحد) عدد المضاعفات لهذه الاحرف في سورها

فمثلا في سورة ق يتكرر حرف القاف (57) مرة أي 3امثال العدد 19

الاعجب من ذلك ان في سورة ق يقول الله " اخوان لوط" بينما في باقي القران كله يقول " قوم لوط" فقالوا لو قال بدلا من اخوان لوط قوم لوط في سورة ق لزاد عدد القافات واحد واصبح 58 أي ليس من مضاعفات الرقم 19.

وكذلك الحال في سورة الاعراف التي اولها " المص" نجد قوله تعالى " وزاده بصطة " (بالصاد) بينما في البقرة " بسطة في العلم والجسم " (بالسين) لنفس السبب.

ولكن الاعجب من ذلك ان المشركين من قريش – اهل الادب والبلاغة – لم يجادلوا الرسول (ص) عن هذه الحروف لم يسجل التاريخ ان احدا من المشركين قال للنبي (ص):- يامحمد ماهذه الحروف مامعناها؟!!!

والسبب بسيط – كما يلوح لي - لان هؤلاء القوم ادركوا إيحاء هذه الحروف ودلالتها – دون معرفة معناها – لما للحرف العربي من إيحاء – فلم يعترضوا ..

وإيحاء الحرف العربي يمكن ان نجده في انك ترى ان حرف الحاء مثلا يدخل في كل ما بتعلق بالحرارة – حقيقة ام مجاز – مثل حريق / حرارة / حب / حنين /حمى ......... الخ

وبالمثل حرف الخاء يدخل في كل مايتعلق بالوسخ – حقيقة ام مجاز – مثل خلاعة / وسخ / خسة / خداع / خنا خراب ....... االخ

اليس في ذلك إيحاء يغني عن السؤال.؟!!!!!!!

وهذه بعض الإشارات اللطيفة التي اقدمها لتكون نبراسا في البحث عن ماهية هذه الحروف:-

· الاترى معي ان الغموض طلب انساني في كل شيء – لكنه غموض الايحاء ليس غموض الابحار من دون هداية - ولو كان كل سر مكشوفا للنفس الانسانية لفقدت متعتها التي دائما تتوق اليه في كل بحث لكشف أي غموض تواجهه وجعل هذا الغموض هو المحرك للبحث والاكتشاف وبين يدينا تاريخ الاكتشافات العلمية كلها ماهي الا نتاج رحلة للكشف عن الغموض الذي واجهه البشر على الارض. وهكذا يكون القران ذلك الكتاب المبين فلو عُرف تفسيره دون عناء واكتفينا بتفسير السابقين لمسحت كل مهابة وكل جمال لهذا لكتاب فكان تجديد التفسير على مر العصور هو لب هذا الكتاب الخالد وما الحروف المقطعة الا مظهر لهذا التفسير المضني واسمع معي الشيخ / الشعراوي وهو يقول عن هذه الأحرف " بحثت عن كل مدخل لغوي لتفسير هذه الاحرف فلم اجد " وهو من هو في التفسير.

· يجب ان ناخذ هذه الحروف بمنظور التوفيقية في القراءة فهي مفتاح التفسير فأنت في نطقك لهذه الحروف تنطق أسمائها وليس مسمياتها بمعنى انك لا تقول (الم) هكذا متصلة بل تنطقها الف. لام.ميم كل حرف على حدة وهذا يمنع – من وجهة نظري – تفسير هذه الحروف مركبة بل مقطعة كما ننطقها ولما لا نقول ان هذه الحروف هي شفرة لكلمات طويلة كما نقول في علم الوراثة عن الحامض النووي D.N.A)) ولا ننطقه (دنا) بل كل حرف على حدة لأنها اختصار لعبارة Deoxyribo Nucleic Acid وكذلك الحروف المقطعة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير