تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ماذا يقصد بـ (معاذ الله) هنا؟]

ـ[أم الأشبال]ــــــــ[06 Nov 2008, 05:11 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.

أما بعد:

قال تعالى:

{قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ (77) قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (78) قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ (79)} [سورة يوسف].

* تدبرت الآيات فظهر لي الآتي:

ذم اخوة يوسف يوسف في نفس المجلس أمامه، وأثنوا عليه أيضا:

{سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ} و {إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}

، وبعد ذلك أثنى عليهم يوسف قاصدا الذم؟

وهو في قوله عليه السلام: {مَعَاذَ اللَّهِ}.

ودليل ذلك أنه كان يكفيه أن يقول {إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ}.

أليس كذلك؟

بارك الله فيكم.

ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[07 Nov 2008, 11:06 ص]ـ

كلا

بل هو رد علي ما اعتبروه حل منطقي أو سياسي للمأزق الذي هم فيه

فما الظلم إن أخذ أحدهم مكانه؟

الظلم أن هذا يخالف الشرع -معاذ الله - وحيثيات الحكم أنه يجب ألا يؤخذ أحد بجريرة أحد وعليه سنؤخذ من وجدنا متاعنا عنده

ولا علاقة له بالذم

والله أعلم

ـ[أم الأشبال]ــــــــ[08 Nov 2008, 05:11 ص]ـ

كلا

بل هو رد علي ما اعتبروه حل منطقي أو سياسي للمأزق الذي هم فيه

فما الظلم إن أخذ أحدهم مكانه؟

الظلم أن هذا يخالف الشرع -معاذ الله - وحيثيات الحكم أنه يجب ألا يؤخذ أحد بجريرة أحد وعليه سنؤخذ من وجدنا متاعنا عنده

ولا علاقة له بالذم

والله أعلم

نحن متفقين أخي الفاضل

الظلم أن هذا يخالف شرع الله، ونعم حثيثيات الحكم ألا يؤخذ أحد بجريرة أحد.

لكن حتى يتضح ما أردت قوله:

أليس من الظلم أن يخالف الإنسان شرع الله.

{أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وِأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} (التوبة:70)

إذا اتفقنا، وأظنك لا تخالف.

لذلك سأقول: مخالفة الشريعة كفعل أمر مذموم.

أي وربي. (متفقين)

لن أتكلم عن الحالات التي ترد فيها العبارة في اللغة والمقصود عبارة (معاذ الله)

لكن سأتكلم عن السياق التي جاءت به في هذه الآيات.

قال مسلم بن يسار البصري (ت: 100 هـ)

" إذا حدثت عن الله؛ فقف حتى تنظر ما قبله وما بعده "

نحن متفقين كما ذكرت سابقا على أن هذا الفعل مذموم.

لكن في الحقيقة وكما ورد في الذكر الحكيم لم يسرق صواع الملك بنيامين، وإنما هي مكيدة؛ ليتمكن يوسف من أخذه.

فإذن لماذا قال يوسف:

[مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ]

ومعاذ الله معناها أعتصم بالله وألجأ إليه.

قال ابن عاشور:

" والمعنى: الامتناع من ذلك، أي نلجأ إلى الله أن يعصمنا من أخذ من لا حق لنا في أخذه، أي أن يعصمنا من الظلم لأن أخذ من وُجِد المتاع عنده صار حقاً عليه بحكمه على نفسه، لأن التحكيم له قوة الشريعة. وأما أخذ غيره فلا يسوغ إذ ليس لأحد أن يسترقّ نفسه بغير حكم، ولذلك علل الامتناع من ذلك بأنه لو فعله لكان ذلك ظلماً ". أهـ

وإذا تذكرنا فعل اخوة يوسف به تذكرنا ظلمهم له ولوالدهم، فقد رأى يوسف منهم المر وكذلك يعقوب.

وقال ابن عاشور:

" وإنما لم يكاشفهم يوسف عليه السلام بحاله ويأمرهم بجلب أبيهم يومئذٍ: إمّا لأنه خشي إن هو تركهم إلى اختيارهم أن يكيدوا لبنيامين فيزعموا أنهم يرجعون جميعاً إلى أبيهم فإذا انفردوا ببنيامين أهلكوه في الطريق .. " أهـ.

فكأن يوسف سيكون ظالما لو ترك بنيامين مع هؤلاء الظلمة.

والله أعلم وأحكم.

ـ[منصور مهران]ــــــــ[08 Nov 2008, 10:21 ص]ـ

جاء في الآية 69: (ولما دخلوا على يوسف آوى إليه أخاه قال إني أنا أخوك فلا تبتئس بما كانوا يعملون) مفاتيح تعين على حل المشكل المشار إليه في السؤال؛ منها:

- إيواء يوسف أخاه إليه

- إسراره إليه بأنه أخوه

- طمأنة يوسف أخاه بنهيه عن الابتئاس بفعل إخوته

فهذه مهيئات قدَّم بها يوسف عليه السلام لئلا ينخلع قلب أخيه من الكيد الذي عزم عليه يوسف، وهذا الكيد بدأ يوم دخل عليه إخوته وعرفهم، ثم لما طلب منهم حضور أخ لهم من أبيهم، ثم لما آوى إليه أخاه وأسرّ إليه بالأخوة ولا يبعد أن يكون في هذا الإسرار إخباره بأنه يوسف، ثم عندما نهاه عن أن يبتئس فكأنه أشركه في صنع المكيدة.

إذن فأخو يوسف يعلم يقينا أن يوسف لن يأخذه في دين الملك على وجه الحقيقة ولكنه ظاهر من القول والفعل من أجل غاية في نفس يوسف.

فعندما قال يوسف: (مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ) قالها قاعدة عامة لصورة الأحكام السائدة في مملكته،

ولم يقلها لعقوبة أخيه البريء بل جعلها تعمية لإتمام مكيدته.

ودليل ذلك أن يوسف لم يحدد عين المفقود - وهو الصواع - بل جعل قوله واسعا (متاعنا) كأنه يقرر حيثية الحكم على كل سارق ولما كان أخو يوسف بريئا من السرقة وكان أخذه في دين الملك مكيدة لا حقيقة جاء قول يوسف: (معاذ الله) ليبرأ إلى ربه من إيقاع حكم على بريء، على سبيل التورية فيظن السامعون وهم إخوة يوسف أن القائل ذلك يريد الحقيقة فيزداد يأسهم من إفلات أخيهم من الجزاء، ويوسف يريد عدم إفلات أخيه من عطفه وحنانه ورعايته؛ فشتان بين القصدين، تماما كما في (ولقد همت به وهم بها) ويا بُعْدَ ما بين الهمين.

والله أعلم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير