تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

والآية تشير إلى رجل جاء إلى موسى عليه السلام من أقصى المدينة، يحذره إئتمار الملأ من قوم فرعون به، وينصحه بالهرب من المدينة إبقاء على حياته وفى سورة (يس) قال الله تعالى: (وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَاقَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ) الآية 20.

والآية جاءت ضمن الآيات التى تقص ما كان من أهل مدينة أنطاكية من تكذيب للمرسلين الثلاثة الذين أرسلوا إليهم، فكذبوهم، وتطيروا بهم وقابلوهم بالتوعد والتهديد لكن رجلاً من أهلها سمع الدعوة فاستجاب لها، ولم يقبع فى داره بعقيدته وهو يرى الضلال من حوله والجحود والفجور، فسعى بالحق الذى استقر فى ضميره وتحرك فى شعوره. . سعى به إلى قومه وهم يكذبون ويجحدون ويتوعدون ويهددون، وجاء من أقصى المدينة يسعى ليقوم بواجبه فى نصح قومه ودعوتهم الى الحق، وفى كفهم عن البغى، وفى مقاومة إعتدائهم الأثيم الذى يوشكون أن يصبوه على المرسلين الثلاثة.

وتتفق هذه الآية وتلك فى الإشارة إلى رجل جاء يسعى من أقصا المدينة ليقدم النصح.

وتنفرد آية القصص بأنها فى قصة سيدنا موسى، وآية يس بأنها فى قصة أصحاب القرية (أنطاكية).

لكن كل رقم فى سورتها هو الرقم 20، ومما لا شك فيه أن الوحدة الرقمية للأيتين عجيبة من عجائب القرآن الذى لا تنتهى عجائبه.

* وخذ مثلاً ثالثاً من عجائب القرآن الكريم فى قوله تعالى: (لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ) سورة يوسف: الآية 7، ومعلوم أن أخوة يوسف كانوا أحد عشر رجلاً، وهم المرموز إليهم فى رؤياه بأحد عشر كوكباً، فإذا أضيف يوسف إليهم علم أن أبناء يعقوب كانوا أثنى عشر رجلاً وتأسيساً على ذلك يكون معنى الآية: لقد كان فى قصة هؤلاء الأثنى عشر آيات عبرة وموعظة للسائلين عن ذلك المستخبرين عنهم، فإنه خبر عجيب يستحق أن يخبر عنه.

ويسترعى الإنتباه أن سورة يوسف التى قصت هذه القصة عى السورة الثانية عشرة فى الترتيب التوقيفى للمصحف الشريف، فما أعجب هذا التوافق الرقمى فى تلك السورة التى هى أحسن القصص.

* وخذ مثلا رابعاً من عجائب القرآن الكريم نختاره من سورة يوسف أيضاً هو قول الله تعالى فيها: (وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَاأَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَاي إِنْ كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ* قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ* وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَاِدَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِي* يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ* قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ* ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ* ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ) الآيات 43 - 49.

هذه الآيات - وعددها سبع - تقص نبأ الرؤيا التى رأها ملك مصر، وتكررت رؤيته لها فأهمته، فطلب تأويلها من رجال الحاشية ومن الكهنة والمتصلين بالغيبيات لكنهم عجزوا عن تأويلها، فقالوا: إنها أخلاط أحلام مضطربة، وليست رؤيا كاملة تحتمل التاويل، وهنا تذكر أحد صاحبيه فى السجن، الذى نجا منهما وأنساه الشيطان ذكر ربه، وذكر يوسف فى دوامة القصر والحاشية والعصر والخمر والشراب ... هنا تذكر يوسف الذى سبق أن أول له رؤياه ورؤيا صاحبه، فتحقق التأويل فقال: (أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون)، فأرسلوه، فنقل إلى يوسف رؤيا الملك كاملة وطلب منه تأويلها، فعند ذلك ذكر له يوسف تعبيرها بأنه يأتيهم الخصب والغيث سبع سنين متواليات، ففسر البقرات السبع بالسنين السبع، لانها تثير الأرض التى تستغل منها الثمرات والزروع، وهن السنبلات الخضر السبع، ثم أرشدهم إلى ما يعتدونه فى تلك السنين، بأن يكون الأكل مما يحصدونه

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير