تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الكلمات: (بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ* وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ).

ثم ألست ترى معى أن هذه العبارة الكريمة: (فى بضع سنين) قد حاطت هاتين النبوءتين بسياج من الدقة والحكمة لا يترك شبهة لمشتبه ولا فرصة لمعاند، لان البضع كما علمت من ثلاث الى تسع. والناس يختلفون فى حساب الأشهر والسنين فمنهم من يؤقت بالشمس ومنهم من يؤقت بالقمر. ثم إن منهم من يجبر الكسر ويكمله إذا عد وحسب، ومنهم من يلغيه. يضاف إلى ذلك أن زمن الإنتصار قد يطول حبله فتبتدئ بشائره فى عام ولا تنتهى مواقعه الفاصله إلا بعد عام أو أكثر. ونظر الحاسبين يختلف تبعاً لذلك فى تعيين وقت الإنتصار: فمنهم من يضيفه إلى وقت تلك البشائر ومنهم من يضيفه إلى يوم الفصل، ومنهم من يضيفه إلى ما بينهما. لذلك جاء التعبير بقوله جلت حكمته: "سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ" من الدقة البيانية والإحتراس البارع بحيث لا يدع مجالاً لطاعن ولا حاسب. وظهر أمر الله وصدق وعده على كل إعتبار من الإعتبارات وفى كل اصطلاح من الإصطلاحات "وَمَنْ أَصْدَقُ مِنْ اللَّهِ قِيلًا"!! ([16]).

ومن عجائب القرآن الكريم أربع آيات فى أربع سور متواليات فى كل آية عشر قافات، والقاف حرف أول فى لفظة (قتال) وفى لفظة (قتل)، والقتال: حرب، والقتل: إزهاق لروح إنسان بيد إنسان هذه الآيات الأربع هى:

1 - قول الله تعالى فى سورة البقرة: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمْ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمْ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ) الآية 246.

2 - قول الله تعالى: (لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمْ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ) سورة آل عمران: الآية 181.

3 - قول الله تعالى فى سورة النساء: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمْ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنْ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا) الآية 77.

4 - قول الله تعالى فى سورة المائدة: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنْ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنْ الْمُتَّقِينَ) الآية 27

* ومن عجائب القرآن: الفاتحة أم الكتاب أو السبع المثانى، فقد اشتملت الفاتحة المكونة من سبع آيات على كل حروف الألف باء ما عدا سبع حروف خلت منها هى: الثاء، والجيم، والخاء، والزاى، والشين، والظاء، والفاء.

وهذه الحروف السبعة التى لم ترد فى الفاتحة أم الكتاب المبدوءة بعد البسملة بالحمد لله، قد وردت فى الآية 122 من سورة الأنعام المبدوءة بعد البسملة مثل الفاتحة - بالحمد لله حيث يقول الله تعالى فى هذه الآية:

(أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).

ومن عجائب القرآن الكريم: سورة (الليل) فهى السورة الوحيدة من قصار السور التى إشتملت على كل حروف الألف باء بدأ بالألف وإنتهاء بالياء ومروراً بكل ما بينهما من حروف.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير