ـ[خلوصي]ــــــــ[01 Feb 2009, 05:51 م]ـ
.....
ثم اصبح ذلك المسافر المتفكر كلما قرأ صحيفة
قوي ايمانه الذي هو مفتاح السعادة،
وزادت معرفته بالله التي هي مفتاح المدارج المعنوية،
وانكشفت لبصيرته درجة اخرى من حقيقة الايمان بالله الذي هو الاساس القويم لجميع الكمالات ومنبعها الثر العذب.
ومع انه قد وعى دروساً بليغة وتامة من السماء والجو والارض، بات يطلب المزيد. كلما منحته تلك الصحائف أذواقاً معنوية لطيفة، ولذائذ روحية كثيرة، مثيرة شغفه، منبهة ولعه بشدة قائلاً: هل من مزيد ....
]. [/ color]
..............................................
ـ[خلوصي]ــــــــ[27 Dec 2009, 12:49 ص]ـ
.....
ثم اصبح ذلك المسافر المتفكر كلما قرأ صحيفة
قوي ايمانه الذي هو ــــــــــ مفتاح السعادة،
وزادت معرفته بالله التي هي ــــــــــ مفتاح المدارج المعنوية،
وانكشفت لبصيرته درجة اخرى من حقيقة الايمان بالله الذي هو ــــــــــ الاساس القويم لجميع الكمالات ومنبعها الثر العذب.
فتعالوا أيها المشايخ الكرام و الإخوة الأفاضل نقرأ من تلك الصحف الكونية بمنظار عبد من عباده نذر نفسه لله فآتاه الرب الحكيم مفاتح النظر الكلي ..
فكم نحن بحاجة إلى التعاضد القلبي للدخول في مثل هذه العوالم التي صار واقعنا المعاصر ينبو عنها و يصعب عليه أن يرفع رأسه إلى السماء بعد أن أرقهته أثقال الأرض!؟!
ـ[خلوصي]ــــــــ[06 Mar 2010, 06:10 ص]ـ
* * *
ثم تدعو الجبال والصحارى ذلك المسافر المستغرق في السياحة الفكرية قائلة:
" ألا تقرأ صحيفتنا ايضاً؟ " ..
فهو بدوره يحدق النظر، ويرى:
ان وظائف الجبال الكلية، وفوائدها العامة هي من العظمة والحكمة مما يُحير العقول.
فمثلاً: بروز الجبال واندفاعها من الارض بأمر رباني يهدئ هيجان الارض ويخفف من غضبها وسخطها وحدتها الناجمة من تقلباتها الباطنية، ويدعها تتنفس مستريحة بفوران تلك الجبال ومن خلال منافذها، فتتخلص بذلك من الزلازل المهلكة والتصدّعات المدمّرة، فلا تعد تسلب راحة الآمنين من سكنتها. وكما يُنصب على السفن الاعمدة والاوتاد حفاظاً على توازنها ووقايتها من التزعزع والغرق، كذلك الجبال هي اوتاد ذات خزائن لسفينة الارض، تقيها من الزلزال وتُثبتها وتحفظ توازنها. وقد بيَّن القرآن الكريم هذا المعنى في آيات كثيرة منها:
(والجبال اوتاداً) (وألقينا فيها رواسي) (والجبال أرساها)
ومثلاً: ان ما في جوف الجبال من أنواع الينابيع والمياه والمعادن والمواد والادوية التي يحتاج الى كل منها ذوو الحياة، قد أدخرت بحكمة، وأحضرت بكرم، وخزنت بتدبير. بحيث تثبت بداهة ان هذه الجبال هي خزائن ومستودعات إدخار تحت أمر القدير الذي لا نهاية لقدرته، والحكيم الذي لا نهاية لحكمته. فيدرك السائح هذا، ويقيس على هاتين الجوهرتين ما يليهما من وظائف الجبال والصحارى وحِكَمهما - التي هي بضخامة الجبال وسعة الصحارى - فيرى ان الجبال والصحارى تشهدان، وتوحِّدان بـ"لا إله إلاّ هو" بلسان جميع حِكَمهما وبلغة جميع وظائفهما وبخاصة ادخارهما للاحتياطي من المواد. وأن تلك الشهادة والتوحيد هما من القوة والرسوخ ما للشم العوالي، وهما من الشمول والسعة ما للقفار والصحارى، فيردد اللسان بخشوع: آمنت بالله.
وهكذا ذكر في المرتبة الخامسة من المقام الاول لبيان هذا المعنى مايأتي:
[لا إله إلاّ الله الواجب الوجود الذي دلّ على وجوب وجوده: جميع الجبال والصحارى، بجميع ما فيها، وما عليها، بشهادة عظمة احاطة حقيقة: الاِدخار، والادارة، ونشر البذور، والمحافظة، والتدبير الاحتياطية الربانية الواسعة العامة المنتظمة المكملة بالمشاهدة].