ـ[جمال القرش]ــــــــ[25 Oct 2008, 04:39 م]ـ
المبحث الأول:
مخارج الحروف
القسم الأول: مخارج الحروف الأصلية.
القسم الثاني: مخارج الحروف الفرعية.
التمهيد للدخول إلى الباب
تعد دراسة علم المخارج والصفات الركيزة الأولى لحملة القرآن الكريم، فهي من أهم أبواب التجويد، التي يجب على قارئ القرآن أن يُعنى بها.
فمن أتقن المخارج والصفات نطق بأفصح اللغات لغة العرب التي نزل بها القرآن الكريم، ولغة سيد ولد عدنان، قال تعالى:+ بِلِسانٍ عربيّ مُبينٍ" [الشعراء: 195]
وقَالَ تَعَالَى: ? إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون? [سورة يوسف: 2].
والعناية بالمخارج والصفات لها أهمية خاصة، ومما يدل على أهميتها:
* قول شيخ المقرئين والمحققين العلامة ابن الجزري:
إِذْ وَاجِبٌ عَلَيهِمُ مُحَتَّمُ قَبْلَ الشُرُوعِ أَوَلاً أَنْ يَعْلَمُوا
مَخَارِجَ الحُرُوفِ وَالصِّفَاتِ لِيَلْفِظُوا بِأَفْصَحِ اللُّغَاتِ
* الحفاظ على كتاب الله من أثر اللهجات المحلية، وما ينتج عنها من لحن وتحريف في مبني الكلمة، كمن يستبدل القاف غينًا فيقرأ: +القدر" بـ (الغدر).
والضاد ظاء فيقرأ: +ضل" بـ+ظل"، والثاء سينًا فيقرأ +يلبثون" بـ+يلبسون" (1).
* معرفة المتجانس والمتقارب والمتباعد من الحروف لمعرفة أسباب الإدغام وعدمه.
(1) لمزيد من الشواهد: انظر كتابي زاد المقرئين رسالة البيان: (112: 117)
ـ[جمال القرش]ــــــــ[25 Oct 2008, 04:40 م]ـ
1 - مفهوم الحروف
* الحروف لغة: جمع حرف، وهي طرف الشيء.
اصطلاحًا: صوت اعتمد على مخرج محقق أو مقدر.
* المراد بالحرف: حرف المبنى من الحروف الهجائية، لا حروف المعاني مما هو مذكور في كتب العربية كـ (باء الجر، أو سين التنفيس، أو همزة الاستفهام).
* تسميته حرفًا: لأنه غاية الطرف، وغاية كل شيء حرفه، أي: طرفه.
قال الإمام مكي -رحمه الله-: وطرف كل شيء حرفه من أوله ومن آخره، قال تعالى: + وأقم الصلاة طرفي النهار "، أي أوله وآخره (1).
* اسم الحرف: هو ما دل على ذاته لفظًا ليميزه عن غيره كألف ولام وميم.
* رسمه: هو ما يبين هيئته كتابة، نحو:?المر? [الرعد:1] وغيرها.
* تسمية الحروف: تسمى بحروف (الهجاء أو المعجم أو المباني أو العربية)
1 - حروف الهجاء: الهجاء هو تقطيع الكلمة لبيان الحروف التي ركبت منها وسميت بذلك، لأنه لا يتوصل لمعرفتها عادة إلا به.
2 - حروف المُعجَم: ومعناها حروف الخط الذي وقع عليه الإعجام، وهو النقط، وذلك من باب التغليب لأن النقط لم يقع عليها كاملة.
3 - حروف المباني: لبناء الكلمات منها.
4 – حروف العربية: لتركيب كلام العرب منها (2).
(1) انظر: الرعاية: (94).
(2) انظر: هداية القارئ: 1/ 63.
* مادة الحروف: الصوت وحده، وهو هواء متموج بتصادم جسمين، ومن ثم عم به، ولم يختص بالإنسان، بخلاف الحرف فهو مختص بالإنسان وضعًا.
* مذهب أهل السنة في الصوت: قال الملا علي: والتحقيق أن مذهب أهل السنة أن لا تأثير لغير الله، وإن الأشياء قد توجد بسبب من الأسباب لكن عند خلق الله إياه كما أنه سبحانه يخلق الشبع بسبب الأكل، وهو قادر على أن يُشبع من غير أكل وأن يجعل الأكل سببًا لزيادة الجوع، كما هو مشاهد في المستقي والمبتلى بالجوع (1).
* أهمية الحروف: قال الإمام مكي أبي طالب: فهذه الحروف التسعة والعشرون عظيمة القدر جليلة الخطر، لأنَّ بها أفهمنا الله كتبه كلها، وبها يُعرف التوحيد ويفهم، وبها افتتح الله عامة السور، وبها أقسم الله، وبها نزلت أسماؤه وصفاته، وبها قامت حجة الله على خلقه، وبها تعقل الأشياء وتُفهم الفرائض والأحكام، وغير ذلك من شرفها كثير لا يحصى (2).
* الحرف باعتبار خروجه: محقق ومقدر:
1 - محقق: هو ما اعتمد على جزء معين من أجزاء الحلق أو اللسان، أو الشفتين.
2 - مقدر: هو ما لم يعتمد على شيء مِمَّا سبق، وهي حروف المد، فليس لها مكان يستقر عنده فينقطع الصوت في الهواء، ولذلك سميت بالهوائية.
انظر: المنح الفكرية: (35)، ونهاية القول المفيد: (47).
(2) انظر: الرعاية: (94)
ـ[جمال القرش]ــــــــ[25 Oct 2008, 04:41 م]ـ
* عدد الحروف العربية:
تسعة وعشرون حرفًا باتفاق البصريين (1).
¥