تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وهو من خلال هذا الطرح يريد أن يصل باللاديني الملحد؛ إلى إثبات وجود الله تعالى، وأنه الإله الواحد الذي خلق الكون، وجعل له ما يصلحه في دينه ودنياه وآخرته. ومن ثم إثبات أن القرآن الكريم هو كلامه، وهو مصدر الهداية لهذه البشرية.

ثم تكلم في الفصل الذي يليه عن الحركة النبوية، ويريد من ذلك إثبات سلامة نقل هذه المعجزة، ووصولها إلينا على يد أمين صادق، ومن خلال واسطة أدت ما أمرت به على شكل كامل. وقد طرح مالك بن نبي في هذا الفصل مبدأ النبوة، ثم فرق بين حاملها وبين أدعياءها، وجلى حقيقة النبي و صورة الكاهن.

ثم تناول المؤلف النبي أرمياء، باعتباره أنصع مثال يمكن استخلاصه من الحركة النبوية الإسرائيلية، وللضمانات التاريخية التي تخول كتابه وتاريخه الشخصي قيمة الحقيقة الموضوعية. ومن خلاله تحدث الكاتب عن الظاهرة النفسية عنده، وما تميز به من صفات حددت بطريقة موضوعية؛ مبدأ النبوة. ليخرج بالحقيقة التالية:"وهي وضع الظاهرة خارج الذات ومستقلة عنها استقلال المغناطيس عن الإبرة".

ثم جاء الفصل الذي يليه وفيه تكلم عن أصول الإسلام، فبحث المصادر وخرج من خلالها بأن الإسلام هو الوحيد من بين الأديان الذي ثبتت مصادره منذ البداية، ثم بقي كتابه أربعة عشر قرنا دون أن يتعرض لأدنى تحريف أو تبديل، بخلاف العهد القديم "التوراة" والعهد الجديد"الإنجيل".

ثم تطرق المؤلف إلى الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه لايمكن الاستغناء في دراسة الظاهرة القرآنية عن معرفة الذات المحمدية بصفته الشاهد. الذي لابد من ضمانات تكفل لنا الثقة الضرورية لشهادته. وقد بدأ خطوة خطوة ليخرج بنتيجة دقيقة، تبين الأرتباط العميق بين الظاهرة والشاهد منذ أن ولد إلى أن بعث وأوحي إليه، وبُعده عن أي مؤثرات أو ارتباطات بأمم أخرى.

ثم يمضي الكاتب فيشرح كيفية الوحي ومقاييسه الظاهرة والعقلية، ومقام الذات المحمدية والرسالة. ويوضح خصائص الوحي الظاهرية، والعلاقة بين القرآن والكتاب المقدس، وفيها قدم المؤلف مقارنة فريدة وذكية بين آيات سورة يوسف في القرآن الكريم، وبين ذات القصَّة في التوراة، محاولاً تبيين أوجه الشبه والإختلاف بين الكتاب السماوي الَّذي تعهد الله بحفظه، وبين الكتاب السماوي الَّذي تنقلته أيدِ اليهود المحرِّفة.

ثم بحث في موضوعات ومواقف قرآنية، فيها إرهاص القرآن، وما لا مجال للعقل فيه (فواتح السور) والمناقضات والموافقات والمجاز القرآني، والقيمة الاجتماعية لأفكار القرآن إلى أن ينهي كتابه في تسلسل محكم ومترابط.

وأخيرا ..

فالكتاب دراسة فكرية محايدة للقرآن الكريم، كظاهرة فكرية و نفسية , و مع أن الحياد شيء صعب، خصوصاً حين يكتب الشخص عن شيء يؤمن به، ولكن مالك بن نبي أتقن الأمر جدا، فقد كان يعرض الأفكار التي تشكك في كون القرآن كتابا سماويا، ويقابلها بعرض منطقي جداً و بتحليل نفسي وفكري يندر أن نصادف مثله في مواقف فكرية مشابهة حيث يأخذ الأمر منحى الجدل الكلامي الخالي من العقلانية و الاحترام لعقل المتلقي.

والكتاب محاولة غير عادية للرد على أفكار وتساؤلات، ظهرت بعد موجة التشكيك في قدسية القرآن، التي بدأت في كتابات المستشرقين، ثم ظهرت مرة أخرى في كتابات بعض الأدباء العرب، الذين أطّلعوا على تلك الكتابات وانقادوا ورائها.

والكتاب يخاطب في ثناياه أشدَّ الملحدين حُمقًا، فهو لا يقدِّم العقيدة الإسلامية كمسلَّماتٍ يؤمن بها القلب تحت عمىً عقلي، بل كحقائق يتشربها القلب تحت إشرافٍ عقلي!

والكتاب لا يضره بعض الهنات التي لا يخلو منها كتاب بشر، وبعض الأفكار التي قد يخالف فيها مالك بن نبي، وقد أشار مقدمو الكتاب إلى بعضها، مع ثنائهما عليه وإطرائهما الكبير له ..

رحم الله مالك بن نبي رحمة واسعة وجعل بحبوحة الجنان مستقره. آمين

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Nov 2008, 01:26 م]ـ

أحسن الله إليكم أخي الكريم عبدالله الحربي على هذا العرض الموفق والمركز لهذا الكتاب الفريد من نوعه، كما أشكرك على إنصافك للمؤلف في عرضك لكتابه، والإنصاف عزيزٌ.

ـ[عبدالله الحربي]ــــــــ[29 Nov 2008, 09:56 ص]ـ

بارك الله فيكم ونفع بكم.

وعموما الكتاب يحوي دلالات عميقة ورسائل موجهه لا يعرفها إلا من قرأه وعاش معه، وتصوّر أيضا البيئة التي كان يعيش فيها المؤلف رحمه الله والظروف المحيطة به.

ـ[مرهف]ــــــــ[30 Nov 2008, 03:12 ص]ـ

الأخ عبد الله:

دراسة موفقة ولكن عليها التعقيبات الآتية:

- هل تصح هذه العبارة التي قلتها: (فالكتاب دراسة فكرية محايدة للقرآن الكريم، كظاهرة فكرية و نفسية).

- أبرزت مزايا الكتاب وقلت أن فيه هنات لا تضيره فهلا ذكرت لنا مثالاً أو اثنين على الأقل.

- لقد أعطى المؤلف رحمه الله أمثلة لمنهج إبراز الظاهرة التي يريد تجليتها فهلا ذكرت بعضها.

- هل قصد العبقري مالك بعنوانه (الظاهرة القرآنية) ما قصدته بقولك: (والنتيجة التي يخلص إليها مالك بن نبي من هذا كله أنه يجب أن يكون إعجاز القرآن صفة ملازمة له عبر العصور، مما يضطر المسلم اليوم إلى أن يتناولها في صورة أخرى وبوسائل جديدة تتناسب مع قدراته.

والصورة التي تناسبه اليوم هي: أن يتناول الآية من جهة تركيبها النفسي والموضوعي أكثر مما يتناولها من ناحية بنائها اللفظي وأسلوبها البلاغي.).

أعني ألم يكن يعتمد على نظرية النظ للجرجاني ويتصل بها.

وأخيرا فقد استمتعت بما كتبته وانتفعت وننتظر المزيد.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير