ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[02 Apr 2009, 10:34 ص]ـ
السلام عليكم
نعود للحوار حول ما جاء فى أول مداخلة
{إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك} (آل عمران 55).
فقد ذكر المفسرون ثلاثة أقوال في المراد بالتوفي في هذه الآية:
الأول: قول الجمهور ورجحه ابن كثير وهو أن المراد به توفي النوم، فكلمة الوفاة كما تطلق على الموت تطلق على النوم أيضاً.
الثاني: أن في الكلام تقديماً وتأخيراً والتقدير (إني رافعك ومتوفيك) أي بعد النزول وهذا القول منسوب إلى قتادة.
الثالث: أن المراد بالتوفي هو نفس الرفع، والمعنى: (إني قابضك من الأرض ومستوفيك ببدنك وروحك) وهذا رأي ابن جرير
وجميع هذا الأقوال كما ترى متفقة على أنه رفع حياً، وإن كان بعضها أصح وأولى بالقبول من بعض، قال شيخ الإسلام ابن تيميه في مجموع الفتاوى (4/ 322 - 323): " وأما قوله تعالى: {إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا} (آل عمران 55)، فهذا دليل على أنه لم يَعْنِ بذلك الموت، إذ لو أراد بذلك الموت لكان عيسى في ذلك كسائر المؤمنين، فإن الله يقبض أرواحهم ويعرج بها إلى السماء فعلم أن ليس في ذلك خاصية، وكذلك قوله: {ومطهرك من الذين كفروا} (آل عمران 55)، ولو كان قد فارقت روحه جسده لكان بدنه في الأرض كبدن سائر الأنبياء أو غيره من الأنبياء. أين الدليل على رفعه حيا؛فقد توفى
القول الأول كما رجحه ابن كثير يدل على أنه جرى عليه ما يجرى على عامة الناس؛ والرفع نائما بجسده وروحه لادليل عليه؛ فما فائدة أن يكون نائما الآن فى السماء
والقولين الثانى والثالث هما لىّ لدلالة الآية لتوافق مارسخ فى الفكر من أنه حى فى السماء؛
وقول شيخ الاسلام:): " وأما قوله تعالى: {إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا} (آل عمران 55)، فهذا دليل على أنه لم يَعْنِ بذلك الموت، إذ لو أراد بذلك الموت لكان عيسى في ذلك كسائر المؤمنين ..
ومافى ذلك؟! هل هناك ما يدعو ألا يكون كسائر المؤمنين بمن فيهم الأنبياء
وقوله: وكذلك قوله: {ومطهرك من الذين كفروا} (آل عمران 55)، ولو كان قد فارقت روحه جسده لكان بدنه في الأرض كبدن سائر الأنبياء أو غيره من الأنبياء. .وهل يعنى أن بدن انسان فى الأرض أنه غير طاهر
ثم أن الرفع كما جاء فى الآيات الدالة عليه؛هو رفع إلى الله بعد أن توفاه الله
لقد سبقه التوفى؛لاشك فى هذا إذن قد توفى وهو الآن متوفى وليس حيا؛وحتى الأحياء كالشهداء أجسادهم فى الأرض فما بالك بمن ليس حيا
ووجود الجسد فى السماء لادليل نقلى عليه وهو مستبعد عقلا
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[02 Apr 2009, 12:30 م]ـ
الأخ الكريم مصطفى،
إليك ما نقله الماوردي في تفسير الوفاة:
{إِذْ قَالَ اللَّهُ: يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} فيه أربعة أقاويل:
أحدها: معناه إني قابضك برفعك إلى السماء من غير وفاة بموت، وهذا قول الحسن، وابن جريج، وابن زيد.
والثاني: متوفيك وفاة نوم للرفع إلى السماء، وهذا قول الربيع.
والثالث: متوفيك وفاة بموت، وهذا قول ابن عباس.
والرابع: أنه من المقدم والمؤخر بمعنى رافعك ومتوفيك بعده، وهذا قول الفراء.
وعليه ليست القضية المطروحة هنا؛ هل توفي المسيح عليه السلام ثم رفع، أم رفع حياً، وإنما كنا في نقاش مطول مع الأخ (أبو علي) يمكنك أن ترجع إليه، فالأخ يطرح مسائل في غاية الخطورة، لذلك رأيت أن أناقشه في كل مسألة يطرحها.
أما مسألة الوفاة التي وردت عرضاً فهي مسألة لغوية قصدنا أن نلفت الانتباه إلى أنها لا ترادف كلمة الموت كما يتوهم، وإن كان الموت صورة من صور الوفاة. وليس هناك من إشكال أن يكون المسيح عليه السلام قد قبض أولاً ثم رفع ـــ وهو ما عليه قسم من العلماءـ أو أن يكون قد رفع حياً، وهو ما عليه الجمهور. وما يهمنا هنا أن نقول إنه لم يمت على الصليب ولم يقتل.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[02 Apr 2009, 01:27 م]ـ
. [/ color] وهل يعنى أن بدن انسان فى الأرض أنه غير طاهر
ثم أن الرفع كما جاء فى الآيات الدالة عليه؛هو رفع إلى الله بعد أن توفاه الله
لقد سبقه التوفى؛لاشك فى هذا إذن قد توفى وهو الآن متوفى وليس حيا؛وحتى الأحياء كالشهداء أجسادهم فى الأرض فما بالك بمن ليس حيا
ووجود الجسد فى السماء لادليل نقلى عليه وهو مستبعد عقلا
الأخ الفاضل مصطفى سعيد حفظك الله ورعاك
قولك:"ووجود الجسد فى السماء لادليل نقلى عليه وهو مستبعد عقلا"
أقول: بلى، الآية دليل واضح عليه فقوله تعالى:" بل رفعه الله إليه" دليل على أنه رفعه روحا وجسداً، وهذا آكد في نفي ادعاء اليهود أنهم قتلوه أو صلبوه،وآية آل عمران تؤكد الرفع بالروح الجسد:" إني متوفيك ورافعك إلى" ولا معنى للرفع إلا أن يكون بجسده وإلا لما كان له ميزة عن غيره من الناس إذا كان الرفع بالروح فقط.
ثم إن قول النبي صلى الله عليه وسلم:
"وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا مُقْسِطًا فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ وَيَفِيضَ الْمَالُ حَتَّى لَا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ" رواه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، دليل واضح على أن الله رفعه بجسده.
أما الاستبعاد العقلي، فالعقل لا يستبعد إلا ما كان محالا، وهذا ليس من المستحيلات فهو متعلق بالقدرة والله على كل شيء قدير، فهذا الوحي قد نزل به جبريل من السماء وأسرى بالنبي صلى الله عليه وسلم وعرج به روحا وجسداً.
هذا والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
¥