فأقول: إن آية الصف قد أشكلت علي زمناً،ولعل أقرب شيء عندي في حقيقتها هو: أن الله سبحانه وتعالى لما آمنت طائفة من بني اسرائيل وكان الصراع داخلياً مقتصرا على بني اسرائيل دون أطراف خارجية أيد الله الطائفة المؤمنة فكانت هي الظاهرة ولها الكلمة في بني اسرائيل، ثم بعد ذلك عمدت الطائفة المغلوبة وهي الكافرة إلى المكر وذلك بإدخال أطراف خارجية في الصراع وهي الدولة الرومانية المتمثلة في حاكمها على بيت المقدس وهنا اختلت موازين القوى وهنا جاءت النجاة عن طريق الرفع.
والله أعلم
وهنا أتمنى على الأساتذة الكرام أن يشاركونا النقاش لفهم آية الصف حسب المعطيات القرآنية والتأريخية.
أما آية المائدة فأقول لك يا أخ ممصطفى إن الأمر فيها واضح بالنسبة لي،وإليك ما قاله الطاهر بن عاشور رحمه الله تعالى:
"وقوله: {وإذ كففت بني إسرائيل عنك} عطف على {إذْ أيّدتك} وما عطف عليه. وهذا من أعظم النعم، وهي نعمة العصمة من الإهانة؛ فقد كفّ الله عنه بني إسرائيل سنين، وهو يدعو إلى الدين بين ظهرانيهم مع حقدهم وقلّة أنصاره، فصرفهم الله عن ضرّه حتى أدّى الرسالة، ثمّ لمّا استفاقوا وأجمعوا أمرهم على قتله عصمه الله منهم فرفعه إليه ولم يظفروا به، وماتت نفوسهم بغيظها. وقد دلّ على جميع هذه المدّة الظرف في قوله: {إذ جئتم بالبيّنات} فإنّ تلك المدّة كلّها مدّة ظهور معجزاته بينهم." انتهى كلامه رحمه الله تعالى
وللرد على الأخ الفاضل محب القرآن الكريم
نعود للجسد
وجود الجسد في السماء لادليل عليه؛كما أن هذا الجسد مخلوق للأرض –هذا هو الأصل – وأرى ألا نخرجه من هذا الأصل إلا بدليل نقلى واضح
والعقل يستبعده ولم أقل يحيله؛ يستبعده إذ لاضرورة في وجود جسد متوفى –نائم أو مغيب أو ميت – فى السماء
والحديث لايعنى أن الجسد في السماء؛فالنزول لا يستوجب أن تكون مادة المنزل من فوق السماء الدنيا؛ ومدلول الحديث هو فى صميم ما يدعونا للحوار؛ إذ يثير تساؤلات عن حياته الآن؛ وأي حياة هذه؟ إن قلت أن الجسد في السماء؛إذن فهو يحيا حياة أرضية كاملة يأكل ويشرب ويتنفس و .... و ... فى السماء؛لانُحيل هذا ولكن الدليل؛ وإن قلت حياة كالشهداء؛فأبدانهم فى الأرض ويكون جسده فى الأرض؛
أما قولك وجود الجسد لا دليل عليه فالدليل هو ما ذكرت لك سابقاً الآية والحديث وهما بالنسبة لي واضحة كل الوضوح.
أما قولك إن الجسد مخلوق للأرض وهو الأصل، ونحن نقول إن المسيح لن يخرج عن هذا الأصل فالأخبار الصحيحة تقول إنه سيقبض بعد نزوله ويدفن في الأرض.
أما قولك لا ضرورة في وجود جسد متوفى ... ألخ
فهذا إعمال للعقل مع النص.
واما كون النزول في الحديث لا يدل على أن الجسد في السماء فأنا أخالفك الرأي فإفراغ الألفاظ عن معانيها الأصلية يحتاج دليل ولا دليل.
وأما كونه في السماء يأكل ويشرب ... فكما قلت أنت ليس بمحال ويحتاج إلى دليل.
والذي أراه أنا شخصيا ومن خلال فهمي للأدلة وأرجو أن يكون فهما صحيحا أن المسيح عليه السلام توفي وفاة حقيقية ورفعه الله بجسده إلى السماء تكريما له من ربه.
وفي حديث الإسرى ما يمكن أن يستدل به على أنه توفي وفاة حقيقية حيث جاء في الحديث قول النبي صلى الله عليه وسلم:
"فَأَتَيْنَا السَّمَاءَ الثَّانِيَةَ قِيلَ مَنْ هَذَا قَالَ جِبْرِيلُ قِيلَ مَنْ مَعَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ قِيلَ أُرْسِلَ إِلَيْهِ قَالَ نَعَمْ قِيلَ مَرْحَبًا بِهِ وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ فَأَتَيْتُ عَلَى عِيسَى وَيَحْيَى فَقَالَا مَرْحَبًا بِكَ مِنْ أَخٍ وَنَبِيٍّ."
هذا والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[03 Apr 2009, 05:52 م]ـ
السلام عليكم
أهلا بك أخونا الكريم
تحليل جيد لمراحل الصراع
الله كف بنى اسرائيل عنه منذ ولادته وحتي أرسل " ..... وءاويناهما إلي ربوة ذات قرار ومعين " المؤمنون 50؛ثم مكنه الله من تبليغ الرسالة؛فأراد الكفار أن يقاوموه بعدما جاءهم بالبينات وأقام عليهم الحجة؛فاستنصر المؤمنين " من أنصارى إلى الله ... " فأيد الله الذين آمنوا حتي ظهروا على عدوهم؛
مسألة التآمر مع الملك؛لادليل صريح عليها ولكن قد يتضمنها المكر مثلما قد يتضمن دسهم عليه أحد المنافقين ليدلهم عليه ويحمل لهم أخباره ...
¥