ـ[عبد الله الراشد]ــــــــ[14 Dec 2008, 09:23 ص]ـ
غير أن عبارة جميلة استوقفتني أكثر، وبقيَت تدور في ذهني أياما طويلة، فرغبت في كتابتها هنا، لعلها تستثير آخرين:
((إن الأقلام المختلفة إذا تعاورت على باب من أبواب العلم، فلا شك أنها تزيده وضوحا وجلاء، وتكسب الموضوع عمقا)).
.
هذه ليست مضطردة بل ربما كان تعاور الأقلام مشتتا للفكرة ومخللا لها، ومن المثلة الحية في ذهني ما فعله الأصوليون في مبحث السنة وتأثير ذلك وغزوه لكتب المصطلح حتى أمتلأت كتب المصطلح بكلام الرازي وأبي المعالي الجويني والغزالي مع أنهم من أجهل أهل العلم بالحديث، وقد أفسدت بعض أقوال الأصوليون باب الصناعة الحديثية وخربت قواعدها حتى صححت الموضوعات والمنكرات وردت الأحاديث الصحيحة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Dec 2008, 10:08 ص]ـ
أشكر أخي الكريم عبدالله راشد وفقه الله على تعليقه. وأود افشارة إلى أن الحضور كانوا من الخاصة، والقراء هنا كذلك. ونقصد بكونها عامةً أنها غير مختصة بأعضاء الجمعية. ومثل هذه المحاضرات واللقاءات لا يحضرها إلا راغب.
وأما عدم تطرق المحاضر لموقف المنكرين للمجاز، فلم يكن في الحُسبان أن يغفله الدكتور عبدالمحسن، وكنت - مثلك - أتوقع منه أن يعرضه ويعرض أدلته، ويجيب عنها واحداً واحداً، ولذلك حاولتُ والزملاء في التعقيبات أن نشير إلى بعضها لعل الدكتور عبدالمحسن يجيب عنها لتكتمل الصورة، ولكن الوقت لم يكن من السعة بحيث يستوعب كل التفاصيل. غير أنَّ ما ذكره الدكتور عبدالمحسن في حقيقة الأمر مركزاً على مسائل دقيقة تُعدُّ مؤثرةً في بيان وجه الصواب في المسألة، والمنكرون أدلتهم معروفة في كتبهم، ومعظم الذين يتعرضون للمسألة في الدروس العلمية ولا سيما في تدريس العقيدة يستطردون في الاستدلال لرد المجاز، فأدلة المنكرين عند الحضور معروفة ومشهورة، ولكن الذين كنا ننتظره من المحاضر هو ما ذكره في درسه.
وأما القواعد التي ذكرها في الرد على من يستغل المجاز في تأويل الصفات، فقد ذكرها ابن عثيمين كما تفضلتم، ولكنه لم يذكرها على أنها مانعةٌ من منع المجاز، وإنما ذكرها على سبيل العموم في باب الأسماء والصفات. وليست بهذا التفصيل الذي ذكره الدكتور عبدالمحسن على ما أذكره الآن على الأقل. ولعلك لو تكرمت وأحسنت إلينا بمراجعة كتاب (القواعد المثلى) وتحققت من ذلك لكان فيه فائدة للجميع.
وأما نفي فتوى القاسمي التي نسبها لابن تيمية، فقد أشار المحاضر إلى أنه عرضها على عدد من العلماء ووافقوه على نسبتها لابن تيمية على الأقل من حيث أسلوبها، مع إنه كما تفضلتم غير كافٍ في نسبتها، لكن التشكيك في نسبتها لابن تيمية لمجرد انفراد القاسمي بنسبتها له أيضاً فيه إشكال حيث إن كثيراً من كتب ورسائل ابن تيمية عُرفت ونشرت عن طريق جمال الدين القاسمي وطبقته من علماء سوريا وغيرهم. فكيف نثق بها إذن؟
وسواء صحت هذه الفتوى أم لم تصح فليست الفيصل في الموضوع، ومسألة المجاز ليست متعلقة بشخصيات المنكرين أو المثبتين، وإنما هي مسألة علمية منهجية تتعلق باللغات عموماً لا بالعربية خصوصاً، والبحث فيها له تفاصيل وأسرار كثيرة ليس هذا مكانها، ومناقشة القضية على أنها انتصار لفريق على فريق ليست مما يعين على فهم حقيقة الأمر والوصول فيه إلى بينة.
لكن بحسب هذه المحاضرة - برأيي المتواضع - أنها أثارت هذه القضية بين طلبة العلم والدارسين، ومحاولة إعادة النظر في استدلالات الفريقين طلباً لفهم أعمق للمسألة وهذا ما أظن المحاضرة حققته إن شاء الله.
وأما تحديد عناصر المحاضرة للمحاضرين من قبل الجمعية فلا أراه مناسباًً حيث إن الجمعية تقصد من وراء هذا اللقاء الاجتماع للاعضاء واللقاء فيما بينهم لتجديد العهد واتصاله، ثم يأتي الموضوع المطروح ليكون ميداناً للنقاش بين المتخصصين، والعادة في اللقاء أن ينتقى الموضوع والضيف بعناية ويكون خاصاً بالأعضاء، غير أن الراغبين في المشاركة من الزملاء هنا في الملتقى يحضرون طلباً للفائدة، والجمعية تسعد بهم وتقدر لهم ذلك. ثم يأتي بعد ذلك نشر المحاضرة صوتًأ وكتابة فيكون ميداناً للنقاش البناء كما ترى، وهذا من فضل الله وتوفيقه أخي الكريم عبدالله وفقك الله.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Dec 2008, 10:11 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
كنت قد طرحت موضوعاً بعنوان "ملاحظة لغوية نفسية قد تعزز موقف من يُقسِّم إلى حقيقة ومجاز"، قررت فيه هذه القضية وبينت صعوبة الفكاك من وجود المجاز كظاهرة لغوية متأصلة في الخطاب البشري. وقد دارت مساجلات ومدارسات على هذا الرابط:
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=128453&highlight=%C7%E1%E3%CC%C7%D2#post128453
كما أن الموضوع موجود على صفحات هذا المنتدى ولكن لم يعلق عليه أحد بما يثري.
أشكرك أخي الكريم عبدالله على هذه الفائدة، وقد قرأت معظم ما كتبته هناك أنت والصديق أبو مالك العوضي وقد أعجبني حواركم وتلك الفوائد والإيرادات والاستدلالات وأسال الله لكم التوفيق. ويبدو أننا سنخصص لك ولأبي مالك العوضي لقاء من لقاءات الجمعية لنسمع منكما وفقكما الله ونفع بكما.
¥