ثم ناقش العنصر الثاني وهو السياق مبينا مقصوده به بقوله: "الإطار اللفظي الذي تقع داخله عبارة التعريض، فيكتنفها من بين يديها ومن خلفها ويتفاعل معها بما يضمه من قرائن لفظية فيحملها طاقات دلالية جديدة لم تكن لتحملها لولاه، وتكون محصلتها الأخيرة هي المعنى التعريضي "
وبعد أن أصلها أورد أمثلة عليها على غرار سابقتها، ثم ناقش مسألة المقام وهو ما عبر عنه بعض المفسرين بسبب النزول وأشبعها إيرادا للأمثلة من القرآن الكريم عليه.
الفصل الرابع: القيمة الفنية للتعريض
استهل هذا الفصل بأن التعريض مظهر تقدم لغوي وحضاري ونوه بكثرة استخدامه في القرآن الكريم.
ثم ساق تسعة من المواقف استخدم القرآن الكريم أسلوب التعريض مع سوق الأمثلة القرآنية عليها، وبين كل ذلك في أسلوب رائع لا يستغني عنه الباحث مهما كان مستواه أو قدرته أو تخصصه في مجال الدراسات القرآنية، وأترك القارئ الكريم ليقف بنفسه على ذلك حتى يستفيد ويفيد.
وختم ذلك كله بوقفات موفقة هامة مع ثلاث آيات من آي الكتاب الحكيم، هي – كما قال – "مظان خفية إلى أبعد مدى لنوع من التعريض، لا تنم عليه عبارة، ولا يكاد سياقها يشي به ...
أولها:قوله تعالى: (يسألونك عن الخمر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون) البقرة: 219
ثانيها: قوله تعالى: (قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلاهكم إله واحد فاستقيموا إليه واستغفروه وويل للمشركين) فصلت: 6
وآخرها: قوله تعالى: (لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز) الحديد: 25
وختم الكتاب بالتفات لطيف لبعض ما تحقق من خلال الكتاب، ووعد بإتباعه الجزء التطبيقي، ثم دعا وصلى.
سطور حول الكتاب:
• الكتاب نفيس في بابه ويحسن بالمتخصص في أي مجال من الدراسات القرآنية الوقوف عليه، بل ينصح كل مثقف بقراءته.
• الكتاب تأصيل لمسألة التعريض في القرآن الكريم
• الكتاب مليء بالأمثلة التي بث المؤلف الدرر واللطائف في ثنايا تحليلها
• نهج المؤلف الأسلوب الأدبي الممتع يشجع القارئ على الاستمرار في القراءة
• ذكر المؤلف أن الكتاب يعد أول دراسة منهجية لموضوع التعريض في القرآن
• أورد ضمن الأمثلة التي تعرض لها آيات يشكل على بعض المفسرين وزلت فيها بعض الأقدام في قصة كل من إبراهيم (بل فعله كبيرهم هذا) ويوسف .. وآية الحديد وغيرها.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Nov 2008, 12:56 م]ـ
أشكر أخي العزيز الأستاذ إسحاق سماكي على هذا العرض الممتع، والإيجاز الموفق حول محتوى هذا الكتاب القيم فعلاً، ومؤلفه الأستاذ الدكتور إبراهيم الخولي حفظه الله من علماء البلاغة المميزين المعاصرين، وله كتاب عن (مقتضى الحال في البلاغة) من أجود ما قرأت في بابه، وهو رسالته للدكتوراه.
وأخونا الأستاذ إسحاق سماكي من أحبابنا من دولة مالي، ولعلكم تلاحظون لغته الجيدة، وبلاغته في الكتابة، وهو في حديثه مثل كتابته وفقه الله وزاده علماً وأدباً وتقوى.