أخي الأستاذ الحسن ولد ماديك، الباحث الموريتاني، سلمك الله،
لقد أظهر مقالك الذي عنوانه (إثبات تواتر القرآن دون الحاجة إلى اللهجات والقياس في القراءات) آراء جديدة، تحتوي على محاكمة علمية لعلم القراءات، عبر التاريخ الإسلامي في الميزان، متخذا في ذلك أسلوبا حواريا مع القراء، وقد توصلت بعد العرض إلى نتائج جاءت كلها (سلبية)، وسارعت إلى تقريرها دون سابق ادوات وخبرة تمنحك هذا الحق ..
-أخي: لقد قلت: ((هكذا أعلن ضرورة مراجعة علم القراءات وضرورة تحريره من القياس وضرورة تخليصه من اللهجات في القراءات التي تفرض على المتعلمين إصر تعلم لهجات قبائل من العرب انقرضت منذ جيل التابعين، وفرض القرّاء والمصنفون منهم تقليدهم في لهجاتهم على كل مسلم ولو كان غير عربي لينشغل سنين عددا في دراية تلك اللهجات وتقليدها عن تدبر القرآن)).
-ونقدت أهله فقلت: ((كيف فات على أئمة القراءات والمصنفين أن القرآن متواتر جملة وتفصيلا حرفا حرفا وكلمة كلمة دون الحاجة إلى تعدد الروايات والقراءات ودون ضرورة التمسك بالروايات ظنا منهم أن القرآن لا يصح حفظه ولا تواتره دونها، إن القرآن متواتر جملة وتفصيلا دون الحاجة إلى خلاف اللهجات كالإدغام والتسهيل بأنواعه ... )).
-ثم توسعت فنقدت أركان القراءة ونسختها، والاختيار واعتبرته جرأة وقراءة بغير مانزل ووصفت اختيارات القراء كابن مجاهد والداني وغيرهما بأنها مبكية، وكذا القياس واعتبرت القول به في منتهى السقوط،
واللهجات واعتبرت أنه لاحاجة إليها لظروف كثيرة في تقرير تواتر القرآن،
،وأن كتاب النشر فيه خلط، ورجحت بأن (الخلاف) ثلاثة أنواع واحد هو الذي يتواتر وهو الخلاف المعنوي وماعداه لاحاجة له في إثبات التواتر،
وقلت: ((لو تركنا جميع اللهجات في القسم الأول واكتفينا بالأصل كما سيأتي قريبا إثبات تواتره وكذلك لو اكتفينا بأحد وجهي الخلاف الأدائي الذي لا علاقة له بالمعنى في القسم الثاني لتم انقراض كثير من الروايات والقراءات ولما تأثر تواتر القرآن الذي يجب أن يتمسك بخلافه المعنوي كما هو القسم الثالث وأن تتعدد بحسبه المصاحف والتلاوة)).
-واخترت من الأصول والفرش رواية تحتوي وجها واحدا، دون بقية اللهجات والقياس، وقررت أن اختيارك وقع على المتفق عليه دون المختلف فيه فقلت: ((الأصل المتواتر من نوع حروف القرآن المتفق عليها من طرق الطيبة مثل قوله (الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم) وإن القضاء على أحد وجهي القسم الثاني لاسيما وجه التخفيف وعلى غير قياس إنما يصير القسم الثاني كذلك متفقا عليه وحينئذ لا يبقى من أحرف الخلاف إلا أكثر كلمات الفرش وهو كل خلاف يدل على معنى وكل زيادة في المبنى وتركها سواء كانت تلك الزيادة بالتضعيف أو بزيادة حرف فأكثر كما هو مقرر ومفصل في فرش الحروف إلا ما سيأتي استثناؤه منه)).
-ثم جمعت المواضع ذات الوجه الواحد الفصيح كدليل على ماتقول: فقررت أن البسملة بين السورتين .. هي الوجه المتواتر هكذا وقع التواتر دون الحاجة إلى السكت والصلة بين السورتين.
فقلت: ((البسملة بين السورتين عند الابتداء بأول كل سورة سوى براءة لجميع القراء وهي بين السورتين إلا أن تكون الثانية براءة لقالون والمكي وعاصم والكسائي وأبي جعفر هكذا وقع التواتر دون الحاجة إلى السكت والصلة بين السورتين ولا يخفى انتفاء الرواية في تخصيص الأربع الزهر)).
وبصورة عامة فأنت تختار وجها واحدا قريبا من رواية حفص المعروفة، وتبتعد عن كل رواية تحتوي على لغة أخرى تخالفها .. حسب منهج معروف لديك.
-أخيرا قلت: ((هكذا فرغت من تقرير تواتر القرآن جملة وتفصيلا حرفا حرفا كلمة كلمة من القسم الأول دون الحاجة إلى اللهجات ولا يخفى أن ما لم يأت ذكره من حروف الخلاف هو من نوع القسم الثالث المتقدم بيانه الذي يجب التمسك بخلافه المعنوي وأن تتعدد المصاحف بحسبه أو من نوع القسم الثاني الذي تقدم الكلام عليه)).الخ ماذكرت ..
قلت الحاصل عندي أنه بعد التمعن في هذه الاراء الجريئة، فإن الرد على هذه الأطروحات النقدية يحتاج إلى تقديم أسئلة للباحث الكريم، حبذا لو أجاب عنها هي:
-ماسبب قلة مراجعك في تاريخ القرآن؟ وفي الكتب المتقدمة على ابن الجزري، كالإبانة لمكي، أو المرشد الوجيز؟
-ماسبب عزوك في كل شاردة وواردة إلى النشر وحده؟
-لماذا مراجع بحثك تقتصر على كتاب النشر، ومنجد المقرئين، وتقريب النشر، و الإتحاف، وشرح ابن الناظم، وتذكرة ابن غلبون، والتبصرة؟
-لماذا تجاوزت شروط القراءة والإقراء وخالفت جميع علماء الشناقطة الذين قابلتهم سواء في المدينة كالشيخ محمد سيدي الامين، والشيخ احمد المقري والشيخ السالم الجكني وغيرهم،ومن الموريتانيين الشيخ محمد سيدي الحبيب و الشيخ العلامة محمد عبد الله الصديق. والشيخ محمد الاغاثة .. حفظ الله الجميع .. وفضلت القول بهذه الآراء الجريئة؟
-أين سندكم في قراءة القرآن، على رواية حفص على أقل تقدير؟
-ماهي شهادة تخصصكم في القراءات العشر التي جاءت في سيرتكم؟
-من هو من أول من ادخل القراءات العشر إلى موريتانيا؟
وإلى لقاء قريب مع تفنيد بقية أطروحتكم الجديدة.والله أعلم.
¥