تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أولهما: استغناء التركيب عنه سواء أكان اسماً أم فعلاً أم حرفاً من حيث الإعراب ليس غير، يعتمدون في ذلك على أقيسة النحو وضوابطه، ويبنون على نماذج لم يرد فيها الحشو.

ثانيهما: أن المحشوّ فيما يخص زيادة الحروف في التركيب ([11]) يخرج عن إفادة معناه الخاص إلى إفادة معنى أكده النحاة بقولهم يفيد التوكيد والتقوية. ووجود الحشو في التركيب لم يكن عبثاً بل له معنى ثابت في سياق الجملة،

وأمام هذا التذبذب في إطلاق هذه المصطلحات وجدت الخليل بن أحمد قد استخدم مصطلح (حشو) في الحديث عن بعض الآيات، وذلك في تعليقه على قوله تعالى: ?ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياءً? ([12]). فذكر أن معناه: آتينا موسى وهارون الفرقان ضياءً. ويبين أنه "لا موضع للواو ههنا إلا أنها أدخلت حشواً" ([13]). وذكر في موضع آخر أنّ (لا) حشو مثل قول الله جلَّ وعزَّ: ?ما منعك ألاّ تسجد? ([14]). فمعناه أن تسجد ([15]). (لا) التي للصلة قوله تعالى: ?لا أقسم? ([16]) معناه أقسم، و (لا) صلة" ([17]).

وكذلك نلاحظ أن سيبويه (ت 180هـ) تابع الخليل في إطلاق هذه المصطلحات. فقد استخدم مصطلحات (حشو) و (زيادة) و (لغو) في الكتاب عند حديثه عن الحروف المقحمة، لأنه كان ينظر إلى تأثير هذه الحروف فيما بعدها ([18])، وذلك في قوله في زيادة (إنْ): "وتكون لغواً في قولك: ما إن يفعل" ([19])، واللغو عنده ما لم يُحْدِث إذا جاء شيئاً من العمل لم يكن قبل أن يجيء. ويقول في حديثه عن (ما) في قوله تعالى:) فبما نقضهم ميثاقهم? ([20]) "وهي لغو في أنّها لم تُحْدِث إذا جاءت شيئاً لم يكن قبل أن تجيء من العمل، وهي توكيد للكلام" ([21]). وذكر الحشو في المقام نفسه بقوله: "لا يجوز لك أن تفصل بين الجار والمجرور بحشو" ([22]). كما استخدم مصطلح (حشو) عند حديثه عن (لا)، وذلك قوله: "فمّما فُصل بينه وبين (لا) بحشو قوله تعالى: ?لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون? ([23]). فعدّ (فيها) حشواً فصل بين (لا) واسمها مع أنّ له موقعاً إعرابياً وارتباطاً نحوياً، وهذا لا يحسن إلا أن تعيد لا الثانية، لأنه جُعل جواباً، ولم تجعل لا بمنزلة ليس؛ لوجود الفصل ([24]). وتابع النحاة الخليل وسيبويه في إطلاقهم هذه المصطلحات، الأمر الذي دفع ابن يعيش (ت643هـ) إلى إرجاع تعدد المصطلحات إلى اختلاف المدارس، فالبصريون يعبرون بالزيادة واللغو؛ والكوفيون بالصلة والحشو. وذلك في قوله: "والصلة والحشو من عبارات الكوفيين، والزيادة والإلغاء من عبارات البصريين" ([25]). مع أن المر على غير ما ذكر فهذه المصطلحات وجدت عند البصريين كما وجدت عند الكوفيين وليست خاصة بمدرسة دون أخرى. ويبدو أن هذه المصطلحات أكثر ما تطلق عند النحاة على زيادة الحروف، ويكون دخولها وخروجها سواء، لا تغير أصل المعنى بل تمنحه معنى إضافياً أكده النحاة بقولهم تفيد التوكيد وبينه ابن جني بالإحاطة والتمكين. وعليه فمصطلح الحشو واللغو والزيادة مصطلحات نحوية ترتبط بالتركيب، وتسيطر عليها فكرة العامل.


([2]) عبد الله بابعير، ظاهرة الاستغناء في النحو العربي، رسالة ماجستير مخطوطة بإشراف الأستاذ الدكتور علي الحمد، قسم اللغة العربية، جامعة اليرموك، الأردن، 1993.
([3]) علي توفيق الحمد، في المصطلح العربي، free web sit hostin free servers. Com الصفحة الخامسة (الإنترنت).
([4]) الخليل بن أحمد الفراهيدي، الجمل في النحو، ص 263، 288، 316.
([5]) سيبويه، الكتاب، 3/ 140، 4/ 221 ـ 226.
([6]) المبرد، المقتضب، 1/ 183، 4/ 137.
([7]) ابن جني، الخصائص، 3/ 103 ـ 108.
([8]) أحمد محمد ويس، الانزياح في منظور الدراسات الأسلوبية، كتاب الرياض، مؤسسة اليمامة، الرياض، ط 1، 2003م، ص 35.
([9]) الشريف علي الجرجاني، كتاب التعريفات، دار الكتب العلمية، بيروت، 1995، ص50.
([10]) المرجع السابق، ص 50.
([11]) د. علي النوري، حروف المعاني وزيادتها في التركيب، ص 348.
([12]) سورية الأنبياء، آية 48.
([13]) الخليل بن أحمد، الجمل في النحو، ص 288.
([14]) سورة الأعراف، آية2، 1.
([15]) الخليل بن أحمد، الجمل في النحو، ص 301، 302.
([16]) سورة القيامة، آية 2،1.
([17]) الخليل بن احمد، الجمل في النحو، ص 302.
([18]) سيبويه، الكتاب، 3/ 111.
([19]) سيبويه، الكتاب، 4/ 220.
([20]) سورة النساء، آية 155.
([21]) سيبويه، الكتاب، 4/ 221.
([22]) سيبويه، الكتاب، 3/ 111.
([23]) سورة الصافات، آية 47، انظر: سيبويه، الكتاب، 2/ 299.
([24]) سيبويه، الكتاب، 2/ 297 ـ 299.
([25]) ابن يعيش، شرح المفصل، إدارة الطباعة المنيرية، مصر، 8/ 128.
باختصار ..
المرجع: تعدد المصطلح و تداخله ـــ د. خالد بسندي

ـ[معن الحيالي]ــــــــ[05 Feb 2008, 11:06 ص]ـ
بارك الله في الجميع.
اود القول ان ازمة المصطلح قائمة تلازم العلوم .... ولكل وجه نظر في ذلك يعاضده الدليل المنطقي والحجة من الشاهد ... وعلينا جمعا طلبة العلم والباحثين ان لا نتعجل في اطلاق اي المصطلح وان نترك ذلك لاهل التخصص ممن لهم امد في تعليم العلم والبحث الدقيق صونا لمكانة العلم والعلماء.
واود ان اضيف ان اسلوب الاطناب واقع في القران الكريم باعتبار ضابط البلاغيين المعروف وهو الافادة والا كان حشوا .. وهو ضابط حد الكلام عند النحاة ايضا وكما قال صاحب الالفية المشهورة في مطلعها: كلامنا لفظ مفيد كاستقم ...... .
والله الموفق لكل خير وصواب.
اللهم بارك في الجميع.
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير