-ثم عرّف معنى الاختيار في باب القراءة: بأن يعمد من كان أهلا له إلى القراءات المروية فيختار منها ماهو الراجح عنده ويجرد من ذلك طريقا في القراءة على حدة/ التبيان للجزائري 121، نصر سعيد 15.
ثم قال نصر سعيد: "ومعنى ذلك أن ينتقي من له الاختيار من القراءات المروية ماهو راجح عنده بناء على فكرة معينة سواء ذكرها أم لم يذكرها ثم هو لم يتقيد بمذهب بعينه ولم ينسب الى مصدر بذاته، فأبو القاسم الهذلي مثلا انتقى أصول قراءته ومفراداتها من عدد كبير من شيوخ عصره بلغ عددهم ثلاثمائة وخمسة وخمسين إماما من أرباب الاختيارات الذين بلغوا رتبتها أي السبعة والعشرة فهو لم يترك إماما ... حتى فند قراءته ثم اختار من مجموع هذه القراءات مارءاه راجحا عنده/15
- ثم عرض للتوسع في إطلاق الاختيار:
وذكر أنّ توسع العلماء في الإطلاق ... لبيان سبب نسبة القراءة إلى القارئ .. وأنه اختياره وليس اختراعه أو اجتهاده/17.
وذكر أن من التوسع قول الداني: " إن معنى إضافة الاختيار .. إلى من أضيف إليه .. أنه كان أضبط .. وإضافة الحروف والقراءات الى أئمة القراء بالأمصار .. أي اختار ذلك الإمام (القراءة بذلك الوجه من اللغة) وأثره على غيره .. حتى اشتهر به .. وأخذ عنه، فلذلك أضيف إليه دون غيره .. وهي إضافة اختيار ودوام لاإضافة اختراع .. /جامع الداني. نصر سعيد/18.
ثم ذكر منهج الاختيار في تاريخ القراءات وأنه نشأ عنه ماعرف بالقراءات السبع أو العشر./18 نصر سعيد
وأنه ابن مجاهد قد اختار القراءات السبع للقراء السبعة وارتضى الأكثرون اختياره وإن عارضه بعضهم. /السابق
وأن شوقي ضيف محقق السبعة سمى الانفرادات اختيارات، ولم يوافقه على ذلك أي نصر سعيد .. نصر سعيد /19
وأن لفظ اختار ورد عند ابن الباذش 1/ 55، وشعبة غاية نهاية 1/ 292 والبغوي، والنشر1/ 38، وقابة /262،
والحاصل إطلاق اللفظ (الاختيار) على القراءة جائز عندما نريد أن نوضح معنى إضافة القراءة الى فلان .. وإطلاقها على مافعله ابن مجاهد في انتقاء السبعة ... جائز من باب المعنى اللغوي للاختيار فهي كلمة موجودة منذ نشأت الاختيار.
كما فرق بين القراءة والاختيار: فذكر أن القراءة هي أن يكون للمقرئ قراءة ... والاختيار أن يأخذ من مجموع القراءات .. حروفا يفضلها لسبب .. قد يكون حرف منها من قراءة في حين يكون الحرف الآخر من قراءة اخرى /16، قراءات القراء المعروفين للاندراي/28.
- وفرق كذلك بين الاختيار والانفراد: وأنهما بمعنى الانتقاء لبعض القراءات والأوجه القرآنية التي يرجحها من اختارها أوانفرد بها بسند صحيح،ولكن الانفراد فيه معنى يختلف عن الاختيار فهو ماانفرد به إمام أو راو من قواعد وأحكام قرائية أوحروف معينة من أول القرآن إلى آخره مع التزامه في بقية المواضع بماقرأ به الشيخ الإمام ولذلك سمي انفرادا أي أنه سار على قراءة معينة من أول القرآن في حروف معينة انفرد بها روضات الجنات فيما انفرد به ثلاثة الدرة محمود علي بسة /6.
مثال الانفراد انفرد أبوجعفر عن غيره من العشرة من تسهيل همز (اسرائيل) مع التوسط وصلا فقط في القرآن كله /السابق
فهذه انفرادات ألف فيها البعض.السابق 16.
متى نشأ الاختيار: لمعرفة ذلك نبحث في المراحل التي مرت بها القراءة .. في عهد النبي صلى الله عليه وسلم .. ومعنى قولهم اختار النبي صلى الله عليه وسلم؟ وهذه قراءة النبي صلى الله عليه وسلم؟
وكان جوابه قراءة النبي صلى الله عليه وسلم، أو اختار النبي صلى الله عليه وسلم ... تطلق على كل قراءة ليست منسوبة إلى أحد من أئمة الرواية ونقلها المحدثون وهي كثيرة في محتسب ابن جني وغيره .. /26
ولمعرفة ذلك أيضا ذهب الدكتور نصر إلى أن إنزال القرآن على سبعة أحرف من أول مانزل في مكة /32.
اختيار الصحابة: في العهد المدني يختار بعض الصحابة من الأحرف حرفا معينا تعلمه من رسول الله ... لحديث البخاري عمر رضي الله عنه مع هشام بن حكيم ... /35.
الأحرف السبعة (وعلاقتها بالاختيار):
-في عهد النبي صلى الله عليه وسلم:
¥