تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[08 Sep 2008, 04:43 م]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد

إنّ التمثيل في الحالة الأولى المذكورة بمخالفة حفص لشيخه عاصم في كلمة {ضعف} يحتاج إلى نظر فيما يبدو لي لسببين:

الأوّل: إنّ رواية حفص مقيّدة بقراءته على عاصم دون غيره فهو انفراد ومخالفة لما قرأ به على عاصم وليس اختياراً من بين مروياته، خلافاً لنافع فقراته ليست مقيّدة بشيخ واحداً. لذا فلا بدّ من تقييد الاختيار بالقراء كنافع وابن كثير وأبي عمرو وغيرهم لأنّ قراءتهم ليست مقيّدة بشيخ واحدا خلافاً للرواة أو من كان دونهم في الطبقة. والدليل على ذلك أننا لا ندري على من قرأ نافع بوجه إبدال الهمز المفرد أو بوجه ترقيق الراءات وتغليظ اللامات وغير ذلك. خلافاً لورش فإننا نعلم أنّ جميع مروياته المنقولة عن الأئمّة هي من قراءته على نافع دون غيره لأنّ الرواية مقيّدة ومحصورة بشيخ واحد معلوم، ونعلم أن ترقيق الراءات وتغليظ اللامات وتمكين البدل هو من رواية الأزرق عن ورش ونعلم أن قصر المنفصل هو من رواية الأصبهاني عن ورش وهكذا. فكلّ ما كان دون المقرئ في الطبقة فشيخه يكون معلوماً فلا اختيار حينئذ.

ثانياً: اختيار حفص في كلمة {ضعف} يخرج عن مجاله المعتبر عند الأئمّة وهو روايته للقرءان عن نافع إذ لا تعرف رواية ورش عن غير نافع عند الأئمّة. خلافاً لنافع فإنّ المجال مفتوح لتعلّق قراءته المعتمدة والمعتبرة عند الأئمّة بعدد من شيوخه.

أمّا الحالة الثانية المشار إليها آنفاً: فلا ندري على سبيل القطع واليقين أنّ ما رواه ورش عن نافع هو عبارة عن قراءة مركبة من عدة روايات قرأ بها نافع عن شيوخه أم هي من قراءته على شيخ واحد فيما اختصت روايته بالنقل الهمزات مثلاً، وما يترتّب عن تلك الرواية من تمكين مدّ البدل وترقيق الراءات وتغليظ وغير ذلك. فيبقى الأمر في ناظري ظنّيّاً وليس قطعياً لعدم توفّر الأدلّة الصريحة في ذلك. مع أنّ الأصل في نقل الأخبار عدم الخلط بينها كما هو الحال عند رواة الحديث والآثار.

وبالمناسبة أريد لفت انتباه شيخنا أمين الشنقيطي على الفرق بين أسلوب المحدّثين وأهل الأداء، فقد يُحتمل أن تكون قراءة القراء المشهورين مركبة من عدّة روايات ولا يُعدّ ذلك اضطراباً في المتن، خلافاً لأهل الحديث الذي يعدون ذلك اضطراباً في المتن فيسقط الحديث بذلك. وهذا يرجع إلى اختلاف نوعية المتن، فاختلاف الروايات للقرءان الكريم تشترك في تقارب المعاني والحروف والرسم وغير ذلك بخلاف متون الحديث فإنّها تمتاز بكثرتها وتنوّعها في اللفظ والمعنى والحجم وغير ذلك.

ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[08 Sep 2008, 08:25 م]ـ

السلام عليكم

(يا فتَّاح يا عليم يا رزَّاق يا كريم .. محمد يحيي يخرج لي في كل موضوع زي العفريت)

كل عام وأنت بخير يا شيخ محمد يحيي.

أود أن أنبه في مداخلتي علي هذه الفقرة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد

إنّ التمثيل في الحالة الأولى المذكورة بمخالفة حفص لشيخه عاصم في كلمة {ضعف} يحتاج إلى نظر فيما يبدو لي لسببين:

الأوّل: إنّ رواية حفص مقيّدة بقراءته على عاصم دون غيره فهو انفراد ومخالفة لما قرأ به على عاصم وليس اختياراً من بين مروياته،.

أولا: الانفرادة لا تطلق إلا إذا انفرد الراوي أو صاحب الطريق بشئ نقله عن إمامه.

أما قضية "ضعف" لحفص فليست انفرادة لأنه لم يأخذها عن عاصم، بل رواها من طريق هو فيه كعاصم .. قال في النشر (واختلفوا" في (من ضعف، ومن بعد ضعف، وضعفاً) فقرأ عاصم وحمزة بفتح الضاد في الثلاثة واختلف عن حفص فروى عنه عبيد وعمرو أنه اختار فيها الضم خلافاً لعاصم للحديث الذي رواه عن الفضيل بن مرزوق عن عطية العوفي عن ابن عمر مرفوعاً، وروينا عنه من طرق أنه قال: "ما خالفت عاصماً في شيء من القرآن إلا في هذا الحرف "وقد صح عنه الفتح والضم جميعاً فروى عنه عبيد وأبو الربيع الزهراني والفيل عن عمرو عنه ابن هبيرة والقواس وزرعان عن عمرو عنه الضم اختياراً. قال الحافظ أبو عمرو واختياري في رواية حفص من طريق عمرو وعبيد الآخذ بالوجهين الفتح والضم فأتابع بذلك عاصماً على قراءته وأوافق به حفصاً على اختياره.قلت: وبالوجهين قرأت له وبهما آخذ وقرأ الباقون بضم الضاد فيها .. ) ا. هـ

انظر يا شيخ محمد إلي قوله (وأوافق به حفصاً على اختياره) ولم يقل علي انفرادته.

والله الموفق

قلتم:فكلّ ما كان دون المقرئ في الطبقة فشيخه يكون معلوماً فلا اختيار حينئذ.

ويطلق أيضا لفظة "الاختيار" كما أن المقرئ إختار من مجموع ما قرأ به، وكذا الراوي يجوز أن يختار من طرق شيخه.

قال في النشر: على أن الداني قال في جامع البيان: وبالوجهين قرأت ذلك واختار الإدغام لاطراده وجريه على قياس نظائره.) ا. هـ

وقال أيضا: (بل طبع) .......... ورواه الجمهور عن خلاد بالإظهار وبه قرأ الداني عن أبي الحسن بن غلبون واختار الإدغام وقال في التيسير وبه آخذ.) ا. هـ

وقال أيضا: (وزرك، وذكرك) ......... وحكى الوجهين في جامع البيان وقال إنه قرأ بالتفخيم على أبي الفتح واختار الترقيق.)) ا. هـ

إذن إطلاق لفظ "اختار " جائز وهو معروف عند القراء.والله أعلم

والسلام عليكم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير