ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[09 Sep 2008, 06:12 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في كلمة سريعة حول المشاركتين الأخيرتين، أشكر الشيخين الفاضلين وأنعم بهما وبتعليقاتهما الوافية حفظهما الله،
ثم اقول نبهبني الشيخ محمد يحي الى قضية الاختيار في مرحلته الأولى،
والاختيار في مرحلته الثانية،
فهذا التقسيم وجيه جدا يعطي تصورا واضحا عن المصطلح في العرف القرائي،
ويعني أن الاختيار في مرحلته الأولى له تعريف خاص وهو في هذه المرحلة مسموح،
وأما الاختيار في المرحلة الثانية فهو اختيار داخل القراءة، فهو يحتاج إلى تبرير،
على هذا فالمصطلح له دلالة معينة تعرف بحسب سياقها في كتب القراءات،
ولعل الاخوة ينتبهون إلى أن مصنفي القراءات لما جمعوا القراءات جمعوا معها الاختيارات لكن دون خلط بينهما في العنونة وهذا جلي في توضيح مابين أيدينا.
ولهذا أعيد للأخوين معنى الاختيار الذي ذكره نصر سعيد في الكلام أعلاه فلعل فيه التوضيح الذي توصلت إليه:
- (معنى الاختيار في باب القراءة: بأن يعمد من كان أهلا له إلى القراءات المروية فيختار منها ماهو الراجح عنده ويجرد من ذلك طريقا في القراءة على حدة/ التبيان للجزائري 121، نصر سعيد 15.
ثم قال نصر سعيد: "ومعنى ذلك أن ينتقي من له الاختيار من القراءات المروية ماهو راجح عنده بناء على فكرة معينة سواء ذكرها أم لم يذكرها ثم هو لم يتقيد بمذهب بعينه ولم ينسب الى مصدر بذاته، فأبو القاسم الهذلي مثلا انتقى أصول قراءته ومفراداتها من عدد كبير من شيوخ عصره بلغ عددهم ثلاثمائة وخمسة وخمسين إماما من أرباب الاختيارات الذين بلغوا رتبتها أي السبعة والعشرة فهو لم يترك إماما ... حتى فند قراءته ثم اختار من مجموع هذه القراءات مارءاه راجحا عنده/15
- ثم عرض للتوسع في إطلاق الاختياروأنّ توسع العلماء في الإطلاق ... لبيان سبب نسبة القراءة إلى القارئ .. وأنه اختياره وليس اختراعه أو اجتهاده/17.
وأن من التوسع قول الداني: " إن معنى إضافة الاختيار .. إلى من أضيف إليه .. أنه كان أضبط .. وإضافة الحروف والقراءات الى أئمة القراء بالأمصار .. أي اختار ذلك الإمام (القراءة بذلك الوجه من اللغة) وأثره على غيره .. حتى اشتهر به .. وأخذ عنه، فلذلك أضيف إليه دون غيره .. وهي إضافة اختيار ودوام لاإضافة اختراع .. /جامع الداني. نصر سعيد/18.
- و الفرق بين الاختيار والقراءة والانفراد:
- فالفرق بين القراءة والاختيار: أن القراءة هي أن يكون للمقرئ قراءة ... والاختيار أن يأخذ من مجموع القراءات .. حروفا يفضلها لسبب .. قد يكون حرف منها من قراءة في حين يكون الحرف الآخر من قراءة اخرى /16، قراءات القراء المعروفين للاندراي/28.
- والفرق بين الاختيار والانفراد: أنهما بمعنى الانتقاء لبعض القراءات والأوجه القرآنية التي يرجحها من اختارها أوانفرد بها بسند صحيح،ولكن الانفراد فيه معنى يختلف عن الاختيار فهو ماانفرد به إمام أو راو من قواعد وأحكام قرائية أوحروف معينة من أول القرآن إلى آخره مع التزامه في بقية المواضع بماقرأ به الشيخ الإمام ولذلك سمي انفرادا أي أنه سار على قراءة معينة من أول القرآن في حروف معينة انفرد بها روضات الجنات فيما انفرد به ثلاثة الدرة محمود علي بسة /6.
أرجو ان يتضح التعليق ونصل إلى المراد وهو إجابة السائل. والله أعلم
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[09 Sep 2008, 05:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الشيخ عبد الرازق حفظك الله
لم يعترض على ما تفضّلت به، وإنّما أردتّ التفصيل والتفريق بين اختيار القراء وبين اختيار من كان دونهم في الطبقة لاختلاف نوعية الاختيار، وقد فهِم جيّداً شيخنا أمين استشكالي للموضوع من هذه الناحية عند قوله:
"ويعني أن الاختيار في مرحلته الأولى له تعريف خاص وهو في هذه المرحلة مسموح، وأما الاختيار في المرحلة الثانية فهو اختيار داخل القراءة، فهو يحتاج إلى تبرير"
أقول: فما الفرق بين الصنفين أو بين المرحلتين؟
¥