تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الإصرار على أنه سوف يعول - كما عولوا- عليها، وهذا التعويل يحتاج إلى رصيد من التبرير حتى يكون ملزما لغيره باتباعه، وإلا فإنه سوف يظل مجرد اختيار خاص به، لا يمكن حمل القراء الآخرين عليه.

(3)

بعد بحث إحصائي (كمبيوتري) لكتاب (السبعة) لابن مجاهد لم تظهر نتائجه موقفا منسجما مع موقف أكثر المتأخرين المحافظين ومطابقا له في قضية تنزيه القراءات عن التقييم؛ بل إن هذه النتائج أظهرت أن ابن مجاهد وصف بعض القراء وقراءاتهم بـ (الخطأ) تارة، و (الوهم) تارة، و (الغلط) أو (اللحن) تارات أخرى، وتظهر النتائج أيضا أنه روى مثل هذه الأوصاف عن غيره دون اعتراض، أو توجيه؛ مما يدعم القول بأن ابن مجاهد كان لا يعتقد حصانة القراء والقراءات من التقييم، ونزاهتهم عن التقويم، وقد جاءت هذه النتائج كما هو مبين في الجدول الآتي:

الوصف

مرات تكراره

الخطأ

6

الوهم

9

الغلط

33

اللحن

1

الضعف

0

وفيما يأتي نماذج من هذه الانتقادات:

1. (الخطأ) الذي وصم به ابن مجاهد بعض القراءات:

أ- "قوله: (أَنْبِئْهُمْ) ([37]) ... كلهم قرأ (أَنْبِئْهُمْ) بالهمز، وضم الهاء، إلا ما حدثني أحمد بن محمد بن بكر عن هشام بن عمار عن أصحابه، عن ابن عامر (أَنْبيهِمْ) بكسر الهاء، وينبغي أن تكون غير مهموزة؛ لأنه لا يجوز كسر الهاء مع الهمز؛ فتكون مثل: (عَلَيهِمْ) و (إِلَيهِمْ)، وزعم الأخفش الدمشقي عن ابن ذكوان بإسناده عن يحيى بن الحارث عن ابن عامر (أَنْبِئْهِمْ) مهموزة، مكسورة الهاء، وهو خطأ في العربية" ([38]).

ب- "روى هبيرة عن حفص عن عاصم أنه كان يكسر الشين من (شُيُوخًا) ([39]) وحدها، ويضم الباقي، قال أبو بكر: وهذا خطأ" ([40]).

ج- "قوله: (كُنْ فَيَكُونُ) ([41]) قرأ ابن عامر وحده (كُنْ فَيَكُونَ) نصبا، وهذا خطأ في العربية، وقرأ الباقون رفعا" ([42]).

2. (الوهم) الذي وصم به ابن مجاهد بعض القراء والقراءات:

أ- "قرأ ابن عامر وحده (كُنْ فَيَكُونَ) ([43]) بالنصب، قال أبو بكر: وهو وهم" ([44]).

ب- "وقال البزي عن أبى الإخريط عن ابن كثير: (قَالَ فِرْعَوْنُ وآَمَنْتُمْ بِهِ) ([45]) بواو بعد النون بغير همز، وقال لي قنبل عن القواس مثل رواية البزي عن أبى الإخريط، غير أنه كان يهمز بعد الواو، (قَالَ فِرْعَوْنُ وآَمَنْتُمْ بِهِ) وأحسبه وهم" ([46]).

ج- "قوله: (لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ) ([47]) ... قرأت على قنبل عن النبال (مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ) ([48]) ساكنة الهمزة، وكذلك في قوله (لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ) وهكذا الحسن بن محمد بن عبيد الله بن أبى يزيد عن شبل عن ابن كثير، وهو وهم، والصواب رواية البزى (مِنْ سَبَإٍ) مفتوحة الهمزة، مثل أبى عمرو، وكذلك (لِسَبَإٍ) فى سورة سبأ" ([49]).

3. (الغلط) الذي وصم به ابن مجاهد بعض القراء والقراءات:

د- "اختلفوا في قوله: (كُنْ فَيَكُونُ) ([50]) في نصب النون، وضمها؛ فقرأ ابن عامر وحده (كُنْ فَيَكُونَ) بنصب النون، قال أبو بكر: وهو غلط" ([51]).

ه- "قوله (مَعَايِشَ) ([52]) كلهم قرأ (مَعَايِشَ) بغير همز، وروى خارجة عن نافع (مَعَآئِشَ) ممدودة مهموزة، قال أبو بكر: وهو غلط" ([53]).

و- "وروى حسين الجعفى عن أبى عمرو (وَيَخْلُدْ) ([54]) بضم الياء، وفتح اللام، وجزم الدال، وهو غلط" ([55]).

4. (اللحن) الذي وصم به ابن مجاهد بعض القراء والقراءات:

لم يصف ابن مجاهد أي قراءة بهذا الوصف، لكنه رواه عن الأعمش يصف به قراءة عاصم، ولم يعقب عليه، قال ابن مجاهد:

"قوله: (وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً) ([56]) كلهم قرأ (وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ) رفعا، (عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً) نصبا، إلا ما حدثني به موسى بن إسحق الأنصاري عن هرون بن حاتم عن حسين عن أبى بكر، ورواه أيضا خلاد عن حسين عن أبى بكر عن عاصم، أنه قرأ (وَمَا كَانَ صَلَاتَهُمْ) نصبا (عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءٌ وَتَصْدِيَةٌ) رفعا جميعا، حدثني محمد بن الحسين قال حدثنا حسين بن الأسود قال حدثنا عبيد الله بن موسى قال حدثنا سفيان الثورى عن الأعمش أن عاصما قرأ (وَمَا كَانَ صَلَاتَهُمْ) نصبا (إِلَّا مُكَاءٌ وَتَصْدِيَةٌ) رفعا، فقال الأعمش: وإن لحن عاصم تلحن أنت" ([57]).

(4)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير