تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ثم قال ــ رحمه الله ــ مبينا أن الغنة صفة لا حرفا: ((ولا شك أن الغنة اجتمع فيها شبهان شبه الحرف وشبه الصفة وإن كانت صفة لا غير لكنها تزيد علي باقي الصفات لهذه المزية فشبهها بالحرف اختصاصها بمخرج مغاير لمخرج موصوفها وكانت صفة لقيامها بغيرها وعدم استقلالها بنفسها فمن عرفها بأنها شكل أو صوت راعي حقيقتها)). أ. هـ اللطائف المحسنة في مباحث الغنة لإبراهيم الدسوقي الحضري

مميزات الغنة

اعلم أن الغنة جمعت بين فريقين مزية الحروف حيث اختصت بمخرج ومزية الصفات حيث كانت تابعة لغيرها ومن المزايا المفقودة عن غيرها أنها تظهر حال إخفا موصوفها فتلك المزية جمعت بين شبهي الحروف والصفات. أ. هـ اللطائف المحسنة في مباحث الغنة لإبراهيم الدسوقي الحضري

هل الغنة من الحروف الفرعية

قال الحسن بن قاسم المرادي: (وزاد بعضهم في هذه الفروع الغنة التي مخرجها من الخيشوم وليس هذا بمتجه لأن المراد بالفروع: حروف ترددت بين مخرجين وتولدت من حرفين والغنة ليست كذلك). أ. هـ المفيد في شرح عمدة المجيد في النظم والتجويد

قلت ـ سامح ـ: ولا يمنع هذا أن النون لها صوتان من الأنف والفم

قال دحميتو: (وعموم قول أبي عمرو في "المنبهة" يدل علي ما قاله في "الاقتصاد" و"ذهب إليه ابن أبي السداد، قال في ذلك:

واعلم هداك الهأ أن الغنة *****صوت من الأنف فكن ذا فطنة

إلي أن قال:

والنون في النطق له صوتان ***** صوت من الأنف وصوت ثان

مخرجه من داخل الخيشوم **** ***** وهو الذي يفضي إلي الحلقوم

ومراد أبي عمرو بقوله: "إن الغنة من صفة النون "أنها داخلة في بنيتها التركيبية إذ لا تفارقها مظهرة ولا مدغمة، وقال مكي في "الرعاية" في حديثه عن النون: "وهي متوسطة القوة، وفيها إذا سكنت غنة تخرج من الخياشيم، فذلك مما يزيد في قوتها، والخفيفة منها مخرجها من الخياشيم من غير مخرج المتحركة). أ. هـ

الفرق بين النون المخفاة وبين الغنة

قال المرعشي (إن قلت): ما الفرق بين النون المخفاة وبين الغنة قلت: هما متحدتان ذاتا مختلفان اعتبارا لأن كلا منهما وإن كان صوتا خارجا من الخيشوم لكن ذلك الصوت صفة في الأصل للنون والميم الساكنتين المظهرتين كما في (عن) و (لم) ويسمي حينئذ غنة وقد تخفي النون الساكنة ومعناه أن تعدم ذاتها وتبقي صفتها التي هي الغنة كما في (عنك) وسميت الغنة الباقية من النون نونا مخفاة وبالجملة إن الغنة تطلق لغة علي الصوت الخارج من الخيشوم سواء قام بالحرفين المذكورين أو قام بنفسه وفي اصطلاح أهل الأداء تختص بما قام بالحرفين

(وإن قلت): الصفة كيف تقوم بنفسها قلت: الغنة لها مخرج غير مخرج موصوفها ولذا أمكن التلفظ بها وحدها بخلاف سائر الصفات

(وإن قلت): قد ظهر أن الخيشوم مخرج للغنة

أيضا فلم لم تذكر هنا. قلت: النون المخفاة عدت حرفا لاستقلالها بخلاف الغنة فإنها قائمة بالحرف وصفة له فلم تعد حرفا.

(وإن قلت): النون المخفاة من الحروف المتفرعة وقد ذكر مخرجها فلم لم يذكر مخارج سائر الحروف المتفرعة قلت: ذكر أن مخرج النون المخفاة زائد علي ما مر من مخارج الحروف الأصول بخلاف سائر الحروف المتفرعة فإن مخارجها ليست زائدة علي مخارج الحروف الأصول ولما كان الخيشوم مخرجا للحرف الفرعي أخر عن مخارج الحروف الأصول. أ. هـ جهد المقل للمرعشي بتصرف

شرط ظهور الغنة

كل من الحروف الثلاثة (النون والتنوين والميم) ووقوعها عند ما يخفي عنده أو ما يدغم فيه حيث لا مانع من إظهارها فتلك شرطان. أ. هـ اللطائف المحسنة في مباحث الغنة لإبراهيم الدسوقي الحضري

المانع من ظهور الغنة

المانع من إظهارها أحد شيئين أحدهما تباعد المخرج (من هاد) وثانيهما التباس المعني (صنوان و قنوان و دنيا وبنيان). أ. هـ اللطائف المحسنة في مباحث الغنة لإبراهيم الدسوقي الحضري

مقدار الغنة. أما مقدارها فهو حركتان كالمد الطبيعي أي غنة كاملة من غير تفاوت في المراتب الثلاث الأولي التي هي المشدد والمدغم بالغنة الناقص والمخفي أما مقدارها في المرتبتين الأخيرتين اللتين هما الساكن المظهر والمتحرك المخفف فالثابت فيهما من الغنة أصلها فقط الذي لا بد منه.

تنويه

وأما ما ذهب إليه المرعشي من أن زمان الغنة في مراتب الإخفاء متغير حيث قال:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير