بأن الغنة في الطاء والدال والتاء زمنها أقصر من الغنة في القاف والكاف
ثم قال المرعشي: أعلاها قدر ألف وأدناها قدر ثلث ألف وأوسطها قدر ثلثي ألف.
فقد عقب عليه غير واحد من الفضلاء منهم محمد مكي نصر حيث قال: والذي نقلناه عن مشايخنا وعن علماء الفن المتقنين أن الغنة لا تزيد ولا تنقص عن مقدار حركتين (قدر ألف) كالمد الطبيعي لأن التلفظ بالغنة الظاهرة يحتاج إلي التراخي لما ذكره في التمهيد: أن الغنة التي في النون والتنوين أشبهت المد في الواو والياء لكن ينبغي التحذير عن المبالغة في التراخي.
أ. هـ نهاية القول المفيد محمد مكي نصر
تنيبه
يستثني من وجود أصل الغنة في الساكن المدغم إدغام النون الساكنة والتنوين في اللام والراء من غير غنة لأن في هذه الحالة لا يوجد أصل للغنة بسبب تمام الإدغام إذ أن النون والتنوين يبدلان حينئذ لاماً عند اللام وراء عند الراء وتدغم اللام في اللام والراء في الراء وبذلك قد انعدم كل من النون والتنوين ذاتاً وصفة بخلاف تمام الإدغام في إدغام النون الساكنة والتنوين في النون والميم فإن انعدام النون والتنوين ذاتاً وصفة حنيئذ لا يؤثر في حذف الغنة لأن غنة المدغم فيه وهو النون والميم لاتزال باقية كما تقدم من أن الغنة صفة لازمة للنون والميم مطلقاً بخلاف المدغم فيه في النوع الأول فإنه لام وراء والغنة ليست من صفاتهما. أ. هـ هداية القاري
قلت ـ سامح ـ: الغنة في إدغام النون الساكنة والتنوين في اللام والراء من بعض طرق الطيبة فثمة قواعد تترتب علي القراءة بها فتنبه.
كيفية أداء الغنة وما يراعي في ذلك: أما كيفية أدائها فإنها تؤدي غنة سلسة في نطقها وإخراجها من غير تمطيط. وهي تابعة لما بعدها من الحروف تفخيماً وترقيقاً علي العكس من ألف المد التي تتبع ما قبلها
وفي ذلك يقول العلامة السمنودي:
............... ويتبع الألف ***** ما قبلها والعكس في الغن ألف
وقال الشيخ عثمان سليمان مراد:
وفخِّم الغُنَّة إن تلاها ... حروفُ الاستعلاءِ لا سواها
والغنة التي تفخم في قراءة غير أبي جعفر في المرتبة الثالثة قبل خمسة أحرف (ص ـ ض ـ ط ـ ق ـ ظ) لأن حروف الاستعلاء (خص ضغط قظ) لكن النون الساكنة والتنوين حكمهما الإظهار في (الخاء والغين) فلا ثمة غنة مفخمة فتنبه.
تنبيه
ذكر الشيخ عبد الفتاح المرصفي ـ رحمه الله ـ ((أن مراتب التفخيم السابقة بحسب حركة الحرف الواقع بعد الغنة كما يلاحظ مرتبة الكسر في ذلك وخاصة حرف الاستعلاء في نحو {وَإِن قِيلَ} فإن الغنة هنا تفخم تفخيماً نسبياً خلافاً لصاحب السلسبيل الشافي حيث قال بترقيقها وقد تقدم أن حرف الاستعلاء المكسور لا يرقق بحال بل يفخم تفخيماً نسبيًّا وهو الذي ارتضاه العلامة المتولي وقال به. أ.هـ كلامه رحمه الله هداية القارئ
أقول ـ سامح ـ: رجعت لمتن السلسبيل الشافي وشرحه فلم أجد نص الشيخ عثمان سليمان مراد ـ رحمه الله ـ الذي يقول فيه: بأن الغنة ترقق إذا أتي بعدها مفخم مكسور لكن وجدته يقول: (ما لم تكن الحروف مكسورة نحو (من صيام ـ من طين ـ من قيام) قال المحقق ـ معلقا علي هذه الفقرة ـ: ليس معني هذا أن الغنة ترقق إذا جاء حرف الاستعلاء بعدها مكسورا ولكن المراد أن تفخم تفخيما نسبيا فإن المصنف لم يصرح بالترقيق.لكن وقع في النسخة ط: (ما لم تكن القاف مكسورة نحو (من قيام) فإنها حينئذ ترقق وهو مخالف لما أثبته من خ ولعله استثني القاف لكونها منفتحة قال العلامة المرصفي: (ويلاحظ أن التفخيم في الغنة كما ذكرنا خاضع لمراتب التفخيم السابقة بحسب حركة الحرف الواقع بعد الغنة كما يلاحظ مرتبة الكسر في ذلك وخاصة حرف الاستعلاء في نحو {وَإِن قِيلَ} عند الجميع ونحو {مِّنْ غِلٍّ} {مِن قَوْمٍ خِيَانَةً} عند أبي جعفر فإن الغنة هنا تفخم تفخيماً نسبياً خلافاً لصاحب السلسبيل الشافي حيث قال بترقيقها وقد تقدم أن حرف الاستعلاء المكسور لا يرقق بحال بل يفخم تفخيماً نسبيًّا) أ. هـ هداية القاري
¥