المرتبة الأولي: المشدد ويشمل ما كان في كلمة وما كان في كلمتين فالذي في كلمة هو النون والميم المشددتان مطلقاً نحو {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ} {إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ} {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ} {هَمَّتْ بِهِ} {مِّنَ الْيَمِّ} {وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ}.
والذي في كلمتين يشمل أربعة أنواع وكلها في الإدغام التام:
الأول: الإدغام التام المصحوب بالغنة وهو إدغام النون الساكنة والتنوين في النون والميم نحو {إِن نَّشَأْ} {مِّن مَّالِ اللَّهِ}.
الثاني: إدغام الميم الساكنة في مثلها نحو {كَم مِّن فِئَةٍ}.
الثالث: إدغام المتجانسين الصغير والمصحوب بالغنة وهو إدغام الباء الساكنة في الميم في قوله تعالي: {يابُنَيَّ ارْكَبَ مَّعَنَا} عند من أدغم ومنهم حفص عاصم من الشاطبية اتفاقاً ونحو {يُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ} آل عمران، الآية 129. عند من أدغم.
الرابع: إدغام اللام الشمسية في النون اتفاقاً نحو {إِلَي النُّورِ} {عَنِ النَّعِيمِ} ويسمي كل من النون والميم فيما ذكر حرف غنة مشدداًّ.
وقد أشار صاحب التحفة إلي هذه المرتبة وحكمها بقوله فيها:
*وعُنَّ ميماً ثمَّ نوناً شُدّدا * وسمِّ كُلاًّ حرفَ غُنَّة بَدَا*
كما أشار إليها الحافظ ابن الجزري في المقدمة الجزرية بقوله:
*وأظْهر الغُنَّة من نُون ومِنْ * ميمٍ إذا ما شُدِّدا ... ... ... *
المرتبة الثانية: المدغم والمراد به هنا الإدغام بالغنة الناقص وهو إدغام النون الساكنة والتنوين في الواو والياء مثل (من ولي) و (من يعمل).
المرتبة الثالثة: المخفي ويشمل أنواعاً ثلاثة:
الأول: إخفاء النون الساكنة و التنوين عند حروف الإخفاء الخمسة عشر عند الجمهور.
الثاني: إخفاء الميم قبل الباء نحو {فَاحْكُم بَيْنَهُم} علي خلاف عند العراقيين.
الثالث: إخفاء الميم المقلوبة من النون الساكنة والتنوين عند ملاقاتهما بالباء مثل {يُنبِتُ} {عَلِيمٌ بِذَاتِ} لأن بعد القلب إخفاء للميم المقلوبة ولهذا شمل المخفي القلب.
المرتبة الرابعة: الساكن المظهر ويشمل إظهار النون الساكنة والتنوين عند حروف الحلق. وكذلك الميم الساكنة حال إظهارها إذا لم يأت بعدها باء علي المعمول به أو ميم.
قلت ـ سامح ـ: وكذلك الإظهار المطلق في (صنوان وقنوان ودنيا وبنيان).
المرتبة الخامسة: المتحرك المخفف ويشمل النون والميم الخفيفتين المتحركتين بأي حركة كانت. وكذلك التنوين المتحركة نحو {يُنَادَوْنَ} {نُودِيَ} {مِنَ السَّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجَ} {يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ} {مَحْظُوراً * انظُرْـ منيبٍ * ادْخُلُوهَا} وما إلي ذلك. أ. هـ هداية القاري
انتقال حروف الغنة إلي مخرج غيرها
يقول محمد مكي نصر:
(والإخفاء هنا ذهاب ذات النون والتنوين من اللفظ وإبقاء صفتهما التي هي الغنة فانتقل مخرجهما من اللسان إلي الخيشوم لأنك إذا قلت عنك وأخفيت تجد اللسان لا يرتفع ولا عمل له ولم يكن بين العين والكاف إلا غنة مجردة. ولا يرد أنتم ونحوه فإن ارتفاع الطرف من اللسان لخروج التاء لا للنون
ثم قال: النون والميم يتحولان (حالة إدغامهما بغنة أو إخفائهما أو المشددتان أو الميم إذا أدغمت في مثلها وأخفيت عند الباء) عن مخرجهما الأصلي الذي هو رأس اللسان في النون وما بين الشفتين في الميم إلي الخيشوم ولا ينافي ذلك ما مر من أن النون من طرف اللسان والميم من الشفتين لأن المراد بهما ثَم المتحركتان أو الساكنتان حالة الإظهار والمراد بهما هنا الساكنتان حالة الإخفاء والإدغام بغنة). أ.هـ نهاية القول المفيد في علم التجويد
ويقول إبراهيم الدسوقي الحضري: النون حينئذ لا نظر لمخرجها ولا اشتغال به إذ الاشتغال في تلك الحالة بتهيئة مخرج الحرف المخفي عنده). أ. هـ اللطائف المحسنة في مباحث الغنة لإبراهيم الدسوقي الحضري
وهذا الذي عبر عنه محمد مكي بقوله ــ في النص السابق ــ: (فإن ارتفاع الطرف من اللسان لخروج التاء لا للنون) وعبر عنه إبراهيم الدسوقي الحضري بقوله: (النون حينئذ لا نظر لمخرجها ولا اشتغال به إذ الاشتغال في تلك الحالة بتهيئة مخرج الحرف المخفي عنده)
¥