تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

كنت استعظم أن أتخيل يد إنسان و قد تجرأت على نقص أو زيادة في مصحف شريف كريم، حتى و لو تعلق الأمر بمجرد علامة ليست مما خط في حضرة مبلغه صلى الله عليه و سلم ... و بقي هذا الشعور يخامرني و لمدة، لا أجرؤ حتى على الكلام فيه ... حتى لا يفهم البعض أنني اتقول على كتاب الله بنعتي لوقفه بالنقصان و الزيادة ...

كيف لي أن أتكلم في علوم القرآن و أنا التقني المفرنس ... و كل ما يعرفه عني جيراني أنني أهتم بتربية النحل، لدرجة أن أخي الأكبر قال لي ـ مازحا ـ يوم رجوعي من اجتياز امتحان الحصول على دبلوم التخصص في تربية النحل من بلجيكا، فقال لي:

" لا شك أنك لن تهدأ حتى تبدأ في التحضير و الإستعداد للسفر إلى أمريكا الجنوبية للحصول على دبلوم في تربية العقارب " ....

و كيف لي أن أتكلم في علوم القرآن، و هذا اهتمامي بتصنيف النباتات البرية يجعلني أقضي جل وقتي و أمام الملأ في الحقول منحنيا أتنقل بنظري من هذه الزهرة لتلك ... أتعشب الأنواع التي لم يسبق لي تحديد مكانها في التصنيف النباتي .... لدرجة أن صديقا جاء يسأل عني يوما في المركز الفلاحي فقال له أحد الزملاء: اذهب إلى تلك الحقول، فإن رأيت رجلا ينحني على الأعشاب و يتلمسها كما تفعل البهائم، فهو صاحبك ...

أفبعد هذا يمكن أن أتكلم عن الوقف في المصحف؟!!!

فأنى للرجل العادي، أو حتى المثقف الغير المتخصص أن يتفهم المقصود و المعنى الصحيح من ذكر الزيادة و النقصان في ضبط وقوف القرآن؟!! و أنى له أن يدرك براءة أعضاء اللجنة التي أقرت صحة وقف المصحف و ترقيمه و رسمه و ضبطه مما حدث من أخطاء أثناء طبعه ... لأن اللجنة أقرت ما رآه الموقعون أمام أعينهم في النسخة قبل دخولها على المطبعة، و أنها غير مسؤولة عن ما قام بصفه عمال في المطابع، يسهون و ينسون و .. و ... و ....

القول في أخطاء المصاحف

و ها أنا اليوم، و اليوم فقط يشهد الله، أجد ما يشفي الغليل في طرح هذا المشكل الشائك، و قد سبق و خطه الأستاذ الدكتور عبد العزيز العيادي العروسي في مؤلفه المتميز و الفريد في موضوعه و طرحه و بسطه ...

لقد خصص الأستاذ الدكتور خاتمة الجزء الثاني من كتابه {الأنصاص القرآنية (رواية ورش)} [طبعة 1998م] عن:

الأخطاء الشائعة في المصاحف المطبوعة و المتداولة

على ضوء الأنصاص القرآنية [ص 783].

ـــــــــــــــــــــ

اقتطف منه ما يبين المراد القصود بيانه ...

يقول المؤلف: [ص 785]

المطبعة و الأخطاء في المصاحف

{كانت الكتابة الأولى التي كتب بها القرآن الكريم بحضرة الرسول صلى الله عليه و سلم في الرقاع و العظام و الجلود و غير ذلك من الوسائل المتوفرة في ذلك العصر، كل ذلك من أجل الحفاظ على نص الوحي المنزل أن يضيع بالزيادة أو النقصان، حتى إذا ما لقي الرسول ربه، كان القرآن محفوظا في الصدور على هيئته و ترتيبه الذي نعرفه اليوم.

و كان الجمع الرسمي في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، فكان المصحف العثماني المنسوب إليه هو المصحف الأم المُعَوّلُ عليه في جميع البلاد الإسلامية منذ ذلك العصر إلى يومنا هذا}.

{و حتى بعد أن تطورت الكتابة بالنقط و الإعجام و الشكل، و وضع الفواصل بين الآيات، و الأرباع و الأثمان و الأحزاب، و أخيرا علامات الوقف و المد [1]، لم يعرف المصحف تحريفا و لا زيادة أو نقصان، سيما بعد أن أحيط بسياج من القواعد التي أطرت تحت علوم مختلفة كعلم الرسم و الضبط و التجويد و القراءات و غيرها}.

{و ظل القرآن على هذا الحال يُعَلّم في المَعَامِر و الجواميع و الكتاتيب على يد فقهاء التزموا تعليمَه و تدريسَه كما تلقوه عن مشايخهم و أساتذتهم واحد عن واحد و بالمشافهة و التلقين و التدَرُّب على قراءته حرفاً حرفاً و كلمةً كلمةً. لا يسمحون بزيادة نقطة أو نقصان حرف أو حركة أو كلمة} ....

....

إل أن يقول: [ص 787]

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير