تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قدم الأستاذ الدكتور عبد الهادي حميتو في موسوعته عن " قراءة الإمام نافع بالمغرب "، و من خلالها، كل ما هو مفيد و قدمه عن الوقف الهبطي و بشكل ممتع دقيقو موثق ... فله كل الشكر و التقدير و الإمتنان ... و لا غنى للمهتم الباحث عن هذه الموسوعة لاعتمادها كمرجع قيم يعول عليه ... بارك الله في عمره و نفع بعلمه ...

و يستفاد من دراسة الدكتور حميتو أن كل ما يمكن قوله عن الوقف المعتمد حاليا في المصاحف المغاربية، أنه " منسوب " إلى الإمام الهبطي، دون القطع و الجزم في الأمر ... لأن الهبطي رحمه الله لم يترك عن وقفه تقييدا مكتوبا بيده ... و تفاصيل هذه المسألة و حيثياتها مذكورة و مسطرة بتفصيل في ما كتبه الأستاذ الدكتور حميتو في دراسته، بعد بحث دقيق.

و لقد تيسر للأستاذ حميتو العثور و النظر في نسخة من مخطوط لتقييد الوقف الهبطي، عثر عليه بمدينته المغربية آسفي، و وجد في ذلكم التقييد مخالفات كثيرة لما هو معتمد حاليا في الوقف الهبطي بالمصاحف المغاربية ... و قدم منه أمثلة كثيرة ...

و لهذا السبب و لغيره من الأسباب، يقول الدكتور حميتو عن هذا التقييد بالذات .. ما نصه:

... " إن الناظر المستعرض لهذا التقييد في ضوء ما هو متعارف الآن لا يبقى عنده أدنى شك في أن التقييد المنسوب إلى الإمام الهبطي قد تعاورته الأيدي كثيرا، وربما لأزيد من مائة عام قبل أن يستقر على ما هو عليه الآن، وبالتالي فلا يمكنه أن يعتبر الشيخ الهبطي مسؤولا عن شيء مما وقع في هذا التقييد من مواقف موصوفة بالضعف أو فساد المعنى. " ... /اهـ

و الذي ذكره الأستاذ حميتو عن الوقف على {عم} هو ما تناقله النساخ في هذا التقييد المتداول بين المغاربة و الذي لم تثبت نسبته إلى الإمام الهبطي قطعا ... و هو نفس الوقف المعتمد إلى يومنا هذا في المصحف المغاربي ...

بل و من نتائج بحث الأستاذ حميتو ما يعبر عنه بقوله:

... " وتكون النتيجة أن "تقييد الوقف" من حيث الإطار العام هو مروي عن الشيخ الهبطي، ومن حيث الواقع هو مأخوذ عمليا، أخذه الترغي عن أصحاب الهبطي أداء عليه وتجويدا للألواح على وفقه، ثم هو من حيث التدوين والجمع من عمل المرابط البعقيلي. ثم بعد ذلك يعلم الله ماذا أدخل عليه من تعديل بالزيادة والنقصان؟ " ... /اهـ

... هذا بالنسبة لتقييد الوقف الهبطي في مجمله ...

أما بالنسبة للوقف على {عم *} خاصة، في فاتحة سورة النبأ، و المنسوب للإمام الهبطي، فيقول الأستاذ حميتو ما نصه: " ولعله مما وضع بعده بزمان ولا مسؤولية له فيه، بل المسؤولية على من اختاره ووضعه " .. /اهـ

....

و اما عن سؤالك عن تقدير المعنى على هذا الوقف؟ و من قال به من العلماء؟ فأقول:

من أشهر المنتقدين للكثير من الأوقاف الهبطية ـ و هو عندي من الذين وصفهم الدكتور حميتو بـ"ـالطائفة من الغلاة في التشنيع " على الإمام الهبطي ـ: أبو الفضل المحدث الحافظ عبد الله بن محمد بن الصديق المغاري، في كتابه: " منحة الرؤوف المعطي ببيان ضعف وقوف الشيخ الهبطي "، و هو المشار إليه في دراسة الدكتور حميتو باسم " صاحب منحة الرؤوف ".

يقول صاحب منحة الرؤوف ما نصه [ص 25]:

... " قوله تعالى {عم يتساءلون}، قال ابن جزي:" أصل [عم] = [عن ما]، أدغمت النون في الميم، و حذفت ألف ما، لأنها استفهامية، تقديرها: عن أي شيء يتساءلون؟، و يتعلق عن النبأ، بفعل محذوف يفسره الظاهر، تقديره: يتساءلون عن النبأ، و وقعت هذه الجملة جوابا عن الإستفهام، و بيانا للمسئول عنه. كأنه لما قال: عم يتساءلون؟ أجاب فقال: يتساءلون عن النبأ العظيم.

و قيل: يتعلق عن النبأ، بيتساءلون الظاهر. و المعنى على هذا: لأي شيء يتساءلون عن النبأ العظيم؟.

و الأول أفصح و أبرع. و ينبغي على ذلك أن يوقف على قوله: {عم يتساءلون *}، و هكذا هو في مصحف قالون.

أما الهبطي، فوقف على " عم * "، و هو وقف غير جائز، و لم يقل به أحد من القراء "./ ...

إنتهى قول المغاري، صاحب منحة الرؤوف.

أما الأستاذ الدكتور الحسن وكاك، مؤلف كتاب (دراسة و تحقيق) " تقييد وقف القرآن الكريم، للشيخ محمد بن أبي جمعة الهبطي ـ المتوفى سنة 930 هـ ... 1411هـ / 1991 م ... " ... فيقول عن الوقف على {عم *} ـ بهامش الصفحة 300 ما نصه:

" عم ": وقفه الشيخ الهبطي و أهمله الشارح، و المقام يقتضي وصله بالأولى لأن ما بعده مستفهم عنه و لا داعي للوقف عليه من ضرورة النفس. ثم إن الوقف عليه يؤدي إلى مخالفة القاعدة العربية في إلحاق الهاء للوقف [كذا] تبعا لرسم المصحف، و يؤدي كذلك إلى مخالفة نغم الفواصل، و إلى تكلف في التقدير، و لذلك لم تتعرض له المصاحف الثلاثة المعتمدة [1] و لا الأشموني بشيء. و ناصر إبن الصديق [2] وصْلَه.إنتهى قول الأستاذ الدكتور الحسن وكاك ...

.....

و من المؤيدين للوقوف الهبطية و المدافعين عنها بالحجة و الدليل، ممن تيسر لي الإطلاع على حلقات من دراستهم القيمة للوقوف الهبطية، إلا أنها كانت تخص وقفات بسورتيْ البقرة و آل عمران، الأستاذ الشيخ الليبي عبد اللطيف اشويرف، صاحب برنامج {مع الوقف القرآني} ـ {لغة القرآن الكريم} بالقناة الفضائية الليبية ... و من حسن حظي أنني اكتشفت و تتبعت الحلقات المقدمة في شهر غشت [آب] من سنة 1998، و بعدها اختفى البرنامج ... و من يومها و أنا آمل أن أجد خبرا عن هذا الشيخ الجليل أو يتيسر لي الإطلاع على كتاباته ... أو تتبع حلقات تلفزية من دروسه القيمة عن الوقف و لغة القرآن الكريم ... فياله من عالم متمكن ... و سأعرض عليكم في مشاركاتي القادمة إن شاء الله نمادج من كتاباته ...

و أكتفي بهذا ... و معذرة عن التطويل ....

ـــ

[1]: يعني المصاحف المعتمدة كمراجع في دراسته.

[2]: هو صاحب منحة الرؤوف.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير