ثانياً: قرأت ماسطره هنا أخي الحسن بقلمه حول ما سمّاه " دراسة نقدية حول مصاحف ورش المطبوعة " وقرأت موافقة أخي وزميلي الأستاذ الدكتور أحمد شكري المتضمنة موافقته على ما جاء فيه، وكذا قرأت ما ردّ به أخي الكريم الش ي بعض خ محمد يحي شريف الجزائري من ردود علمية " منهجية "، ثم قرأت تعقيب الشيخ الحسن على هذا الرد.
ومن إثراء الموضوع والبحث ليسمح لي الإخوة الكرام بهذه المداخلة المختصرة:
1 - ما هو الدليل العلمي الذي يعتمد عليه أخي الكريم الحسن من ربط " الضبط " بالطريق؟؟ وأكثر توضيحاً أسأل: هل وقف أخي الحسن أو غيره من الباحثين على نص لأحد العلماء المعتبرين القدامى نص فيه على أن " ضبط مصحفٍ مّا " يجب أن يراعى فيها " طريقاً مّا"؟؟؟ أنتظر الإجابة بكل شوق.
2 - أرى – والله أعلم – أن قولك أخي العزيز الحسن:" ولا يخفى اماد أداء الشناقطة قديما على طريق ابن نفيس للأزرق عن ورش وهي المخالفة لطريق الشاطبية والتيسير " اهـ: غير دقيق:
لأننا نعرف جميعاً أن اعتماد الشناقطة في رواية ورش إنما هي من طريق ابن بري بري رحمه الله في كتابه " الدرر اللوامع " فأصول هذه الرواية إنما هي من هذا الكتاب، وهو قطعاً لا يوجد ابن نفيس رحمه الله ضمن طرقه.
وإلا فمن أين جاءتنا رواية تقليل ذوات الياء في الصورة التي ذكرتموها وهي مخالفة لطريق ابن نفيس؟؟ ولا أظنك تختلف معي أن رواية التقليل هي التي يبدأ الطلاب في تعليمها والقراءة بها، بل إنه لا يقرأ بورش إلا بها،وكأنهم تركوا الفتح لقالون.
والذي أعرفه – ولو تتفضلون بتصحيحه إن كان خطأً – أن العمدة عند الشناقطة في رواية ورش وقالون هو ابن بري وطريقه الداني، بل لا يكادون يعرفون ابن نفيس إلا من خلال وجود اسمه في أسانيدهم التي لاتمر على ابن الجزري ولا الشاطبي ولا الداني بل هي عن طريق ابن نفيس من خلال طريق أبي معشر الطبري المكي رحمه الله.
فلا غرابة إذن إذا وجدنا المصاحف المطبوعة لرواية ورش تخالف طريق ابن نفيس " ضبطاً" لا " رسماً".
3 - أخي الكريم الحسن: فاتكم الإشارة إلى ماذكرته اللجنة العلمية من أنها:" أخذت طريقة ضبط هذا المصحف مما قرره (علماء الضبط) على حسب ما ورد في كتاب: الطراز على ضبط الخراز" وغيره"اه، بنصه.
وهذا النص مهم جداً أم ملحوظاتك وما أسميته " نقداً" هو في مسائل متعلقة ب" الضبط " الذي هو أصلاً علم اجتهادي يدخله في كثير من جزئياته الإجتهاد ن وليس علماً مبنياً على الرواية كالرسم والقراءة تقدح المخالفة فيه.
4 - أخي الكريم الحسن: قولكم:
"قلت وإنما يعني خروج الشاطبي عن طريقه إذا خالف طريق التيسير المعروفة اهـ":
لا أوافقك الرأي على أن هذا هو المعني ب " خروج الشاطبي عن طريقه "، فخروج الشاطبي عن طريق لا يتأتّى إلا إذا خرج عن طريق من الطرق التي روى بها القراءات عن شيوخه سواء مرّت على التيسير أم لم تمرّ ن وسواء كان فيها الداني أم لم يكن، أما مخالفة الشاطبي للتيسير فلا يعدو كونها خروج للشاطبية " ولا أقول " الشاطبي" عن التيسير وشتان ما هما.
والخلاصة في هذه الجزئية: أن الإمام الشاطبي رحمه الله لم يخرج عن طرقه ألبتة؛ نعم: هو يخرج عن طرق الداني، وهذا لأن له روايات وطرقاً خارجة عنه، ومن الظلم التاريخي له ولمنظومته " الشاطبية" أن نعامله ونعاملها على أنهما " صورتان مصغرتان " للإمام الداني و" تيسيره "؟؟
وهذا الظلم هو الذي جعل كثيراً من إخواننا المتشددين في ما سمّوه ب " التحريرات" يرمون بعرض الحائط ما يعرف ب " زوائد القصيد ".
وعليه أخي الكريم:
إمامنا الشاطبي رحمه الله ورضي عنه لم يخرج عن " طرقه " ألبتة ألبتة ألبتة،وما سطره قلمكم أعلاه أنه خالف ابن نفيس رحمه الله، فأقول:
ابن نفيس رحمه الله هو أحد الطرق التي اعتمد عليها الشاطبي رحمه الله في مروياته للقراءات السبعة ومنها رواية ورش رحمه الله.
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[25 Apr 2008, 12:50 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد
أحمد الله تعالى على رجوع شيخنا الجكني إلى ميدانه، فقد سررت كثيراً بذلك إذ كنت أترقّب رجوعه،
فأسأل الله تعالى أن لا يحرمنا من تعقيباته ونقاشاته العلمية النافعة آمين.
¥