تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أخي الشخ محمد ماديك ما أبحت التلفيق والتركيب بين الطرق وما ينبغي لمثلي ولا لغيري أباحته مطلقاً وإنّما كان ذلك من باب التفريق بين العوام والخواصّ،و بين مقام الرواية ومقام مجرّد التلاوة، ولا شكّ

أنّ العوام ليسوا مكلّفين بمعرفة الطرق والأوجه التي حررها المحققون.

وكلام ابن الجزريّ واضح ومؤيّد لما ذكرتُ وهو كالتالي: " وإن لم يكن على سبيل النقل والرواية بل على سبيل القراءة والتلاوة فإنه جائز صحيح مقبول لا منع فيه ولا حظر وإن كنا نعيبه على أئمة القراءات العارفين باختلاف الروايات من وجه تساوي العلماء بالعوام لا من وجه أن ذلك مكروه أو حرام

"اهـ

أقول: إنما عاب ابن الجزريّ على الأئمة فقط إذ لا يُعقل أن يُعاب على عوام الناس. إذن فكلامي واضح ليس فيه أيّ إباحة للتلفيق كما تتصوّر.

أمّا قضية الطرق فلكلّ مقام مقال، فلم يكن هدفي حصر جميع الطرق والمصادر التي تندرج تحت طرق الأزرق من الشاطبية لعدم مقدرتي على ذلك الآن بكلّ صراحة، وأنّما اكتفيت بنقل ما ذكره ابن الجزريّ في نشره لبيان أنّ طريق ابن نفيس لا علاقة له بطرق الشاطبية وبالتالي فليس ثمّة أيّ مبرر لأن تعترض على مصحف المدينة النبوية خاصّة أنّ المصاحف المطبوعة في المجمع لم تكن موجّهة لقطر من الأقطار بل لجميع الأقطار الإسلامية وحتّى إن كان بعضها موجّهاً لقطر معيّن فمن المعقول أن يضبط المصحف على الطريق المشهور والمعمول به وهو طريق الشاطبية لتعمّ الفائدة بالنسبة لباقي الأقطار الذين يقرءون بتلك الرواية أو غيرهم من المتخصصين أو العوام.

وبالمناسبة أريد أن أطرح عليكم سؤالاً وهو: ما هو الضابط لمعرفة طرق الشاطبية من الطرق الأخرى التي لا تندرج تحتها؟ فقد ذكر العلامة سلطان المزاحي في مسائلة أنّ طرق الشاطبية هي كلّ الطرق التي رواها الداني وما كان فوقه في الإسناد من المتابعات كرواية المكي القيسي عن أبي المنعم بن غلبون إذ قراءة الداني لورش تلتقي بأبي المنعم من جهة ابنه طاهر ابن غلبون شيخ الداني.

وما رأيت من قام بحصر طرق الشاطبية لكل راو من الرواة، وهذا مشروع قد راودني كثيراً، فأرجوا الله تعالى أن يوفقني لتحقيقه أو أن يسخّر من أهل العلم من يقوم به، لانّه عمل في غاية الأهميّة، وبه يمكن حصر ما هو خارج من طرق الحرز بطريقة علمية مضبوطة واضحة لا التباس فيها.

محمد يحيى شريف الجزائري

ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[25 Apr 2008, 02:46 ص]ـ

الأخ الدكتور السالم الجكني المكرم

الأخ محمد يحيى شريف الجزائري المكرم

السلام عليكما ورحمة الله وبركاته وبعد

فلقد سررت بردودكما رغم انشغالي في تحويل كتابي "حوار مع التراث الإسلامي " في ثلاثمائة صفحة من الحجم الكبير إلى جهة قد تقوم بطباعته ونشره، ولعلي أفرغ من ذلك قبل نهاية يوم السبت إن شاء الله تعالى ولأفرغ لنقاشكما نقاشا علميا لا سيما أخي الفاضل السالم الجكني حين نفى البتة ثلاثا أن يكون الشاطبي رحمه الله تعالى قد خرج عن طريق كتابه الحرز ولأقوم بتعيين المواضيع التي خرج فيها عن طريقه وهي كثيرة جدا سبق أئمة الفن كابن الجزري رحمه الله وغيره إلى تعيينها وتحرير ها وهي التي وصفها الشاطبي بقوله في الحرز " وألفافها زادت بنشر فوائد " اهـ وإنما هي فوائد للعلم من غير طريق أدائه الذي تلقى من شيوخه قراءة عليهم غير ما حدثوه به من أحرف الخلاف، ولا يفيد التحديث بأحرف الخلاف جواز القراءة ولا الإقراء به كما هو معلوم ومبسوط ومنه قول الداني في النشر " فأما رواية فلان فحدثنا بها فلان، وإذا قصد الطريق أي الأداء قال وقرأت بها القرآن كله على فلان.

الحسن محمد ماديك

ـ[الجكني]ــــــــ[25 Apr 2008, 01:49 م]ـ

أخي الكريم الشيخ محمد يحي شريف حفظه اله ورعاه وجعل أيامه كلها سروراً ونوراً.

أخي الكريم الحسن ماديك حفظه الله: لا أزال في انتظار ما وعدتنا به وانتظار الجواب عل سؤالي الأول الذي طرحته في أول المداخلة: هل هناك من السابقين من ربط بين الضبط والطريق؟؟؟ هذا هو لبّ موضوعنا الذي أثاره فضيلتكم، أما غير ذلك من طرق ابن نفيس والشاطبي وخروجه أو عدم خروجه عن طرقه فهو موضوع ثانوي وعلى استعداد أيضاً - بحول من الله وفضله- على مناقشته وتجلية غوامضه، وإني أكرر " ألبتة " ثلاثاً.

تممّ الله لك إخراج الكتاب المذكور ونفع به.

ـ[الجكني]ــــــــ[26 Apr 2008, 02:14 م]ـ

تنبيه واعتذار:

ذكرت في مداخلتي الأولى أن أخي وزميلي الأستاذ الدكتور أحمد شكري حفظه الله وافق أخي الأستاذ الكريم الحسن في ما ذهب إليه.

وكان الأولى أن أقول: وافقه في (بعض) ما ذهب إليه حتى لا ألزم أخي د/أحمد بما لم يصرح به.

لذا أعتذر هنا عن هذا السبق في العبارة لزميلي الفاضل.

ـ[د. أنمار]ــــــــ[26 Apr 2008, 04:56 م]ـ

بحث هادئ ممتع، فتابعوا بارك الله فيكم، لنستفيد جميعا.

مع العلم أن إلزام العوام بتحريرات العلماء يوقعهم في حرج عظيم ليس من أجله أنزل الله الأحرف السبعة، كما في الحديث.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير