تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[28 Apr 2008, 12:52 م]ـ

عفوا يا أخي الدكتور السالم الجكني

أولا: إنني لم أربط الضبط بالطريق وإنما هو افتراض أو فهم فهمه المعترض مما كتبته في الدراسة النقدية حول مصاحف ورش المطبوعة وألزمنيه من غير نصف.

وإنما أقول باحترام الأداء أولا وباحترام الرسم العثماني ثانيا وباحترام الضبط أخيرا شريطة أن لا يخالف الأداء فإن خالفه قذفت به من مكان بعيد.

إن الأداء هو رأس الأمر أي رأس المال وعليه المعول في حفظ القرآن، إذ يعني الأمانة بالتزام الطريق التي تلقى المتأخر بها القرآن من شيخه أداء متصلا عن شيوخه إلى آخر السلسلة المتصلة بأحد الرواة عن القراء السبعة أو العشرة.

ولن تصح المحافظة على الأداء إلا من واحد من اثنين:

1. متعلم اقتصر على رواية واحدة من طريق واحدة فحفظ بها القرآن حتى أضحى كالأشرطة والاسطوانات التي يسجل فيها الكلام ولا تملك له تحريفا ولا تبديلا ولا تغييرا.

2. متخصص قرأ بأكثر من رواية أو بأكثر من قراءة بالأداء المتصل بشرطه وهو تحرير الطرق وعدم تركيبها

إن تحرير الطرق هو التقيد بالأداء الذي تلقاه المتأخر عن شيخه قراءة عليه لا تحديثا بأحرف الخلاف كما هو شأن الشناقطة المتأخرين الذين تلقوا أحرف الخلاف من منظومة ابن بري المسماة بالدرر اللوامع ولن يستطيع متكلف إخراج سند واحد متصل منه إلى ابن بري لأن جميع أسانيد الشناقطة قبل منتصف الستينات من القرن العشرين تنتهي إلى سيدي عبد الله بن أبي بكر التنواجيوي، وهو أول من أدخل الإجازة بالإسناد في قراءة نافع وفي القراءات السبع إلى القطر الشنقيطي وهو تلميذ أحد قراء المغرب المدعو سيدي أحمد الحبيب بن محمد صالح الفلالي ثم اللمطي عن شيخه سيدي إبراهيم الأسكوري عن شيخه حافظ المغرب كله عبد الرحمان بن القاضي عن شيخه عبد الرحمان بن عبد الواحد السجلماسي عن المفتي بمدينة فاسأبي عبد الله محمد الشريف الشهير بالمري عن أبي القاسم محمد بن إبراهيم الدكالي عن أبي عبد الله محمد بن غازي العثماني عن أبي عبد الله محمد بن الحسن حمامة الشهير بالصغير عن أحمد بن محمد بن موسى الفلالي عن أبي عبد الله محمد بن إبراهيم السماتي الشهير بالفخار عن أبي العباس أحمد بن علي الزواوي عن أبي الحسن علي بن سليمان القرطبي الأنصاري عن أبي جعفر أحمد بن الزبير الجياني عن أبي الوليد إسماعيل الأزدي الغرناطي الشهير بالعطار عن أبي بكر محمد بن علي بن حستون الحميري عن أبي عبد الله محمد بن تقي عن أبي محمد عبد الله بن عمر بن العرجاء عن أبي معشر عبد الكريم بن عبد الصمد الطبري عن أبي العباس أحمد بن سعيد بن نفيس.

وجميع أسانيد ابن نفيس التي دخلت القطر الموريتاني في قراءة نافع وفي القراءات السبع أحملها وتفرغت لتتبعها وليس شيء منها من طريق الشاطبية ولا التيسير.

وابن نفيس هو المرقم في غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري برقم (243) قال ابن الجزري ضمن ترجمته " وقيل إن أبا عمرو الداني أخذ عنه " اهـ بلفظه بصيغة التمريض والحكاية.

ولقد حصلت في رجب سنة 1410 هـ على إجازة في القراءات العشر الصغرى من طريق الشاطبية والدرة ضمن سلسلتها إبراهيم المارغني صاحب النجوم الطوالع المتوفى في 1349 هـ الموافق 1935 م وهو غسناد جاء به القاضي محمد بن محمذ فال من تونس في 1382 هـ

وخلاصة الأمر أن أداء القطر الموريتاني قديما قد اقتصر على طرق ابن نفيس وكذلك كان أداؤهم قديما موافقا لطرق ابن نفيس لكن تحولوا عنه أخيرا وأصبحوا يقرأون بما يعرف بالتحديث أي بما في تحصيل المنافع على الدرر اللوامع للسملالي تحديثا بأحرف الخلاف ولم يقرأ شيوخهم القرآن من أوله إلى آخره بأداء منظومة ابن بري أي ليست هي طريقهم.

وهكذا وقع الخلط في الأداء وفي الضبط لدى الشناقطة الذين كانت لهم بصماتهم في مصحف ورش المطبوع في المدينة المنورة.

وأما ثانيا فهذا نموذج واحد اخترته من بين عشرات النماذج مما خرج فيه الشاطبي عن طريق كتابه أو انفرد به فمنه قوله في حرز الأماني: (وحرفي رأى كلا أمل مزن صحبة وفي همزه حسن وفي الراء يجتلى بخلف) اهـ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير