ولقد حمل شيخنا الحمد على عاتقه أعباء إعادة كتابة علم الأصوات بالاستناد إلى المادة العلمية التي تزخر بها كتب السلف من علماء العربية وعلماء التجويد، والاستفادة من الحقائق التي أثبتتها الدراسات الصوتية الحديثة ...
ولذا أرى أنَّ مِنْ أضعف الإيمان أن نقبل على مؤلفات الشيخ ومؤلفات غيره من علماء الأصوات المنصفين المقسطين ممن نهلوا من نبع الأوائل، واستفادوا مما أثبته الدَّرْسُ الصوتيّ الحديث.
ولعلنا نعود إلى مثالنا الذي سقتُه لك لأوضِّح مرادي بشيء من التفصيل ...
أثبتَ عِلْمُ الأصوات الحديث إثباتا قاطعا أنَّ ما يميِّز الأصوات المجهورة عن الأصوات المهموسة هو اهتزاز الوترين الصوتِيَّيْن عند النطق بالصَّوْتِ المجهور وعدم اهتزازهما عند النطق بالصوت المهموس، فعلك تسألني الآن: " فما ذا بوسع علم الأصوات الحديث أن يضيف زيادة على تأكيد ما أثبته الأقدمون ووصفوه؟ وهل لنا من طريقة لمعرفة نطق العرب غير ما كتبه الأقدمون من العلماء تنظيرا وحمّلوه تلاميذهم تطبيقا؟ "
الجواب: إنَّ علم الأصوات الحديث جاء ليؤكد ما أثبته القدماء في وصفهم لظاهرتي الجهر والهمس، لكنَّ تعريفات الأوَّلين وتحليلاتهم لهاتين الظاهرتين لا تخلو مِنْ غموضٍ أو قصورٍ ... ولا نلومهم على ذلك فقد كان التلقي من الشيوخ المتقنين هو المُعَوَّلُ عليه في تصحيح النطق، ولا يزال الحال على ما كان عليه حتى في عصرنا الحاضر ...
والعجيب أنَّ كتب التجويد على كثرتها لا تزال تردِّدُ تعريف سيبويه للصوت المجهور والمهموس، وتُهمل الإشارة إلى ما أثبته علم الأصوات المعاصر بعد أن أصبح حقيقة علمية لا جدال فيها ...
أليس الغرض من الوصف والتحليل النظري تسهيل سير العملية التعليمية ... وتقريب الصورة الصحيحة للنطق الفصيح للمتعلمين والدارسين؟ فلماذا نحرم متعلمي تلاوة القرآن الكريم وغيرهم من النتائج الرائعة التي توصلت إليها الدراسات الصوتية الحديثة؟
ولماذا نرفض ما أثبته المحدثون من علماء الأصوات من حقائق تساعد في إيضاح كثيرٍ من وصف القدماء لبعض الظواهر الصوتية؟
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[15 May 2008, 09:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
الأخ الحبيب الشيخ عمار الخطيب.
نحن لا نكر شيئا مما تقول، ولا ننكر فضل العلم الحديث، ولا ننكر فضل د/ غانم وعلماء الأصوات، ومع أن د/ جبل أكثرهم تعصبا لعلم الأصوات وفي نفس الوقت له كتاب جيد جدا اسمه (دفاع عن القرآن) يدفع فيه شبه د/ إبراهيم أنيس في نفيه لوجود الإعراب في القرآن وغيره، وهو كلام خطير للدكتور أنيس، وقد شهد بخطورته ممن ينتسبون لعلم الأصوات وليس غيرهم.
والدكتور / إبراهيم أنيس أولهم وأساس هذا العلم .. ولكن دعنا من كل هذا سأوضح لك أمرا:
فضيلتكم تذهبون أن الخلاف لفظي ... كما ذهب لذلك أيضا د/ غانم.
وليس الكلام كما قلتما، وفي مداخلاتي السابقة سقت عدة أدلة علي أن المسألة ليست نظرية (وستري ذلك في حواري الثاني ـ إن شاء الله ـ مع د/ جبل من خلال كتبه) لأنهم أحالوا علي أصوات أخري بديلة لما عليه القراء، وليست المسألة نظرية، وقد ذهلت عند جواب د/ غانم علي البحث.
أخي الكريم لا بد أن يتأثر علماء الأصوات بشيوخهم الغربيين، ود/ عبد الصبور شاهين له قضية آدم عليه السلام وهي قضية مشهورة وما أصابه من طغيان فكرة بقضية بدء الخلق، وكل هذا أثر من آثار التأثر بالغربيين.
أخي الكريم القضية دائما تبدأ هكذا ثم تجده يصل في نهاية الأمر إلي أشياء لم تكن متوقعة.
وأسألك سؤالا: هل تستطيع أن تثبت لنا أن القضية في القاف والطاء (فقط) خلافهما لفظي؟؟
أخي الكريم أنا أحدثك وقد جلست وتعلمت علم الأصوات ثم بحثت في كتبهم، وكلامهم يطابق بعضه بعضا، بل وقد نطق لنا د/ جبل الحروف التي يقول بها علماء الأصوات وهي تخالف ما نحن عليه في القرآن.
أما القول بأن الخلاف لفظي هذا استخفاف بعقول الناس، وحيدة واضحة. ودمتم بخير أخي الفاضل
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
ـ[غانم قدوري الحمد]ــــــــ[15 May 2008, 11:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
¥