تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقد بذل علماء التجويد والقراءات والعربية من الجهد في خدمته ما تفنى فيه الأعمار ولا يفنى، فما أكثر ما ألفوا ودونوا ودرسوا وبينوا، فكان علم التجويد وأصوات العربية،كما أنزلت في القرآن علما كافيا شافيا غنيا مغنيا إلى أبد الآبدين. والعلم عند الله رب العالمين ومنزل الكتاب المبين القائل:"إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون".

والانشال بهذا العلم المزعوم-في نظري- مضيعة للوقت الذي نسأل عنه يوم القيامة، فالمهمات كثيرة والأوقات قليلة والعمر قصير، فما داعي لإنفاقه في وهم كبير عندنا مكانه العلم الغزير والفضل الكبير، فلنتجه إلى القرآن تلاوة وحفظا وعلم التجويد نظرا وتطبيقا والعربية دراسة وعملا،وفي ذلك غنى أي غنى وكفاية أي كفاية. والله تعالى أعلم.

هذا مع كثير شكري واحترامي للشيخ العلامة الأستاذ الدكتور غانم الذي لا أعرف أحدا جهد جهده في بيان علم الأصوات العربية كما في كتب التجويد والعربية، والتعريف به ونشره في البحوث والدراسات والجامعات، وما يزال هذا المجال في حاجة إلى مزيد من جهد أمثاله من أهل القرآن والعربية؛ للكشف عن الحقائق ورد الأباطيل المنكرة والدعاوى الكاذبة. جزى الله الشيخ خير الجزاء. والله الموفق.

وأخلص إلى أن علم الأصوات الحديثة الذي وضعه المستشرقون وتلقاه عنهم وعربه تلاميذهم المخلصون ممن إلى الإسلام والعربية ينتمون، ميدان كثرت فيه ألاعيب السحرة وغابت عنه عصا موسى؛ فترى فيه للباطل طنينا لا ينقضي وللحق أنينا لا ينتهي، فلا يغلو من عده شرا يجب اجتنابه، أو رجسا من عمل شياطين الإنس يجب الحذر منه، ودراسته-إن كان لا بد من دراسته- بغير قليل من الحيطة.

ولعل الدكتور غانما وأمثاله ممن جمع القرآن إلى العربية ورزق الخلق العظيم والدين القويم والصبر والتوفيق في النظر والبحث يكونون تلك العصا المباركة التي يبدد الله بها ما هنالك من ظلام دامس وجهل طامس. وما ذلك على الله بعزيز.

وهذه مجرد آراء شخصية لا تخلو من حماسة الشباب، فلينظر إليها بحكمة الشيوخ. ولي عودة-إن شاء ربي- بعد الإجابة عن أسئلتي تلك ممن يملك الجواب، والله الهادي إلى الصواب.

[انتهت مشاركة الدكتور سليمان خاطر المحذوفة]


بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الفاضل الدكتور سليمان، السلام عليكم، وبعد
فلم يتسع ما كتبتُه حول الموضوع لأنقل فقرات مطولة من تعليقك الذي حذف بسبب خلل فني أصاب ذاكرة الملتقى، فذهبت بعض المشاركات ومنها مشاركتك المطولة، وأشكرك على حسن ظنك بي، ومع ذلك فإني أنقل نص مشاركتك المحذوفة ليطلع عليها زوار الملتقى، وليرى القراء أني لم أقتطع من كلامك نقولاً توحي بغير ما قصدت، ولكني أخذت زبدة القول من كلامك.
أما ما ذهب إليه الأستاذ عبد الحكيم من أن بعض الآراء حول جهر الطاء وهمسها فيه استخفاف بعقول الناس، وكرر ذلك الكلام وأصر عليه، فأقول معاذ الله أن أكون قصدت الاستخفاف بعقل أحد، ولا تليق مثل هذه العبارة في الحوار العلمي الهادئ الذي دعا إليه، يمكن القول إن هذا الرأي أو ذاك خطأ أو ضعيف، من غير تحميل الكلام أكثر مما يحتمل، وأهل القرآن أهل خير وتيقظ وأدب، كما يقول الآجري رحمه الله.
ولا أحسب أن مسألة القول بجهر القاف والطاء عند المتقدمين، وهمسهما عند دارسي الأصوات المحدثين تستوجب الحدة في القول، فالمسألة ببساطة أن سيبويه قال بجهر الصوتين، وتابعه جميع علماء العربية والتجويد من بعده، ودارسو الأصوات المحدثون وجدوا أن القاف والطاء اللذين ينطقهما قراء القرآن اليوم مهموسان بناء على تعريف الجهر باهتزاز الوترين، والهمس بعدم اهتزازهما، وليس في ذلك تقليد للمستشرقين أو متابعة للغربيين، فعمل الوترين الصوتيين عند الكلام آية من آيات الله، إذ أنهما يتذبذبان ما بين 150 – 200 ذبذبة في الثانية مع الأصوات المجهورة، وإذا قيل إن الطاء والقاف مهموسان لعدم تذبذب الوترين عند النطق بهما فهذا وصف لواقع الحال.
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير