ولا شك في أن على الدارس أن يسأل لماذا وصف سيبويه الصوتين بالجهر؟ وهل تعريفه للمجهور ينبني على أساس آخر غير تعريف المحدثين، وهاهنا عدة احتمالات ذكرها الدارسون في المطولات، ولكلٍ وجهته في تفسير ذلك، ولا أحسب أن في اختلاف الدارسين في هذه المسألة ما يثير العجب، أو يحمل على القول بالاستخفاف بعقول الناس.
أخيراً، أقول هل وصل هذا الحوار الهادئ إلى غايته، وهل أمكن الإجابة على السؤال المطروح حول أهمية علم الأصوات لدارس التجويد، وألا يجد بعض الإخوة الذين مروا بالموضوع ما يقولونه، خاصة من ذكرتهم في أول مشاركة لي حول الموضوع، ثم هل هناك فائدة من الاستمرار فيه؟!
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[16 May 2008, 07:47 م]ـ
مرحبا بشيخنا الكريم الأستاذ عبد الحكيم عبد الرزاق ...
أحمد الله تعالى أن وفقكم لحسم مناقشة مسألة الخلاف بين علماء التجويد وعلماء الأصوات، فكان قولكم: " ولعل قولهم بالخلاف اللفظي إرادتهم عدم التصادم بالقراء " هو بيت القصيد ...
فالعبد الفقير لا يزال يرى أنَّ الخلاف لا ينبني عليه شيءٌ، وقد وضَّحْتُ وجهة نظري وأفصحت عن رأيي في مشاركتي السابقة، ويبدو لي أنَّ الخلاف بيننا لفظي أيضا يا أخي الكريم!
فنحن متفقون على أنَّ وصف علماء الأصوات للقاف والطاء لا يترتب عليه شيءٌ من الناحية العملية، ولذلك قلتُ في المثال الذي سقتُه لك: " إنَّ نطقكما واحد، ووصفكما مختلف ".
أما النصوص التي نقلتَها عن علماء الأصوات فقد اطلعتُ عليها وعندي غيرها ... وأقوالهم تلك جاءت نتيجة لمعالجتهم موضوع التطور التاريخي للأصوات، فتجارب علماء الأصوات الحديثة أثبتت أنَّ القاف والطاء في نطقنا المعاصر صوتان مهموسان خاليان من صفة الجهر، وهذا مشكل لأن القدماء وصفوا هذين الحرفين بأنهما مجهوران ... فاجتهدوا في تفسير التباين بين وصف القدماء ونطق المعاصرين، ولم يصرِّح أحدٌ منهم بأن نطق القراء اليوم للحرفين خطأ يجب اجتنابه.
والخلاصة أن علماء الأصوات يعالجون مشكلات علمية أثارتها الدِّراسات الصوتيَّة الحديثة، واجتهاداتهم في هذا الجانب لا يترتب عليها شيء من النَّاحية العملية ... إلا إذا أرادوا تغيير نطق القراء لهذين الحرفين، والإحالة إلى أصواتٍ بديلة يجب الأخذ بها، ولكنَّ ذلك لم يكن.
ولعلك ترفع تهمة الاستخفاف بعقول القراء عنّا جزاكم الله خيرا، فقد تختلف وجهات النظر وتَتَعَدَّدُ الآراء ... ولكل وجهة هو موليها، ونحن لا نلزم أحدا بالأخذ بما نقول، ونحترم رأيكم ورأي الإخوة الفضلاء وإن كنا بدورنا لا نعتقد صحة ما تقولون.
أسأل الله تعالى أن يغفر لي ولكم، وأن ينفعنا بعلمكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ملاحظة: كنتُ قد كتبتُ مشاركتي هذه قبل أن أرى التعليق الجديد لشيخنا الحمد، ولم أجد ضرورة لإعادة النظر في ما قلتُ ... وبالله التوفيق.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[17 May 2008, 01:24 م]ـ
أجد متعة في قراءة هذا السجال العلمي الرصين ولا أجد مبرراً لإغلاقه إلا إذا بدأ الكلام يكرر بين المشايخ الفضلاء علامة على عدم وجود ما يمكن إضافته أما ونحن ننعم بفوائد جديدة فليتكم تكملون والشكر موصول للجميع.
ـ[محمد الأمين بن محمد المختار]ــــــــ[17 May 2008, 06:23 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أساتذتنا الكرام
بما أن العبد الفقير كان – مع شيخه الأستاذ عبد الحكيم – من أثار الموضوع، فلا محيد من المشاركة رغم معرفتي بقول الشاعر:
وابن اللبون إذا ما لُزَّ في قَرَنٍ = لم يستطع صولة البُزْل القناعيس
الحمد لله أني كنت حذرا حين قلتُ يوماً عن علماء الاصوات المعاصرين: (ولا ألقي لهم من الاعتبار إلا يسيراً، خصوصاً بعد مقولاتهم عن القاف ونحوه)، فأرجو أن يكون ذلك الاستدراك منجاة لي اليوم، على اني لم أجد بعد ما يشفي الغليل من الردود على سؤالي او اسئلتي مع شكري للأستاذ عمار على ما قدم
أرى أن سبب التباين الشديد – وهنا الكثير من الخلاف اللفظي – هو طريقة السؤال في البداية: (هل علم الأصوات شر يجب اجتنابه؟) فلو أزلنا " موضوع الشرية " وطرحنا السؤال كما طرح بعد: (هل: علم الأصوات لأهل القرآن علم يضر، والجهل به ينفع؟) لكان الأمر أهون
إذن فلكي " يصل هذا الحوار الهادئ إلى غايته " لا بأس لو اقتربنا معا من خط الوسط وقلنا إن علم الأصوات ليس شرا مطلقا ولكنه أيضا ليس بديلا لعلوم السابقين وما ينبغي له أن يكون، خصوصا أننا نجد في المشاركات أعلاه تكرار موضوع الخلاف اللفظي
بقي أننا قد نختلف – والخطب يسير – حول أخطاء علماء الأصوات، فنقول نحن الناقدين: إن كثرتها الغالبة قد تكون مثارا كافيا لزحزحة الثقة في هذا العلم على الأقل تجعل الحذر واجبا ومؤكدا عند تقرير اعتماده ومدارسته
وفقنا الله جميعا وإياكم لما يحبه ويرضاه
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[18 May 2008, 01:25 ص]ـ
السلام عليكم
سيدي الفاضل: الشيخ محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي
سأقوم بتصوير ما كتبه ا. د/ غانم قدوري الحمد وما قاله:إن الخلاف لفظي، وعلمهم مبني فقط علي التصور ولا يتعدي كونه كلاما علميا وليس عمليا، وهم يدينون للقراء بالفضل، فسوف أنظر عندما أعرض هذا الكلام علي علماء الأصوات في مصر ماذا يكون جوابهم.
ودمتم بخير
والسلام عليكم
¥