ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 May 2008, 05:51 ص]ـ
استفدت كثيراً مما حرره الأستاذ الكريم الدكتور غانم قدوري الحمد في موضوعه هذا وتعقيباته المتتالية في هذا الموضوع الذي يعد من فرسان ميدانه الذين كتبوا فيه بعلم وبصيرة لا أستغربها. وأعد طلبه المشاركة من أمثالي من طبقة تلامذة تلامذته تواضعاً لا أستغربه من مثله رفع الله منزلته وزاده بصيرة وهدى.
وأستغرب كثيراً مما حرره أخي العزيز الدكتور سليمان خاطر في هذا الموضوع، ومبالغته في الإزراء على علماء الصوتيات وتهوينه من شأن ما قدموه للعربية بحجج غير مقنعة، وما عهدته إلا مدققاً متدبراً، وما أحسبه قد حمله على كلامه القاسي هذا في حق علماء الأصوات إلا تجربة خاصة مرت به، وإلا فكل علم تجد بين المنتسبين إليه من له أخطاء وعليه ملحوظات والكمال عزيز، وليس خطأ أحد من المشتغلين بأي علم من العلوم بعائد بالذم على ذلك العلم.
وليس لدي شك في أن المتصدي لتعليم القرآن يزداد بصيرة وخبرة بدراسته لعلم الأصوات واستفادته من نتائجه ذات الصلة بمباحث التجويد، دون مبالغة في التعويل على وصف القدماء للحروف كأنهم نقلوا تلك الأوصاف عن جبريل. ونحن نعلم أنهم قد اجتهدوا في ذلك اجتهاداً مشكوراً، لكنه ليس معصوماً، وكذلك المعاصرين من المتخصصين في دراسة الأصوات لهم اجتهادات مشكورة غير معصومة لكنها أدق من حيث وسائل القياس، وأهل العلم يعرفون كيف يستفيدون من هذا وهذا دون مبالغة أو بخس، وأحسب الدكتور غانم قدوري الحمد من هؤلاء المنصفين المتثبتين فيما كتبوه في هذه الموضوعات، وهو بعدُ يراجع ويستزيد من المعرفة في هذا العلم بارك الله في علمه.
والخلاصة برأيي في هذا الموضوع أن علم الأصوات اللغوية علم مهم ينتفع به، ويُستعان به على إيضاح كثير من المسائل في باب صفات الحروف ومخارجها وغير ذلك من مباحث التجويد، وآلة النطق التي يتعامل معها علم الصوتيات واحدة عند المسلمين واليهود والنصارى والمجوس فلا ضير في الانتفاع به، ولا أرى حاجة لإقحام ذكر المستشرقين والاستعمار في الموضوع فلا علاقة لهذا بما نحن فيه. وإنما هي قضايا دقيقة في وصف بعض الحروف والاجتهاد في اختيار أدق الأوصاف وأنسبها له ونحو ذلك من المسائل العلمية البحتة والواضحة التي يمكن التحقق منها والحمد لله رب العالمين.
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[18 May 2008, 11:21 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أساتذتنا الكرام
بما أن العبد الفقير كان – مع شيخه الأستاذ عبد الحكيم – من أثار الموضوع، فلا محيد من المشاركة رغم معرفتي بقول الشاعر:
وابن اللبون إذا ما لُزَّ في قَرَنٍ = لم يستطع صولة البُزْل القناعيس
الحمد لله أني كنت حذرا حين قلتُ يوماً عن علماء الاصوات المعاصرين: (ولا ألقي لهم من الاعتبار إلا يسيراً، خصوصاً بعد مقولاتهم عن القاف ونحوه)، فأرجو أن يكون ذلك الاستدراك منجاة لي اليوم، على اني لم أجد بعد ما يشفي الغليل من الردود على سؤالي او اسئلتي مع شكري للأستاذ عمار على ما قدم
أرى أن سبب التباين الشديد – وهنا الكثير من الخلاف اللفظي – هو طريقة السؤال في البداية: (هل علم الأصوات شر يجب اجتنابه؟) فلو أزلنا " موضوع الشرية " وطرحنا السؤال كما طرح بعد: (هل: علم الأصوات لأهل القرآن علم يضر، والجهل به ينفع؟) لكان الأمر أهون
إذن فلكي " يصل هذا الحوار الهادئ إلى غايته " لا بأس لو اقتربنا معا من خط الوسط وقلنا إن علم الأصوات ليس شرا مطلقا ولكنه أيضا ليس بديلا لعلوم السابقين وما ينبغي له أن يكون، خصوصا أننا نجد في المشاركات أعلاه تكرار موضوع الخلاف اللفظي
بقي أننا قد نختلف – والخطب يسير – حول أخطاء علماء الأصوات، فنقول نحن الناقدين: إن كثرتها الغالبة قد تكون مثارا كافيا لزحزحة الثقة في هذا العلم على الأقل تجعل الحذر واجبا ومؤكدا عند تقرير اعتماده ومدارسته
وفقنا الله جميعا وإياكم لما يحبه ويرضاه
أخي الأستاذ الكريم محمد الأمين - وفقه الله -
¥