(2) التسمية: إن مصطلح " علم التجويد " استعمل للدلالة على المباحث الصوتية المتعلقة بقراءة القرآن الكريم، وكانت تلك المباحث مختلطة بالمباحث النحوية والصرفية لدى علماء اللغة العربية، ولم يفردوها بمصطلح خاص أو علم مستقل، وقد حاول ابن جني ذلك في كتابه (سر صناعة الإعراب) حين عبَّر عن موضوع الكتاب بـ (علم الأصوات والحروف)، لكن من جاء بعده من علماء العربية لم يوفقوا في استثمار تلك اللمحة من ابن جني والبناء عليها، حتى تمكن علماء قراءة القرآن بعده من استخلاص المباحث الصوتية من كتب علماء العربية، وأفردوها في كتب خاصة، واختاروا لها تسمية جديدة، كانت في أول الأمر تتكون من عنصرين: الأول المخارج والصفات، والثاني التجويد والإتقان، فسمَّى مكي بن أبي طالب كتابه " الرعاية لتجويد القراءة وتحقيق لفظ التلاوة بعلم مراتب الحروف ومخارجها وصفاتها وألقابها "، لكن معاصره أبا عمرو الداني سمى كتابه " التحديد في الإتقان والتجويد "، ثم غلبت كلمة التجويد في عناوين الكتب التي ألفها العلماء في العلم من بعدهما.
أما مصطلح " علم الأصوات اللغوية " فإنه مصطلح جديد، استعمله المتخصصون بعلم اللغة العربية في العصر الحديث، وجاء ترجمة للمصطلح الغربي الدال على هذا العلم، ودرسوا تحته مباحث صوتية قديمة سبق إلى دراستها علماء العربية والتجويد، ومباحث صوتية جديدة نقلوها من الدرس الصوتي الغربي، على نحو ما يتبين في الفقرة الآتية.)) ا. هـ
وانظر لهذا القول: " وإذا أخذنا بنظر الاعتبار سبق الغربيين إلى تأسيس علم الأصوات الحديث منذ القرن السابع عشر أو القرن الثامن عشر، فإن علم التجويد يظل أقدم نشأة منه بستة قرون أو سبعة قرون."
فهذا كلام أهل الأصوات.
بينما كلامكم: أئذا وجدنا مخارج تلك الأصوات عند القراء مختلفة عن وصف سيبويه رواية عن مؤسس علم الأصوات الخليل، فكيف لا نقول خطأ؟ على أن هذا منهج معياري، وكان ينبغي أن يكون وصفيا)
المحدثين من أهل الأصوات لم يتركوا لا سيبويه ولا الخليل ولا القراء ـ كما ستري ـ
هل علمت حقيقة النشأة يا أخي؟ ومن أين استقوا علمهم؟
لوانتهينا من هذه انتقلنا للأحرف وسأنقل لك أقوالهم وتضارب أقوالهم وعدم استقرارهم علي قواعد مؤصلة مع امتلاكهم للأجهزة الحديثة التي تكون كفيلة في حسم النزاع وسأكتفي بنقل مسألة أو مسألتين فقط من كتابي " صرح الأعلام والسادات .. في التصدي لأقوال أهل الأصوات " أسأل التيسير والانتهاء من الكتاب.
والسلام عليكم
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[16 Nov 2010, 06:46 ص]ـ
كل عام وأنتم بخير، وتقبل الله منكم صالح الأعمال
انظر فيها مرة أخري شيخنا وسيتضح لك الأمر بعد وضع التشكيل.
أنت شيخنا، وقد نظرت ونظر من هو أعلم مني؛ فلم يتبين شيء عربي - فيما نعلم - في فتح تاء (هيت) وكل ما ذكرتم وارد في قراءة (هيتُ - هئتُ) بضم التاء، وهما قراءتان أخريان كما تعلمون
أما بالنسبة لعربية الكلمة أو عجمتها لا دخل لها في الموضوع. سواء كانت الكلمة أعجمية أم عربية المهم أنها ثابتة عن رسول الله من طريق قارئها، وهذا هو المقصود؛ وهو إبعاد الوهم والغلط عن القارئ هل أفهم من هذا الكلام أنكم تقولون بوجود الأعجمي في القرآن؟
فعلماء العربية قديما كانوا حافظين لكتاب الله مجودين له. وسيبويه نسب له الهذلي قراءة في الكامل.
أما في زماننا الأمر يختلف تماما
صدقتم شيخنا؛ وهاكم مثالا غريبا، كتب أحدهم:
قل "تأمل - تفكر" ولا تقل "تدبر"
واقرأ هذه الفقرة للدكتور غانم وهو يتحدث عن الفرق بين التجويد والأصوات:
(1) النشأة: إن "علم التجويد" أقدم نشأة من (علم الأصوات) بما يقرب من عشرة قرون، فالمؤلفات الجامعة في علم التجويد ظهرت في منتصف القرن الخامس الهجري
الكتاب عندي، وقد تعجبت من قوله هذا؛ فإن مؤسس علم الصوات هو الخليل (175 هـ) وتلميذه سيبويه (180 هـ) ومن بعدهما ابن جني (392 هـ) وقد ذكر د. أحمد قدور في كتابه (أصالة علم الأصوات عند الخليل) أن ابن جني سطا في كتابه (سر صناعة الإعراب) على كثير من كلام سيبويه، ونسبه لنفسه. وينظر في بعض ذلك هنا
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=38005
ولست أدري معنى كلام د. غانم؛ فحتى لو قصد الاصطلاح، فعلم الأصوات سابق لعلم التجويد بكل تأكيد، و ما علم التجويد إلا امتداد واختصار لعلم الأصوات. أما إن كان يقصد الفصل - كما يظهر من كلامه - فهو أدرى مني أن العلوم اللغوية متداخلة، ومن الصعب فصل أحدها عن الآخر. فهذا حال علم الدلالة، وعلم الصرف، ولذلك قالوا "لا مشاحة في الاصطلاح" وهذا مكي - رحمه الله - لا يفرق بين الصوت والحرف، كما أشار د. غانم بنفسه.
وأما الغرب، فلولا أنهم سرقوا حضارة الإسلام بعد سقوط قرطبة والأندلس، ما رحوا ولا جاؤوا. ولاتكاد تجد علما تطبيقيا بحتا، إلا رواده عرب مسلمون، فضلا عن العلوم الإنسانية.
المحدثين من أهل الأصوات لم يتركوا لا سيبويه ولا الخليل ولا القراء ـ كما ستري ـ
قد يكون هذا عند المصابين بلوثة اسشتراقية، أما كبارهم كإبراهيم أنيس - وهو المؤسس - ورمضان عبدالتواب، وأحمد مختار عمر فلا. فهؤلاء لا يخطؤون سيبويه، وإنما يصفون الواقع، وهو أن نطقنا - يقصد المصريين - لبعض الأصوات لايطابق وصف سيبويه.
وقد ذكرت لكم السبب، وهو أنهم اعتمدوا طريقة مشيخة القراءات المصرية، وأهملوا ما عداها. وقد ذكرت لكم أيضا: أننا في اليمن ننطق الأصوات كما وصفها سيبويه، دونما اختلاف حتى في الضاد.
وقد ضمنت هذا في رسالتي للدكتوراة، وفيها فصل مستقل عن علم الأصوات.
شكر الله لكم، ووفقكم في كتابكم، وجميع مشاريعكم العلمية
وبارك فيكم وعليكم
¥