ولست أدري معنى كلام د. غانم؛ فحتى لو قصد الاصطلاح، فعلم الأصوات سابق لعلم التجويد بكل تأكيد، و ما علم التجويد إلا امتداد واختصار لعلم الأصوات. أما إن كان يقصد الفصل - كما يظهر من كلامه - فهو أدرى مني أن العلوم اللغوية متداخلة، ومن الصعب فصل أحدها عن الآخر. فهذا حال علم الدلالة، وعلم الصرف، ولذلك قالوا "لا مشاحة في الاصطلاح" وهذا مكي - رحمه الله - لا يفرق بين الصوت والحرف، كما أشار د. غانم بنفسه.
وأما الغرب، فلولا أنهم سرقوا حضارة الإسلام بعد سقوط قرطبة والأندلس، ما رحوا ولا جاؤوا. ولاتكاد تجد علما تطبيقيا بحتا، إلا رواده عرب مسلمون، فضلا عن العلوم الإنسانية.
وهذا من موضوعنا .. أخي الكريم أراك بالفعل لا تفرق بين الحديث عن الأحرف عند القدامي وبين ما عليه أهل الأصوات المحدثين. فهم يعترفون بأنه علم جديد بدليل أن وقّتوا له بداية ونشأة ومبادئ علم وووو. فالحديث معهم وليس مع الخليل وسيبويه وغيرهما من القدامي.
قد يكون هذا عند المصابين بلوثة اسشتراقية، أما كبارهم كإبراهيم أنيس - وهو المؤسس - ورمضان عبدالتواب، وأحمد مختار عمر فلا. فهؤلاء لا يخطؤون سيبويه، وإنما يصفون الواقع، وهو أن نطقنا - يقصد المصريين - لبعض الأصوات لايطابق وصف سيبويه.
وقد ذكرت لكم السبب، وهو أنهم اعتمدوا طريقة مشيخة القراءات المصرية، وأهملوا ما عداها.
هنا تعترف بأن المؤسس د. إبراهيم أنيس فأنا أقصد هؤلاء بالفعل. وقولك "فهؤلاء لا يخطؤون سيبويه،) قول عجيب راجع أخي كتبهم وراجع قول د. إبراهيم في الجهر وما يقوله عن سيبويه في هذا الصدد، وقول د. تمام حسان وهو يخطئ صراحة ابن الجزري في وصف الحروف مع أن ابن الجزري نقل ما قاله سيبويه. وقولهم باحتمال أن سيبويه أخطأ في الوصف وأشباه ذلك.
وقد ذكرت لكم أيضا: أننا في اليمن ننطق الأصوات كما وصفها سيبويه، دونما اختلاف حتى في الضاد.
شيخنا الفاضل أراك أحلت جميع الحروف إلي نطق أهل اليمن،حتي عند الحديث عن صعيد مصر وصحة نطقهم لبعض الحروف ذكرت أن أهل الصعيد لهم جذور يمنية. ولاتنس شيخنا "الإيمان يماني " وأهل اليمن لهم فضلهم إلا أني سمعت أحدهم ينطق الضاد ظاءا ويخرج لسانه أيضا.
وقال أهل الأصوات: إن وصف الضاد الصحيحة تخلوا من الجزيرة العربية تماما ولا يوجد هذا النطق الآن لا في اليمن ولا في غيره. أليس هذا قول ا. شاده (علي ما أذكر) وتبعه أهل الأصوات وقالوا به ونقلوه في كتبهم؟
وقد ضمنت هذا في رسالتي للدكتوراة، وفيها فصل مستقل عن علم الأصوات.
هل تقصد في هذا الفصل زمن سيبويه أم زماننا؟ بسمة
ولعلي بعد انتهاء من نقطة النشأة نتناول الأحرف التي ذكرت. والله أعلم
والسلام عليكم
ـ[محمد أحمد الأهدل]ــــــــ[17 Nov 2010, 05:10 م]ـ
عيد مبارك وكل عام والجميع في خير وصحة وأمان وعافية ورضى.
ومن تفضلت بذكرهم لم يفسروا لنا الإشكال، وهو نصب تاء الفاعل،
أخي الكريم حفظك الله:
يزيل الإشكال بيانهم بأن هذه الكلمة اسم فعل بمعنى " أسرع"، كما يقول أبو حيان في تفسيره ضمن التوجيهات التي ساقها، بل ذكر أن قراءة ضم التاء أيضاً محتملة لأن تكون اسم فعل، وقد أورد الشيخ عبد الحكيم أقوال العلماء في ذلك، فلماذا الإصرار على جعل تائها تاء فاعل، ثم الاستشكال في نصبها؟
وقراءة فتح التاء في هذه الكلمة هي قراءة جميع القراء العشرة ما عدا ابن كثير وهشام في أحد وجهيه، فما دام وللقراءة وجه يمكن أن توجه به فلم الاستشكال عندئذٍ؟
موضوع فتح التاءوضمها وكسرها ليس من موضوعنا
صحيح أن هذا ليس من موضوع هذه الصفحة، ولكن لا ينبغي السكوت عنه، لا سيما والاستشكال فيه قد يؤدي إلى إنكار القراءة به، وخطورة ذلك أكثر من خطورة الموضوع الذي يدور حوله النقاش، والله أعلم.
تحياتي وتقديري للجميع.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[17 Nov 2010, 05:57 م]ـ
صحيح أن هذا ليس من موضوع هذه الصفحة، ولكن لا ينبغي السكوت عنه، لا سيما والاستشكال فيه قد يؤدي إلى إنكار القراءة به، وخطورة ذلك أكثر من خطورة الموضوع الذي يدور حوله النقاش، والله أعلم.
تحياتي وتقديري للجميع
السلام عليكم
عيد مبارك يا شيخنا محمد الاهدل.
لاخطورة بالنسبة للشيخ الرصين. فهو يسأل عن الاستشكال فقط، ولو لم يجد سيلحقها بأنها كلمة غير عربية، المهم جواز القراءة بها أما قولكم "وخطورة ذلك أكثر من خطورة الموضوع الذي يدور حوله النقاش،).
اقول ليس الأمر كذلك .. فالطعن في حرف أو أكثر هو طعن أشد من كون هذا الحرف ثابت في لغة أعجمية أو عربية.
وأهل الأصوات يقسمون لقسمين:
الأول يقولون:الخلاف نظري
الثاني:يقولون: الخلاف عملي
والصنف الثاني هم المعنون بكلامي وخطرهم أشد وكلامهم يدل علي عدم تواتر القراءات من جيل إلي جيل حتي وصل لزماننا.
ألا تري أنها أخطر.؟
والسلام عليكم
¥