تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[محمد الحسن بوصو]ــــــــ[22 Nov 2010, 11:54 م]ـ

هذا كلامٌ عجيبٌ من الشيخ الكريم محمد الحسن، فلو لم يكن من حسنات كتب شيخنا الكريم إلا إعادة كتابة مباحث علم التجويد، وذلك بالاستناد إلى مصادره الأولى، والتتبع التاريخي لبعض المسائل، وإثراء موضوعات التجويد بكلام علماء اللغة المتقدمين ... لكفى!

لا يا سيدي عمار، وعمرك الله، كيف يلتقي إجلالنا للدكتور غانم والتقليل من شأنه. حسناته لا تنحصر في ما أشرتم إليه بل تتعداه علما وأدبا. ويكفي في ذلك إذعان الناس لكتاباته، وما هذا النقاش الطويل حول ما كتبه إلا لثقل وزن كلامه. ولا ننكر فضله هذا، ولا نجيز لأحد أن ينكر ذلك، أو يستقل من جهوده. ولكننا نجيز لمن خالفه في الرأي أن يجاهر بذلك، ونعرف أن أفق الدكتور غانم فسيح، وصدره رحب للأسئلة والاستفسارات المتعلقة بطروحه.

نحن لا نخالف الدكتور في"إعادتـ (ـه) كتابة مباحث علم التجويد بالإستناد إلى مصادره الأولى، والتتبع التاريخي لبعض المسائل، وإثراء موضوعات التجويد بكلام علماء اللغة المتقدمين" فقد كتب عدد غير قليل من العلماء واختلفوا في بعض المخارج وفي بعض الصفات (الجزرية - الشاطبية - الدرر اللوامع) لكن ما دام اختلافهم في التفصيل والإجمال فلا نعلم أحدا نعى عليهم هذا الفعل.

أما ما يفعله الأصواتيون - أو على الأقل ما نفهمه من كلامهم - فهو أكثر وأخطر، فهو إنكار صفة وإحلال صفة أخرى مكانها، أو نقل مخرج من محل إلى محل آخر يغايره مما يغير الصوت المسموع كليا، لأنه لا نية في الصوت، ولا يتركب الصوت إلا من مخرج وصفة فقط. فتغير أحدهما أو كليهما يغير الصوت، نهائيا

قال الشيخ الكريم محمد الحسن: " السؤال بصيغة أخرى، إذ لم تشيروا إليها في مداخلتكم الأخيرة: في حالة أنه تم التحقق من مخالفة النطق الحالي لنتائج علم الأصوات، وهو ما تحقق كما فهمت منكم، فإلى أيهما نرجع؟ إلى الرواية أم إلى الدراية؟ " اهـ

لا يخفى أن التجويد قسمان:

1 - القسم النظري المعرفي: وهو ما دونه علماء القراءة في كتبهم.

2 - القسم العملي التطبيقي.

ورأي الشيخ أَنَّ عِلْمَ الأصوات لا يستطيع الاقتراب مما هو مِنْ قبيل الرواية، أما ما كان مِنَ القسم النظري المعرفي ... ففيهحي مجالٌ للاجتهاد، ولعلنا نتفق على أنّ وَصْفَ القدماء وتحليلاتهم لطبيعة الصوت اللغوي، وكيفية إنتاجه وتنوعه ... ليستْ وحيًا مُنَزَّلاً يجب التَّسليم له!

لا كلام القدماء ولا كلام المحدثين وحي، لكن "القسم النظري المعرفي" عند القراء ليس إلا مساعدا لـ"لقسم العملي التطبيقي"، والتطبيقي عند القراء أصوات تتألف من مخارج وصفات فقط، فيما يخص الأصوات فلم يرو القراء إلا المخرج والصفة فحسب، ومن جانبهما التطبيقي فقط. ومن تكلم في المخرج فقد تكلم في الرواية ومن تكلم في الصفة فقد تكلم في الرواية.

أما إذا كان علم الأصوات يتناول الجانب النظري المعرفي وحده، ولا يؤثر في المخارج ولا في الصفات، إنما يلاحظ فقط الأطوار التي مرت بها الحروف لهجاتيا وقبليا وجغرافيا، وما أصابها من تغييرات في النطق في هذه الأطوار، والمقارنة بين النطق الحالي وتعريفات القدماء لها، دون أن يكون هناك إصلاح لما تحقق "بالحقائق العلمية" من أنه خطأ، فسيكون دراسة هذا العلم - في هذه الحالة- شيئا غير مجدٍ

ولعل مسألة الضاد خير مثال على كلامنا، فقد لاحظ علماءُ الأصوات أَنَّ نُطْقَ جمهور القراء اليومَ لا يتطابق مع وصف سيبويه وغيره من علماء العربية والتجويد للضاد، فاجتهدوا في معالجة هذه القضية العلمية التي أثارتها الدراسات الصوتية الحديثة، وذلك بمحاولة الجمع بين وصف القدماء ونطق المعاصرين، واجتهاداتهم في هذا الجانب لا يترتب عليها شيءٌ من النَّاحية العملية،لأنَّ علماءَ الأصوات لم يَدْعُوا إلى أصواتٍ بديلة يجب الأخذ بها في تلاوة القرآن الكريم، وتلاوتهم لا تختلف عن تلاوتنا إن كانوا متقنين، وكلنا نقول إنَّ التلقي عن القراء المهرة هو الأصل والأساس فلعل هذا يحل الإشكال بالتأكيد هذا هو الحل

ومسألة الضاد من المسائل التي لا يزال القراء أنفسهم مختلفين فيها، فمنهم مَنْ يقول بالضاد الظائية، ومنهم من يقول بالضاد الطائية!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير