تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لعل الكلام في غاية الوضوح: الأصوات ومباحثها شيء معروف لا يحتاج إلى بيان، لكن قل لي: من سمى ذلك علما؟ ومن عزله عن علوم العربية الأخرى فجعله علما مستقلا؟ لا خلاف في أن لغة كل قوم هي أصوات يعبرون بها عن قصودهم في الحياة، وهذا معروف قبل نشأة علوم العربية وعلوم القرآن، بل قبل نزول القرآن نفسه، وهو ما عناه ابن جني بتعريفه، وهذا لا يخفى عليهم، لكن من سماه علما؟ أنت متفق معنا أن هنالك علم النحو وعلم الصرف وعلوم البلاغة وعلم التجويد، فهل يوجد في تراثنا علم اسمه علم الأصوات مستقلا عن تلك العلوم؟

وليس يصح في الأذهان شيء * إذا ما احتاج الشمس إلى دليل.

أستاذنا الكريم الدكتور سليمان،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إِنَّ مصطلح " علم الأصوات اللغوية " مصطلح جديد، اصطلح عليه علماء اللغة العربية في العصر الحديث، وكانَ لعلماءِ الغربِ قصب السّبق في إظهار كثيرٍ من أسرار هذا العلم وخَبَاياه، فظهرت المؤلفات والدراساتُ التي أثرت الدّرسَ الصوتي الحديث ومهّدتِ الطريقَ للأصواتيين العرب ... لكِنَّ أصولَ هذا العلم عربية، ولعلَّ مِن الْمُتَّفَقِ عليه أَنَّ مؤلفاتِ علماء العربيّة والتجويد تُعَدُّ مصدرا أصيلا يزخر بالمباحث والدراسات الصوتية العميقة والتحليلاتِ الدقيقة لكثيرٍ من الظواهر الصوتية المتعلقة بالنطق الإنساني.

والخلاصة أَنَّ علم الأصوات لم ينهض عِلْمًا مُسْتَقِلاًّ قائما بذاته إلا في العصر الحديث ...

أما موضوعات علم الأصوات فبعضها مُرْتَبِطٌ بالمباحث الصوتية المتعلقة بقراءة القرآن الكريم وهي نفسها موضوعات علم التجويد، وبعضها يَتَعَلَّقُ بمباحث صوتية جديدة كآلية إنتاج الصوت اللغوي وعوامل تنوعه، والمقطع الصوتي، والتنغيم، وغير ذلك.

أرى أَنَّ مسائل الخلاف محصورة في ما يلي:

1 - هل علم الأصوات عِلْمٌ جديد لم يعرفه علماء السلف من علماء العربية والتجويد؟ وهل مباحث هذا العلم تختلف عن المباحث الصوتية عند أسلافنا؟

2 - إذا كان لدينا علم التجويد ... فلماذا نستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير؟!

3 - ما فائدة علم الأصوات، وماذا يمكن أَنْ يُقَدِّمَ لِمُعَلِّمِي وَمُتَعَلِّمِي تلاوة القرآن الكريم؟

4 - ما فائدة البحث في المسائل الصوتية المتعلقة بقراءة القرآن الكريم ... إذا كان علماء الأصوات يرجعون إلى قُرَّاء القرآن الكريم في تحقيق صورة النطق الصحيح؟

أخبرني شيخنا الدكتور غانما أنه بدأ بكتابة أجوبة علمية أرجو أن يَجِدَ فيها الإخوة ما يَسَرُّهم إن شاء الله.

جزاكم الله خيرا، وبارك الله فيكم.

ـ[رصين الرصين]ــــــــ[26 Nov 2010, 01:37 ص]ـ

إِنَّ مصطلح " علم الأصوات اللغوية " مصطلح جديد، اصطلح عليه علماء اللغة العربية في العصر الحديث، وكانَ لعلماءِ الغربِ قصب السّبق في إظهار كثيرٍ من أسرار هذا العلم وخَبَاياه.

مع أن الكلام موجه للدكتور سليمان، لكن أراني مضطرا للتعليق على نقطة هامة مهمة

وهي قصب السبق لدى الغرب، ولن أدخل في التسمية، فالأمر فيها واسع

* يعلم الأستاذ عمار وكل لغوي أن علوم اللغة أربعة: الأصوات - الصرف - النحو - الدلالة.

وكل ما في التراث من اضطراب وتناقض ونقد وجه للعلوم الثلاثة سوى الأصوات يشهد:

أن علم الأصوات - ولو لم يسموه - هو أمتنها وأرسخها وأصحها قواعد وأبعدها عن التناقض والصنعة والخيال

لسبب بسيط جدا، هو: أن القدامى فيه سلكوا المنهج الصحيح وهو المنهج الوصفي

فوصفوا أصوات لغتهم (العربية) فالعرب المسلمون هم السباقون إلى اكتشاف قوانين علم الأصوات:

عرفوا المخارج وحددوها - وعرفوا الصفات وضبطوها (الجهر - الهمس - الشدة: الانفجار - الرخاوة: الاحتكاك .. )

فلا يصح القول أبدا: إن الغرب أحرزوا قصب السبق فيه.

إلا أن يقصد جوانب أخرى في علم الأصوات (الفيزيائي- التطبيقي - الأكوستيكي .. ) وهذي جوانب غير لغوية.

أما علم الأصوات اللغوي (الفونولوجي) فلم يسبق العرب إلى اكتشافه أحد، وهم أول من وضع نظرياته

واقرؤوا إن شئتم (أصالة علم الأصوات عند الخليل، د. أحمد قدوري)

بل إن العرب المسلمين سبقوا الغرب في جميع العلوم اللغوية، فأول معجم عرفته البشرية هو (العين)

نقول هذا الكلام لا تعصبا، ولكنه الحق المبين، الذي يعترف به منصفو المستشرقين

فلولا الخليل وسيبويه وابن جني وعبدالقاهر الجرجاني ما راح (دوسوسير) ولا جاء

ـ[محمد الحسن بوصو]ــــــــ[26 Nov 2010, 01:41 ص]ـ

السيد المفضال/ رصين الرصين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

قلتم: لو تتبعتها، فليس بينها تناقض، كما يفهم من كلامك ويبقى أن نطق (أبين) موافق لوصف سيبويه

إن الجزئية من قولكم المنصوص أعلاه: "ويبقى أن نطق (أبين) موافق لوصف سيبويه" هو الطور الأول من الأطوار الخمسة التي قطعتموها خلال الأربع والعشرين ساعة.

ثم لم أتكلم عن التناقض بل عن التطور. وكلامي تنبيه عنيف لأن تميد بنا أرض الحوار.

أما قولكم:

أما تخطئة القراء فلا أوافق عليها؛ لا تصويبا لطريقتهم، ولكن لأن هذا ما روي بالسند الصحيح.

فلم أستطع أن أفهم منه إلا أن طريقة القراء غير صحيحة لكنه هو ما روي بالسند، ولازمه في هذا البساط: أن طريقة علم الأصوات صحيحة وإن لم يرو بالسند. هذا ما فهمت من كلامكم. ادعوا الله لي أن أكون مخطئا في التأويل.

وما ذكره الحبيب من أن الدكور غانما بدأ في إعداد الأجوبة العلمية، وليست أدبياتية ولا إرشادية، أمر مُسِرٌّ جدا.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير