تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فإن الإدغام والاظهار وتفخيم الراء وترقيقه من القراءة وليس من التجويد. للمظهَر مخرج محقق. والإدغام إلغاء المخرج أو والصفة معا، وهو حتى الآن كما ترون مخرج وصفة. فكل ما حدث فيه اختلاف بين القراء والرواة فقراءة وليس تجويدا

أمّا جوابك هذا فغريب جداً فإدغام {من مال} ممن اتّفق عليه القراء، وكذا بالنسبة للراءات واللامات التي اتفق عليها القراء والخلاف في أصل الراء تفخيماً وترقيقاً لا يتعلّق بالرواية واختلاف القراء بل الأمر متعلّق بالدراية أيّ علم التجويد. ولا يخل كتاب في التجويد من أحكام الراءات واللامات والإدغام والإظهار مما اتفق عليه القراء. وما ذكرتُه لك من الأمثلة لا علاقة له البته بالخلاف الدائر من الروايات والقراءات. وقد قال ابن الجزري: وهو -أي التجويد- إعطاء الحروف حقّها من صفة لها ومستحقّها. فما الفرق بين حقّ الحرف ومستحقّ الحرف؟ أليس الصفات اللازمة، والصفات العارضة التي تعترى الحرف أحياناً وتفارقه أحياناً أخرى كالترقيق والتفخيم والإدغام والإظهار إذ كلّ ذلك مندرج تحت تعريف التجويد. وهذا أمر بديهي إن لم أبالغ.

أما ميكانيكية تكوين الصوت فجديد ما يذكره الأصواتيون من الصواب قديم عتيق لكنهم يسحرون بالعبارات المترجمة مما يعطي لهيبتهم الحضارية وزنها.

إن المرعشي، وأنتم من أعلم الناس به، قد فسر العملية بما يكفي دون أن يضفي شعوذة علمية، مثل "تدفق الهواء". إنه يسميه نفسا، ويتحدث عن كثرته وقلته وتأثير ذلك على الصوت المسموع. والنفس عبارة عن الهواء الذي نتفسه، وبتخزينه وإخراجه بالمقاس المعلوم وتصادم أو تباعد عضلات الفم وسماعه يسمى صوتا. وبهذا ترون أن كلمة "تدفق" رقية أعجمية، الغرض منها إيهام أن في الصواب القليل مما يقوله علماء الأصوات جديد. وليس الأمر كذلك.

يا أخي لا تهمّني العبارات فالمهمّ أنّ علم الأصوات فسّر بعض الظواهر الصوتية التي استفدتّ منها شخصية واستفاد منها طلابي الذي درسوا عليّ علم التجويد، وقد حاورت شيخنا غانم الحمد في هذا المنتدى وكنت كمثلك معترضاً عليه ولكن مع الممارسة في التدريس ما استطعت أن أفسّر بعض الظواهر الصوتية إلاّ بعلم الأصوات. ولو تابعت حلقات التجويد لشيخنا العلامة أيمن سويد على الفضاييّات لرأيت تغييراً في الكثير من التعاريف على ضوء ما ذكره علماء الأصوات كاهتزاز الأوتار الصوتية في المجهور وغير ذلك، أمّا الاصطلاحات التي لا يُرج منها قيمة إضافية تخدم الأداء من الناحية النظرية فينبغي إهمالها.

لا يمكن إهمال جميع ما في علم من العلوم فلنأخذ ما يصلح ونرمي ما لا يصلح. أمّا الإهمال بالجملة هكذا فليس من العلم بمكان.

ولا أريد أن نخوض في الجزئيات وتنرك بيت القصيد وهو أهمّيتة علم الأصوات في خدمة علم التجويد.

والعلم عند الله تعالى.

ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[28 Nov 2010, 06:00 م]ـ

المسألة الرابعة:

أنا الآن مقتنع تماماً أنّ علم الأصوات مفيد جداً في تفسير بعض الظواهر الصوتية وحلّ بعض العقد النظرية والتي ما استطاع علم التجويد حلّها بوضوح تام، فنأخذ على سبيل المثال صفة الجهر والهمس، فالجهر والهمس متعلّقان بخروج النفس وانحباسه بقوّة الاعتماد أو ضعفه على المخرج، وقد يلتبس هذا التعريف بتعريف الشدّة والرخاوة لتعلّقهما بخروج الصوت وعدم خروجه مع ضعف أو قوّة الاعتماد على المخرج، والنفس قد يُطلق على الصوت فاحتاج الأمر إلى توضيح فبيّن المرعشي أنّ النفس المسموع هو صوت وغير المسموع هو النفس. ولكن بعلم الأصوات انكشف وجود الوترين الصوتيين واهتزازهما أوعدم اهتزازهما فزال الإشكال تماماً وهذا ملموس من الناحية العملية فالذال مجهورة والثاء مهموسة والفرق بينهما ليس في ضعف أو قوّة الاعتماد على المخرج بل هو باهتزاز الوترين الصوتيين، فالحروف المهموسة لها مصدر واحد في التصويت وهو المخرج خلافاً للمجهور فله مصدران للتصويت المخرج والوتران الصوتيان وهو ما عبّر عنه سيبويه بصوت الصدر. فزال الإشكال تماماً.

السلام عليكم

أستاذنا الحبيب محمد يحيي شريف .. أقدر لكم تعاطفكم مع أهل الأصوات، اقتنعتَ بما قالوه واستفدتَ منهم وخاصة ـ كما صرحتم ـ في صفتي الجهر والهمس.

وسأحدثك في هاتين الصفتين لأبين لك أين وصلوا في هذه المسألة التي استفدتَ أنت منها.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير