تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[سليمان خاطر]ــــــــ[28 Nov 2010, 11:43 م]ـ

أمر هذا الموضوع كله عجب من العجب، كلما قلنا انتهينا دخل الحلبة فارس جديد؛ فهيج البذل أجمعا. والله المستعان.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم وبعد

أخواني المشايخ أريد أن أبدي رأيي في القضية فأقول وبالله التوفيق.

المسألة الأولى:

ما ذكره المتقدّمون من علماء اللغة والتجويد فيما يتعلّق بالأداء كان (وما يزال،أليس كذلك؟) كافياً في حفظ القرءان الكريم من التغيير والتبديل لأنّ الله تعالى حفظ بهم القرءان الكريم وبالتالي فإنّ هذه القواعد التجويدية التي وضعت هي كفيلة بدورها الآن للحفاظ على الأداء الصحيح بالإضافة إلى التلقّي الصحيح عن الشيوخ المهرة بما تقتضيه هذه القواعد. (إذاً ما الداعي لأي جديد؟)

والقدامى من علماء التجويد أخذوا من أهل اللغة ما يكفي ويسدّ حوائجهم لتقويم الأداء والحفاظ عليه، فالحاجة محصورة في تصحيح ألفاظ القرءان الكريم من غير أن يتعدّى إلى ما يخرج عن الهدف المذكورة آنفاً. (القدامى من علماء التجويد هم أنفسهم أهل اللغة، فهل أخذوا من أنفسهم؟،وإلا فقل لي من أهل اللغة القدامى لم يكن من علماء التجويد؟ كان الهم عندهم - يا شيخنا- هما واحدا، وهو اتخاد القرآن إماما ورائدا، فجميع جهودهم كانت في خدمته، فتأمل)

المسألة الثانية:

أنّ علم الأصوات مبنيّ عن التجارب التي يخضع لها عوامّ الناس وحتّى لو خضع لها المهرة من المقرئين لا يكفي لأنّ العبرة هي في معرفة الأداء العملي الذي عليه سلف الأمّة وهذا متعذّر.

المسألة الثالثة:

إنّ علم التجويد بما فيه مخارج الحروف والصفات وغير ذلك مبنيّ على الاجتهاد المحض فاختلفوا في عدد مخارج الحروف وصفاتها وفي بعض الأحكام مما لا يؤثّر على الأداء العملي وهو ما يسمّى بالخلاف اللفظي وهذا النوع من الخلاف مأذون فيه ما دام لا يمسّ الأداء المنقول بالرواية، فقد استقرّ العمل في البداية على مذهب سيبويه في عدّ المخارج ثمّ استقرّ العمل على ما هو عليه اليوم بإضافة مخرج الجوف على مذهب الخليل، وليس هناك ما يمنع الآن من الأخذ ببعض أقوال علماء الأصوات مما له قيمة إضافية معتبرة في فهم بعض الظواهر الصوتية مّما لا يغيّر الأداء المعمول به عند القراء. ولكن دائماً بحسب الحاجة ممّا تقتضيه الضرورة كسدّ فراغ أو توضيح غموض كما سأبيّنه في المسألة الرابعة. (لا يوجد أي فراغ ولا أي غموض، كما لا توجد أي ضرورة، وإلا فقل لي: منذ متى وجد الفراغ والغموض والضرورة؟ هل كانت منذ أنزل القرآن واستمر المسلمون على ذلك طيلة القرون الماضيةحتى جاء ما تسميه علم الأصوات على يد مؤسسيه الأوائل من الغربيين الكفارفي العصر الحديث؛ ليسد الفراغ، ويزيل الغموض، ويسد الضرورة؟!)

المسألة الرابعة:

أنا الآن مقتنع تماماً أنّ علم الأصوات مفيد جداً في تفسير بعض الظواهر الصوتية وحلّ بعض العقد النظرية والتي ما استطاع علم التجويد حلّها بوضوح تام (مجرد أوهام ومحض خيالات، إذ لا توجد أي عقد، لا عملية ولا نظرية، وعبارة (الظواهر الصوتية) نفسها خطأ فاحش في اللغة والدين فضلا عن أداء القرآن، ولا توجد مشكلة لم يحلها علماء التجويد والعربية القدامى، فقد كان كل شيء عندهم واضحا وضوح الشمس في كبد السماء، فالقول بوجود عقد نظرية في التجويد و أصوات العربية عموما لم تحل بوضح تام إلا على يد علماء الأصوات حديثا جراءة غريبة على الحقيقة والحق، فراجع ذلك شيخنا الكريم)، فنأخذ على سبيل المثال صفة الجهر والهمس، فالجهر والهمس متعلّقان بخروج النفس وانحباسه بقوّة الاعتماد أو ضعفه على المخرج، وقد يلتبس هذا التعريف بتعريف الشدّة والرخاوة لتعلّقهما بخروج الصوت وعدم خروجه مع ضعف أو قوّة الاعتماد على المخرج، والنفس قد يُطلق على الصوت فاحتاج الأمر إلى توضيح فبيّن المرعشي أنّ النفس المسموع هو صوت وغير المسموع هو النفس. ولكن بعلم الأصوات انكشف وجود الوترين الصوتيين واهتزازهما أوعدم اهتزازهما فزال الإشكال تماماً وهذا ملموس من الناحية العملية فالذال مجهورة والثاء مهموسة والفرق بينهما ليس في ضعف أو قوّة الاعتماد على المخرج بل هو باهتزاز الوترين الصوتيين، فالحروف المهموسة لها مصدر واحد في التصويت وهو المخرج خلافاً للمجهور فله مصدران للتصويت المخرج

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير