تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

(4) إعطاء تعريف أكثر دقة ووضوحاً لعدد من صفات الحروف، خاصة الجهر والهمس، والشدة والرخاوة، فصياغة تعريف هذه الصفات في كتب التجويد لا تخلو من غموض وتعقيد، وعلم الأصوات اللغوية قادر على تخليص الدارسين من الحيرة في فهم الصوت والنَّفَس الذي يقترن بتلك التعريفات، فقد آل الأمر في الكتب المتأخرة والمعاصرة إلى تعريف هذه المصطلحات على هذا النحو:

الجهر: انحباس جري النفس عند النطق.

والهمس جريان النفس عند النطق بالحرف.

والشدة: انحباس جري الصوت عند النطق بالحرف.

والرخاوة: جريان الصوت مع الحرف.

وسمعتُ من يقرأ القرآن ويقف على بعض الأصوات المهموسة الشديدة مثل الكاف والتاء بتسريب النَّفَس على نحو أكثر مما يتطلبه النطق بهذه الحروف، وحين سألته عن ذلك قال: إنه يفعل ذلك لإعطاء هذه الحروف حقها من الهمس، لأن الهمس هو جريان النَّفَس عند النطق بالحرف. وإذا كانت هذه حالة فردية فإن تلك التعريفات تظل مثل الأحاجي على الدارسين، والخلاص منها يكمن في الأخذ بتعريف علم الأصوات اللغوية لهذه الصفات، ولا يترتب على ذلك ما يخل بالقراءة، حسب تقديري.

(5) ومن فوائد علم الأصوات اللغوية أيضاً قياس زمن كل صوت على نحو دقيق، وهو ما كانت وسائل علماء التجويد قاصرة عنه، وهم قد حاولوا تقدير زمن الحركة والغنة برفع الإصبع وخفضه وهو ما يمكن أن يختلف من شخص لآخر، وإن كان التلقي الشفهي يضبط تلك الطريقة من القياس، لكن أجهزة قياس الصوت الحديثة تعطي طول الصوت بأجزاء الثانية، وهو أمر مفيد في وصف كثير من ظواهر النطق.

(6) من موضوعات علم الأصوات اللغوية الحديثة: المقطع، والنبر، والتنغيم، وهذه الموضوعات على الرغم من أنها لا تزال في طور التقعيد في الدراسات الصوتية العربية، لكنها ستكون مفيدة لمتعلم التجويد، فقارئ القرآن يحقق في قراءته تلك الظواهر، وإن لم تكن جزءاً من القواعد المدونة في كتب العلم.

(7) في الوقوف على الجانب الفيزياوي للصوت، والجوانب المتعلقة بالسمع، ما يوسع أفق الدارس، ويجعله يفهم كيفية انتقال الصوت من المتكلم إلى أذن السامع، وانتقال الإشارة إلى الدماغ، ويقفه على آيات الله سبحانه في الخلق، وإذا كانت هذه الجوانب ليست ذات فائدة أو ليست ضرورية للمتعلم في نظر البعض، فإنها لا تخلو من فائدة في نظر الآخرين، وإن كانت ليست بأهمية النقاط التي أشرت إليها في ما تقدم.

وأتوقع أن يكون هناك من يوافقني على هذه الفوائد التي ذكرتها لعلم الأصوات اللغوية، وقد يكون هناك من يمكنه أن يضيف فوائد أخرى إلى ما ذكرته، أو يعرضها على نحو أفضل، وأتوقع في الوقت نفسه أن يكون هناك من يرفضها جملة وتفصيلاً، كما ظهر في مشاركات عدد من الإخوة الرافضين لعلم الأصوات، وإذا كان الأمر كذلك فآمل أن يرضى كل من الفريقين بما وهبه الله من فهم، وألا ينكر على الآخرين فهمهم.

وإلى مناقشة مسألة أخرى من المسائل التي كانت موضع نقاش في هذا الحوار، إن شاء الله، وهو الموفق للصواب، ويهدي إلى سواء السبيل.

ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[30 Nov 2010, 06:14 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

كنتُ قد وعدت الإخوة بكتابة تَعْليقٍ أشيرُ فيه إشارات سريعة إلى تجربتي المتواضعة في تسخير علم الأصوات لخدمة متعلمي اللغة العربية في بلاد الغرب، وأخوكم يُدَرِّسُ اللغة العربية في إحدى الجامعات الْكَنَدِيَّةِ في الولاية التي أقيم فيها، ويقرئُ القرآن الكريم في مساجد المدينة.

1 - إِنَّ مِنَ أَهَمِّ المشكلات التي يواجهها مُعَلِّمُ العربية لغير الناطقين بها ... كيفية ترويض ألسنة الطلاب على النطق الصحيح لأصوات العربية، ومعالجة مشكلات النطق وعيوبه لديهم.

ولا ريب في أَنَّ مِنَ المناسب في بداية تعليم أصوات اللغة العربية مقارنة نظامها الصوتي بالنِّظام الصوتي للغة الأم لدى الْمُتَعلِّمين، وهي الإنجليزية أو الفرنسية في هذه البلاد.

وقد رأيتُ أنَّ عِلْمَ الأصوات خَيْرُ معين ومرشد للقيام بهذه الدراسة (التقابلية)، ومُعَلَّمُ اللغة محتاج إلى ذلك ليتمكن من إبراز الأصوات اللغوية المشتركة وغير المشتركة، وإدراك الفروق الدقيقة بين أصوات اللغتين وحقيقتها وكيفية النطق بها ... وغير ذلك مما يساعد في تيسير سير العملية التعليمية.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير