تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

2 - إنَّ تقدم علمي التشريح ووظائف الأعضاء كان له دَوْرٌ بارِزٌ في إثراء الدراسات الصوتية الحديثة بالوصف الدقيق لِ (جهاز النُّطْقِ وأعضائه)، ومِنَ المعلوم أنَّ وَصْفَ أعضاء آلة النطق وكيفية عملها عَامِلٌ مُهِمٌّ جدا في إدراك آلية إنتاج الأصوات اللغوية، وفي تقريب صورة النطق الصحيح لِلْمُتَعَلِّمين.

3 - قد يصعب على بعض المتعلمين نُطْقُ بعض أصوات اللغة العربية التي لا توجد في لغتهم، وقد لاحظتُ أنَّ طلابي يعانون مِنْ نطق الحاء والخاء والعين والغين والضاد وغير ذلك من الأصوات التي لا توجد في اللغة الأم (الإنجليزية).

وكان لا بُدَّ من اللجوء إلى تفصيلات الأصواتيين في شرح آلية إنتاج هذه الأصوات، فنقول مثلا بأنَّ الغين " صوتٌ رخو مجهور ... فعند النطق به يندفع الهواء من الرئتين مارًّا بالحنجرة، فَيُحَرِّك الوترين الصوتيين، ثم يتخذ مجراه في الحلق حتى يصل إلى أدناه إلى الفم، وهناك يضيق المجرى فَيُحْدِثُ الهواء نوعا من الحفيف، وبذلك تتكون الغين "، أَمَّا أَنْ نقول إِنَّ الْغَيْنَ تخرج من أدنى الحلق ونكتفي بهذا التحديد، فإنَّ هذا الوصف ليس كافيا – في نظري - في تيسير تعليم الكيفية الصحيحة لنطق هذا الحرف نطقا صحيحا.

قد يقول قائل ... ولم الاعتماد على القسم النظري المعرفي في تعليم النطق الصحيح؟ أقول إنَّ التلقين لا يمكن الاعتماد عليه دائما في تسهيل العملية النطقية إذالم يُعَزَّزْ بِشَرْحٍ نَظَرِيٍّ دقيق.

وكنتُ ألاحظ صعوبة الاعتماد على التلقين في الأصوات التي لا يمكن للمتعلم رؤية حركة أعضاء آلة النطق في الفم أثناء نطقها ... وأجد من الضروري الإشارة إلى أنَّ المتعلم قد يخطئ في إدراك ما يَسْمَعُ، ولا يخفى أنَّ خطأ السَّمْعِ يَتَرَتَّب عليه خطأ النُّطْقِ، لأَِنَّ المتعلم أثناء التلقين ينطق معتمِدًا على ما يسمع.

وأحسب أَنَّ منظار الحنجرة الحديث Fiber Optic Laryngoscope وسيلةٌ مفيدةٌ في دراسة الأصوات اللغوية التي تَخْرُجُ مِنَ الحنجرة والحلق، وهذه الآلة تُمَكِّنُ الدَّارِسَ مِنْ أخْذِ صورٍ ثابتة ومتحركة للحنجرة والحلق أثناء الكلام.

4 - قد يجد المتعلم صعوبة في التمييز بين الحروف التي تشترك في مخرج واحد كالثاء والذال، والخاء والغين، فهل نقول للمتعلم مثلا إنَّ الثاء صوتٌ مهموس والذال صوتٌ مجهور، فاحرص على أَنْ تُجْرِيَ النَّفَسَ مع الثاء وَتُضْعِفَ الاعتماد على الْمَخْرَجِ، وَتَحْبِس جَرْيَ النَّفَسِ مع الذال وتقوِّي الاعتماد على المخرج؟!

أم نقول إِنَّ ما يجعل جرس هذين الحرفين مختلفا في السمع هو اهتزاز الوترين الصَّوتيين مع الذال وعدم اهتزازهما مع الثاء؟

ولعلنا نلاحظ أَنَّ تعريف علماء الأصوات لظاهرتي الجهر والهمس أسهل في التطبيق، فأنت تستطيع أَنْ تطلب من الدَّارس أَنْ ينطق مثلا صوت الذال بِنَفَسٍ متصل ثم يوقف اهتزاز الوترين الصَّوتيين مع الاستمرار في دفع النَّفَسِ ... فإنه سوف يلاحظ حينئذ أنه يسمع صوت الثاء.

5 - لِمَ لا نستفيد من تعريف علماء الأصوات لصفتي الشِّدَّة والرخاوة؟ فقولنا " إنه قد يحصل قَفْلٌ تام لمجرى النَّفَسِ في موضع الاعتراض، فيؤدِّي ذلك إلى حَبْسِ الهواء وضغطه لحظة خلف موضع القفل، ثم ينفتح المجرى مُحْدِثًا صوتا شديدا ... وقد يؤدي اعتراض آلة النطق إلى تضييق مجرى النَّفَسِ في موضع الاعتراض، ويسمح للهواء بالمرور في منفذ ضيق، فيؤدي ذلك إلى حدوث صوت رخو ... "، أوضح وأسهل من قولنا إنَّ الشدة " انحباس جري الصوت عند النطق بالحرف، لكمال قوة الاعتماد على مخرجه "، وقولنا في الرخاوة " جريان الصوت عند النطق بالحرف لعدم كمال قوة الاعتماد على مخرجه ".

هذا ما تيسير لي الإشارة إليه الآن، وأحسب أَنَّ شيخنا الكريم عبد الرحمن الشهري لديه أكثر مما قلتُ، فأرجو أَنْ يُكْرِمَنَا بما عنده مِنْ خير كثير.

والله أعلم.

ـ[محمد الحسن بوصو]ــــــــ[30 Nov 2010, 12:38 م]ـ

قال الدكتور غانم قدوري الحمد جزاه الله خيرا:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير