هل قولنا: " إنَّ تقدم علمي التشريح ووظائف الأعضاء كان له دَوْرٌ بارِزٌ في إثراء الدراسات الصوتية الحديثة بالوصف الدقيق لِ (جهاز النُّطْقِ وأعضائه) ... " اهـ
صوابٌ أم خطأ؟ أرى أَنَّ هذه المسألة واضحة ولا تحتاج إلى قُلْتَ وقُلْنا!
وأسأل الأخ عمار .. لم يغير اكتشاف عمل الوترين من تغير بعض الأحرف صوتيا عند المحدثين؟؟
ولعلي أعود بعدُ للفوائد.
أخي الحبيب، أرجو أن تتأمل جواب شيخنا (دعوى تخطئة القراء) بهدوء ... بارك الله فيكم.
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[01 Dec 2010, 04:16 م]ـ
((أقبل يدك ولا تفتح موضوع (السين الثالثة) لأنها محل اتفاق بين القراء والأصوات ولا نريدأن نفتح جبهة أخري))
شيخنا وأستاذنا رصين الرصين .. هل أفهم من كلامكم أن سيبويهرح1 يخالف الخليل رح1 في الضاد؟
لو توضح لنا شيخنا موقفك بوضوح لو سمحتم. بارك الله فيكم.
بارك الله فيكم يا شيخ
هذا كان مثالا فقط للتعقيد الذي يصطبغ به وصف الأصوات عند المحدثين
ولا داعي لفتحه؛ لطبيعته الخاصة، وعدم إشكاله في العربية
لكن ثمة نقطة هامة مهمة قد سبق لي الإشارة إليها مرارا وتكرارا
صدقني يا شيخ عبدالحكيم
الدرس السامي المقارن كفيل بحسم كثير من الخلافات، وهذا ما ينقص كثيرا من دكاترة العربية ممن ألف في الأصوات
ولم يعتمد المنهج المقارن، واكتفى بالمنهج الوصفي
وهذا العلم (اللغات السامية) هو الذي يميز عالم العربية من غيره، وقد سبقت الإشارة أنه كان ينقص الراحل الكبير
إبراهيم أنيس. وكل من كتب بعده وبعد كمال بشر، فإنما منهما أخذ وعليهما اعتمد.
ولا يستهينن دارس للعربية بهذا العلم العظيم؛ فإنه يفتح له آفاقا ومدارك جديدة
لقد تحير الصحابة رض3 العرب الأقحاح في تفسير "أبا" التي قال فيها الإمام الشافعي رح1 "يعرفها أطفال اليمن"
وبخصوص سؤالك، أقول
الخليل رح1 ذكر مخرج الضاد، لكنه لم يذكر صفتها كما فعل سيبويه رح1
ومعنى هذا أن الخليل قصر عن سيبويه بمراحل، وما قيمة قوله "الضاد شَجْريّة؛ لأن مَبْدَأها من شجْر الفم"
وما هو شجر الفم، وأين يقع بالضبط؟ هذا تعريف عام موهم مبهم
أما سيبويه فقد وصفها وصفا دقيقا، وبمفهوم المخالفة لا نخطئ فهمه إذ يقول
"ولولا الإطباق، لكانت الطاء دالا" ثم حديثه عن الضاد (الضعيفة) الذي تلقفه بعده ابن جني
ويدلك على صعوبة نطقها - في ذلك الزمان، فضلا عن اليوم - أن سيبويه يصف نطقها بالتكلف "إن شئت تكلفتها .. "
والتكلف يعبر عن المشقة والصعوبة
وقد ذكرت لك أنه جاء في مناقب عمر رض1 أنه " كان يخرج الضاد من أي شدقيه شاء"
والخلاصة أن الطاء - عند سيبويه - كالدال مخرجا وصفة، فهما مجهورتان. أما الضاد فليست من هذا الباب
ولو كان نطقها بالسهولة التي نتصورها، ما وقع الخلاف في كتابتها،
وما وجدنا في تراثنا اللغوي عشرات التصانيف في التفريق بينهما
ومثلك لا يحتاج أن نذكره بما في التكوير "ضنين و ظنين" مع أن الفارق الدلالي بينهما شاسع وبعيد وعميق
أنا أفهم من هذا التراث أحد احتمالين:
1 - إما أن الناس ينطقونها مصرية (دالا مفخمة) كطاء سيبويه (الطاء الصنعانية)
وعلى هذا جرى إبراهيم أنيس وكمال بشر، ومن جاء بعدهما فهذي مدرسة مصرية.
2 - أو أن الناس ينطقونها عراقية ذالا مفخمة، وهذا هو نطق الخليج واليمن والشام.
والحاصل أن العامة يختزلونهما في صوت واحد، إما "طل - طهر: ظل - ظهر" أو "زابط: ضابط"
وليس للعاميات ذلك القانون الذي للمستويات الفصيحة، ولذا لا يستطاع تعليم العامية، كالفصحى
ومن الطرائف التي وقعت لزملائنا في العراق أنه سمعهم يقولون "جذب" فقال "جافي: كافي"
وفي مصر سمعهم يقولون "بالزبط" فذهب يطلب"البيز: البيض" فظنه الناس مجنونا
فلا العراقيون يقولون جافي، ولا المصريون يقولون "بيز"
على أنه غير خاف أن كبار الأصواتيين العراقيين إنما تخرجوا في الجامعات المصرية،
ودرسوا على أيدي علماء مصر الكبار، آخرهم د. عبدالصبور شاهين رحمه الله
وغني عن الذكر أن المصريين هم رواد جميع العلوم، ففرضوا - وحق لهم - فهومهم ومفاهيمهم من خلال مؤلفاتهم الرائدة
وكما قاد الأصواتيون المصريون الأصواتيين العرب من سائر الجنسيات، قاد القراء المصريون القراء من سائر الجنسيات
خاصة العمالقة (مصطفى إسماعيل - الحصري - عبدالباسط) رحمهم الله جميعا
¥