الأمر ليس فرض أسلوب أو رأي في الموضوع، فالفكر يكون مقبولا لو كان معقولا.
بارك الله فيكم
والسلام عليكم
مرحبا بأخي الشيخ الحبيب عبد الحكيم عبد الرزاق.
شيخنا الكريم،
رأي شيخنا الدكتور غانم واضح في نظري، ألم تقرأ قوله:
" وكنت قد استشهدت في بعض ما كتبتُ سابقاً عن الطاء والضاد بنطق بعض أهل اليمن للطاء مجهورة، مثل نطق قراء القرآن من أهل مصر والشام للضاد، ولم أقصد إلا إلى لفت الأنظار إلى أنَّ ما قاله سيبويه عن الطاء ينطبق على هذا النطق، وليس دعوة إلى تغيير النطق، وقد أكد الإخوة المحاورون من اليمن أن ذلك النطق شائع في منطقة صنعاء. " اهـ
القضية تدور حول تفسير مشكلة صوتية تتعلق بهذه الأصوات، وقولنا إنَّ الخلافَ نظريٌّ يعني أنَّ علماء الأصوات لا يقولون إن نطق القُرَّاءِ لهذه الأصوات خطأ يجب تغييره، وقد قلتُ لكم مِنْ قبل إنَّ قولي:
" أي أننا إذا أردنا أن نطبق هذه النظريات ونأخذ بها في تعليم قراءة القرآن ... فإنه قد يَلْزَمُ مِنْ ذلك الإحالة إلى أصواتٍ بديلة في تلاوة القرآن الكريم " اهـ
ليس جديدا، " لأنَّني بَيَّنْتُ أَنَّ ذلك لم يكن ... وقلتُ إِنَّ تلك الحروف التي سمعتَها مِنْ علماء الأصوات اجتهادات منهم في محاولة محاكاة بعض الأصوات القديمة التي أصابها التطور في نظرهم ... وهم لم يقولوا بوجوب الأخذ بها في تلاوة القرآن الكريم.
شيخنا عمار هل سألت آخرين من أهل الأصوات فأخبروك أن الخلاف نظري؟
لم أسأل، ولا أظن أنَّ أهل الأصوات سينكرون علينا ما نقول إذا اطلعوا على هذا الحوار وفهموا ما نريدُ من قولنا إن الخلاف نظريٌّ ...
شيخنا الحبيب،
أنت تنظر إلى القضية من زاوية، ونحن ننظر إليها مِنْ زاوية أخرى ...
أنتم تقولون إنَّ الخلاف ليس نظريا ... وتقولون إن أهل الأصوات يسارعون إلى تخطئة القراء، لأنَّ دارسي الأصوات يناقشون أصوات هذه الحروف العربية ... وهذا أمر مرتبط بتلاوة القرآن الكريم، وقد يحاول بعضهم الاجتهاد في محاولة محاكاة النطق القديم لهذه الأصوات.
ونحن نقول إنَّ اجتهادات علماء الأصوات تدور حول حول تفسير مشكلة صوتية تتعلق بهذه الأصوات، وليس دعوة إلى تغيير النطق في تلاوة القرآن الكريم، لأننا كلنا نعلم أنَّ القراءة سنة متبعة.
ورأينا صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب.
جزاكم الله خيرا، وبارك الله فيكم.
ـ[محمد الحسن بوصو]ــــــــ[02 Dec 2010, 01:04 ص]ـ
في سياق حوار هادئ دافع الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد عن موقف علماء الأصوات من إحدى صفات الأحرف الثلاثة: الطاء والقاف والهمزة، التي أجمع القراء على أنها مجهورة. والضاد التي وصفها سيبويه ووصفها الخليل بصفة مغايرة.
بدأ كلامه بإنكار تخطئة علماء الأصوات للقراء، وأن ذلك مجرد دعوى وعنون بها مشاركته مشفوعة برقم 2، وأن القول بأن وصف المشتغلين بالأصوات مخالف لوصف القراء قول غير دقيق.
ثم برّأ أهل الأصوات بمخالفة القراء العشرة، أصحاب الاختيارات، لأنهم لم يؤثر عنهم كلام في هذا الموضوع، وبذلك سلِم أهل الأصوات من شبهة رد القراءات المتواترة، ونفى العصمة عن المؤلفين في التجويد.
ثم أخذ في شرح صفات الأحرف الثلاثة الأولى، فخلص إلى القول بأن الطاء التي ينطقها القراء اليوم صحيحة، (علم التجويد، دراسة صوتية ميسرة، دار عمار، ص 60) وإنما، لاعتبارات تتعلق بالمقياس (صوت الصدر، الوترين)، اختلف وصفهم لها، وهو اختلاف في وصف الحرف لا يؤثر في ذات الحرف. وأن أبعاد القضية تكمن هنا، يجب فهمها جيدا.
وتحدّى المصرّين على جهرية هذه الأحرف، أن يجردوا حرف الطاء من صفة الإطباق، وعندئذ سيجدون "تاء" وهو من حروف الهمس. ثم ذكَّر بأنه لم يدعُ أبدا إلى تغيير نطق القراء.
ولما انتقل إلى القاف استبعد تخطئة نطق مجيدي القراء لحرف القاف، وبرّأ علماء الأصوات من اختلاق قضية الضاد، مشيرا بذلك إلى تعريف سيبويه لمخرج وصفات حرف الضاد بشهادة عبد السلام هارون.
ثم أوصى القراء بالتمسك بما تلقوه عن شيوخهم في نطق الضاد بمخرجها وصفاتها، ولا بأس من الحوار في الجوانب التاريخية للمشكلة. ورأى عدم احتكار الانتصار للقراء، فكلنا حريصون على سلامة نص القرآن من أي تحريف.
¥