ليس جديدا، " لأنَّني بَيَّنْتُ أَنَّ ذلك لم يكن ... وقلتُ إِنَّ تلك الحروف التي سمعتَها مِنْ علماء الأصوات اجتهادات منهم في محاولة محاكاة بعض الأصوات القديمة التي أصابها التطور في نظرهم ... وهم لم يقولوا بوجوب الأخذ بها في تلاوة القرآن الكريم
السلام عليكم
شيخنا عمار .. بل دعا البعض للأخذ بها في القرآن .. وقد حدثتكم ـ علي الخاص ـ عن خطورة هذا العلم علي القراء في مصر واتهام بعضهم والطعن في أسانيد القراء.
(يبدو يا شيخ عمار إنك خائف علي اسمك أن يضرب في سوق رواجة الكتب .. بسمة)
لم أسأل، ولا أظن أنَّ أهل الأصوات سينكرون علينا ما نقول إذا اطلعوا على هذا الحوار وفهموا ما نريدُ من قولنا إن الخلاف نظريٌّ ...
فهمهم فهم غربي، أما أنتم يا شيخ عمار مسالمون ولكن صدقني سيتطور الأمر لأبعد مما تتخيل إن لم يكن هناك وقفة صارمة وتصدي واضح لما يسمونه بعلم الأصوات.
والشئ يبدأ بوجهة نظرٍ ثم سرعان ما يتطور حتي يكون عمليا. وأ. شاده وغيره من المستشرقين لم يبلغوا هذا المبلغ في بلادنا إلا بمساعدة بني جلدتنا تحت دعوي نأخذ من الغرب الطيب ونترك الخبيث، ولم يفرقوا بين عجمية هؤلاء وبين عربية القراء.
شيخنا عمار .. لو سمع شخصٌ ما ـ مجرد سماع ـ أن القراء جانبهم الصواب في بعض الأحرف وأخطأوا في وصف بعض الأحرف .. ماذا يكون رد فعل هؤلاء الناس عند سماع مثل هذا؟
أو سمعوا ما يقول إبراهيم أنيس: " ليس من المحتمل أن يكون القدماء قد خلطوا في وصفهم بين صفتي الجهر والهمس فيما يتعلق بهذا الصوت، ولكن الذي أرجحه أن صوت الطاء كما وصفه القدماء كان يشبه الضاد الحديثة لدى المصريين" ([ i] (http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&p=130602#_edn1)) .
[/URL]([i] ) إبراهيم أنيس، الأصوات اللغوية, 62 - 63.
هل سيبحثون في الأمر .. هل هو خلاف نظري أو خلاف عملي؟
ثم تخطئة القراء فيما أجمعوا عليه لا يجوز، فإن جواز الخطأ عليهم في حرف جاز أن يخطئوا في حرف آخر وهكذا.
وما نقله الداني وغيره من أخطاء القراء فإنما هي لبعض القراء وليس جميعهم. وإلا أين هم من هذه الأخطاء؟
وانظر ما قاله أبو حيان رح1 في تفسيره عند قوله تعالي " فنعما هي ": و إنكار هؤلاء فيه نظر، لأن أئمة القراءة لم يقرأوا إلاَّ بنقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومتى تطرق إليهم الغلط فيما نقلوه من مثل هذا، تطرق إليهم فيما سواه، والذي نختاره ونقوله: إن نقل القراءات السبع متواتر لا يمكن وقوع الغلط فيه.) ا. هـ
وإذا كان الأمر كله ليس فيه شئ عملي ـ كما تقول ـ .. لم هذه البلبة والجلبة وتضيع وقت الناس في توضيح مقصد هذا وذاك؟
واجتهادات الأصواتيين نحن في غنًا عنها فهم ليسوا أهلا لإقامة الأحرف، ويجب أن نضعهم في حجمهم الطبيعي دون تهويل لأمرهم أو رفعا من مكانتهم ما دامت تسبب البلبة والصخب.
وأختم لك بقول أ. خالد بسندي: ويرى حسام النعيمي ([ i] (http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&p=130602#_ednref1)) أن "براجستراسر" أراد بالقاف العتيقة المجهورة التي سمعها من بعض البدو الكاف المجهورة أي صوت "ك". إذ لا نشك في أنه كان يسمع القاف في قول المصريين: "القاهرة" وكذلك ما يلفظه قرَّاء القرآن في مصر, وهذه هي القاف التي ترجح لدينا أنها القاف العربية القديمة؛ لأنه لا يتصور أن يُجْمِعَ قراء القرآن في كل بلاد الإسلام على هذا الصوت، وهم يتلقون القراءة مشافهة من جيل إلى جيل، ثم نزعم أنه ليس الصوت القديم مع أن الكلمات التي بالقاف تلفظ في لهجاتهم المحلية لفظا مختلفاً، فالقاف في (قال) مثلا، في شمال إربد تنطق ( G) وفي فلسطين تنطق ( K) .
أما ما قيل من أن علماءنا القدماء قد وصفوا صوتا آخر لذلك تغير صوت القاف فلا أبلغ في نقضه من قول سيبويه: " أنك لو جافيت بين حنكيك فبالغت ثم قلت: قق قق، لم تعد ذلك –مخلاً بالقاف. ولو فعلته بالكاف وما بعدها من حروف اللسان أخل ذلك بهن" ([ ii] (http://www.tafsir.net/vb/#_edn2)) وهذا دليل على دقة وصفهم , ومبلغ تأملهم الشخصي في بيان الأصوات ومخارجها وصفاتها.
([ i] ) حسام سعيد النعيمي، أصوات العربية بين التحول والثبات، 26.
¥