ـ[غانم قدوري الحمد]ــــــــ[02 Dec 2010, 05:53 م]ـ
أجهزة مختبر الصوت
جعل الإخوة المحاورون من أجهزة مختبر الصوت مادة للتفكه، وصَفَّقَ بعضهم لبعض حين اكتشفوا أني لم استخدم تلك الأجهزة في أبحاثي في علم الأصوات والتجويد، مع أني لم أَدَّعِ استعمال تلك الأجهزة، وصَرَّحْتُ في بعض ما كتبتُ أن بعض الإشكالات يحتاج حلها إلى مثل تلك الأجهزة، لكن لعدم توفرها عندنا تركت إعطاء رأي نهائي فيها، ودَعَوْتُ في خاتمة أطروحتي للدكتوراه (الدراسات الصوتية عند علماء التجويد) إلى تأسيس مركز للدراسات الصوتية العربية، يضم مختبراً للصوت، وقد جعل بعض المحاورين ذلك سبباً للزهد في ما كتبتُ، والتشكيك في صحة ما انتهيتُ إليه من نتائج.
وذهبوا إلى أن علم التجويد في غنى عن استعمال أجهزة الصوت، وصَرَّحَ بعضهم أن استعمال الأجهزة في تحليل الظواهر الصوتية للقراءة القرآنية قد يثير إشكالات، ويتسبب في مشكلات، فيكون ضرره أكبر من نفعه، وتساءلوا: ماذا لو جاءت الأجهزة بما يتناقض مع ما جاءت به الرواية، أيهما نتبع الرواية أو الأجهزة، وإذا كان الأمر كذلك فإنه لا يستحق إضاعة الوقت وصرف الأموال، وقد كفانا علماؤنا عن ذلك كله!
وهذا الموقف من استعمال أجهزة مختبر الصوت قد يكون نابعاً من عدم الإلمام بالعمليات التي تقوم بها تلك الأجهزة، والفوائد التي يمكن أن تحققها للدارسين للأصوات، وأثار ذلك في نفوس الرافضين للأجهزة شبهة التعارض بين ما يمكن أن تأتي به الأجهزة، وما تحقق في الرواية، وجعلني هذا الموقف أتحدث عن تلك الأجهزة في هذه الحلقة؛ لأن تخلفنا في استعمال تلك الأجهزة مظهر من مظاهر التخلف العلمي الذي يضرب أطنابه على بلداننا، وتفوت الباحثين والمعلمين والمتعلمين فوائد كثيرة من عدم توفر تلك الأجهزة.
ولا يخفى عليكم أن مختبرات الصوت نوعان: تعليمية، وبحثية، وقد تكون المختبرات التعليمية أكثر انتشاراً، لكنها ليست مخصصة لتحليل الأصوات اللغوية، وإنما هي مخصصة لتعليم النطق الصحيح للغة العربية أو اللغات الأجنبية، وأحسب أن هذا النوع من الأجهزة ليس موضع تشكيك من أحد.
ولا أدري ما ضرر أجهزة مختبر الصوت البحثية التي يمكن أن تميز لنا بالصورة وبالخطوط البيانية الصوت المجهور من المهموس، والتي تقيس طول الصوت اللغوي بأجزاء الثانية، وتبين تفاوت الأصوات في الشدة، والدرجة، وهذه الأجهزة جزء من منظومة أكبر تخدم اليوم أنشطة التعليم والاتصال والفيزياء والطب والعلوم الأخرى.
لست متخصصاً بشيء من هذه الأجهزة، لكن ما كُتِبَ عنها يشير إلى أنها يمكن أن تقرب لدارس الأصوات فهم الظاهرة الصوتية فيزياوياً أو عضوياً، ويمكن أن تسهم في حل المشكلات التي تواجه الباحثين في الأصوات، بسبب تعقيد عملية إنتاج الأصوات وتغيرها من أدنى تغيير في شكل آلة النطق، ويمكن التعرف على تلك الأجهزة من النظر في بعض كتب علم الأصوات اللغوية الحديثة، مثل كتاب (أصوات اللغة) للدكتور عبد الرحمن أيوب، و (دراسة الصوت اللغوي) للدكتور أحمد مختار عمر، وتَحَدَّثَ الدكتور منصور بن محمد الغامدي في كتابه (الصوتيات العربية ص175 - 187) عن تلك الأجهزة التي كان قد خبرها واستعملها في أبحاثه، وسوف أقتصر على ذكر أهم تلك الأجهزة ودورها في عملية تحليل الصوت.
قال الدكتور الغامدي في الفصل الذي خصصه للحديث عن (أجهزة الأصواتيين):" إن معظم الدراسات الأصواتية المعاصرة تقوم على استخدام أجهزة معقدة ومتطورة مما يعطي مصداقية للنتائج التي يصل إليها الأصواتي في دراساته، وفيما يلي أسماء بعض الأجهزة الشائعة الاستخدام في فروع الصوتيات الثلاثة".
وتحدث عن أكثر من عشرة أجهزة، اخترت ثلاثة منها للتعريف به هنا، مع إضافة صورة لكل جهاز استخرجتها من شبكة المعلومات الدولية (وهي أنواع كثيرة):
(1) منظار الحنجرة Laryngoscope
¥