تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[غانم قدوري الحمد]ــــــــ[02 Dec 2010, 06:22 م]ـ

الأخ الأستاذ محمد الحسن، وفقه الله

أما اشتراك أكثر من حرف في مخرج فهو رأي الجمهور، وابن الجزري يقول في مقدمته:

مخارج الحروف سبعة عشر على الذي يختاره من اختبر

وإذا أردت الأخذ بالرأي القائل بأن لكل حرف مخرجاً فأنت وما تختار.

وسَلْبُ الصفة من الحرف أيضاً قول الجمهور، وإذا سُلِبَتِ الصفة المميزة من الحرف سيتحول قطعاً إلى صوت آخر، وقولك إن الذال والثاء والظاء ليست من مخرج واحد لوجود تباين في وضع الللسان عند النطق بكل حرف منها، فإن هذا القول قد ينطبق على الظاء لأن أقصى اللسان يستعلي عند النطق به، لكن ذلك لا يخرجه عن مشاركته للذال والثاء في المخرج، وإذا نطقنا بالذال نطقاً مستمراً وسلبنا صفة الجهر عنه، أي أوقفنا اهتزاز الوترين، فإن موضع اللسان لا يتغير من الأسنان لكن الصوت الناتج سوف يكون ثاء، وهذا يدل على اشتراكهما في المخرج، ويقال مثل ذلك في السين والزاي، والتاء والدال، والغين والخاء، والفاء وvوالباء و p وما أشبهها، وطلبي بسلب صفة الجهر من الطاء من هذا القبيل، وهي أم الباب، وليست قضية ثانوية في الحوار، لأن قول المحدثين بأنها صوت مهموس يحمل على أنه تخطئة للقراء، والأمر كما هو واضح ليس كذلك.

وتجديد السؤال عن فائدة علم الأصوات بعد ما ذكرته وما ذكره غيري يعني عدم القناعة بما ذكر من فوائد، وليس لي ولا لغيري أن يحمل أحداً على القناعة بشيء وهو غير مقتنع به، وأقول لك قناعتك، وللآخرين قناعاتهم، ولا فائدة من إعادة ما قيل.

ولكن لكي نتأكد من فائدة علم الأصوات لدارس التجويد من عدمها يمكن أخذ مجموعتين من المتعلمين الجدد، تتعلم المجموعة الأولى التجويد من خلال أحد الكتب المتأخرة التي لم يتأثر كاتبوها بمعطيات علم الأصوات الحديث، وتتعلم المجموعة الثانية علم التجويد من خلال المفاهيم الصوتية الحديثة، وننظر في النتائج، من حيث سرعة التعلم، ووضوع الفهم، ولي تجربة في تدريس علم التجويد في القاعات الدراسية وفي حلقات المساجد، ودلت تلك التجربة على استفادة المتعلمين من معطيات علم الأصوات، حتى لو قلتَ للمتعلم الطاء والقاف أصوات مهموسة، لأنه سوف ينطقها النطق الصحيح. والله أعلم وهو الهادي إلى سواء السبيل.

ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[02 Dec 2010, 09:13 م]ـ

السلام عليكم

شيخنا عمار .. بل دعا البعض للأخذ بها في القرآن .. وقد حدثتكم ـ علي الخاص ـ عن خطورة هذا العلم علي القراء في مصر واتهام بعضهم والطعن في أسانيد القراء.

فهمهم فهم غربي، أما أنتم يا شيخ عمار مسالمون ولكن صدقني سيتطور الأمر لأبعد مما تتخيل إن لم يكن هناك وقفة صارمة وتصدي واضح لما يسمونه بعلم الأصوات.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

1 - شيخنا الكريم،

هل هؤلاء الذين يدعون إلى أصوات بديلة في تلاوة القرآن الكريم قلة أم كثرة؟ ولعلك تذكر أسماءهم، بارك الله فيكم.

أسأل لأنني أكاد أجزم أنَّ هذا مِنَ القليل النادر!

وأبشرك أنَّ الشيخ غانما وتلميذه عَمَّارًا أول المعارضين لهؤلاء! لكننا لن نترك علم الأصوات بسبب أخطاء بعض المنتسبين إليه ...

2 - الوقفة الصارمة مع مثل هؤلاء الذين يدعون إلى تغيير النطق في تلاوة القرآن الكريم أمر حَسَنٌ، لكنْ ما ذنب علم الأصوات إن أخطأ بعض مَنْ ينتسبُ إليه؟!

رموني بعقم في الشباب وليتني ** عقمتُ فلم أجزع لقول عداتي!

وما أجمل قول شيخنا الكريم أبي عبد الله الشِّهْري:

" والذين ذكرتم من المؤلفين في الأصوات ممن يطعنون في بعض الأسانيد أو في شيء من أداء القراء ليسوا حجةً لإبطال هذا العلم واطراحه، وهو علم فيه فوائد كثيرة ... " اهـ

وإذا كان الأمر كله ليس فيه شئ عملي ـ كما تقول ـ .. لم هذه البلبة والجلبة وتضيع وقت الناس في توضيح مقصد هذا وذاك؟

واجتهادات الأصواتيين نحن في غنًا عنها فهم ليسوا أهلا لإقامة الأحرف، ويجب أن نضعهم في حجمهم الطبيعي دون تهويل لأمرهم أو رفعا من مكانتهم ما دامت تسبب البلبة والصخب.

ألم أقل لكم مِنْ قبل ... خذ ما يفيد، وألق ما لا يفيد في اليم؟!

وأنتَ أخذت بنصيحتي، فألقيتَه كُلَّهُ في اليم!:)

شيخنا الكريم، أنتم أقمتم حربا على علم الأصوات وأهله، وقلتم إِنَّ هذا الْعِلْمَ شَرٌّ كله!

وإذا كان علماء الأصوات (ليسوا أهلا لإقامة الأحرف)، فَلِمَ نترك هذا العلم لهم؟ أليس باستطاعتنا أَنْ نُسَخِّرَ هذا العلم وآلاته لخدمة مُعَلِّمي ومتعلمي تلاوة القرآن الكريم؟

هل كانت هذه النتيجة يحتاجها الناس لو سكت هؤلاء؟

ليس الأمر أنك تنظرمن زاوية ونحن ننظر من زاوية، بل الأمر ما النفع الذي يعود علينا من هذه الجلبة والنقاش؟

لاتقل إثراء للمواضيع أو النقاش .. بعدما تبين لك ما آل إليه الأمر.

إذا لم تنفعنا اجتهادات علماء الأصوات في تفسير مشكلة صوتية تَتَعَلَّقُ ببعض أصوات اللغة العربية ... فلن تضرنا! اقرأها كما تقرأ أي بحث تاريخيٍّ.

شيخنا الكريم، هل إذا اختلف علماء الأصوات في بعض المسائل واجتهدوا فيها ... نَرُدُّ ما أَثْبَتَتْهُ الدراسات الصوتية الحديثة من حقائق علمية مفيدة، وننبذ أقوالهم كلها؟!

إني أخشى أن نعود إلى سؤالكم الأول: ما فائدة علم الأصوات؟ وماذا يمكن أن يُقَدِّمَ لمعلمي ومتعلمي تلاوة القرآن الكريم؟

وقد أجاب الشيخ غانم وغيره عن هذا السؤال، ويظهر لي أنَّ الإخوة المعترِضين لا يزالون غير مقتنعين بفائدة هذا العلم ... ولذا فلا فائدة تُرجى مِنْ إعادة ما قيل.

جزاكم الله خيرا، وبارك الله فيكم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير