تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وأما عن السوسي في التيسير والحرز فإنما طريقه بالسكت بين السورتين لأنه قراءة الداني على أبي الفتح فارس بن أحمد الحمصي الضرير على السامري على ابن جرير على السوسي، وليس للشاطبي أداء إلى السوسي خارج هذه الطرق.

وهكذا كان اختيار الداني لأبي عمرو من روايتيه السكت بين السورتين يعني اختيارا من الداني للسكت لدوري أبي عمرو كالذي تلقى للسوسي من طريق التيسير.

وسارع ابن الجزري إلى تزكية اختيار الداني للدوري في التيسير كما هو مدلول قول ابن الجزري في النشر (1/ 260) "ولا يؤخذ من التيسر بسواه عند التحقيق" اهـ بلفظه

وأما عن الأزرق في التيسير فإنما طريقه بالسكت تماما كما أعلن الداني نفسه لأنه من قراءته على خلف بن خاقان الخاقاني وكما هو صريح قول ابن الجزري في النشر (1/ 161) "وهو الذي في التيسير وقرأ به الداني على جميع شيوخه" اهـ محل الغرض منه.

قلت ومنهم خلف بن خاقان طريق التيسير للأزرق.

ولا اعتراض على زيادات الشاطبي للأزرق إذ قد تلقى أداء للأزرق زيادة على طريق التيسير، هو قراءة الشاطبي على النفزي على ابن غلام الفرس على أبي داوود على الداني على خلف بن خاقان على الأنماطي على الخياط على النحاس على الأزرق.

ولا يخفى التغاير بين الطريقين إذ اختلفت زيادة الشاطبي عن التيسير بقراءة ابن خاقان على الأنماطي عن طريق التيسير بقراءة ابن خاقان على أحمد التجيبي على النحاس على الأزرق.

وأما قول عبد الفتاح القاضي في البدور الزاهرة (ص 16ـ18) "وروي عن كل من ورش وأبي عمرو وابن عامر ويعقوب ثلاثة أوجه البسملة والسكت والوصل" اهـ بلفظه فهو صحيح من طرق الطيبة التي قصّر هو نفسه كتابه عنها ولا يعني من التحقيق شيئا في التيسير والدرة طريقا كتابه البدور إلا استنساخ ما سبقه.

قال الحسن بن ماديك: وأسجل هنا إشادتي وامتناني للمصنفين من أئمة القراءات أمانتهم العلمية وحفظهم التلقي والأداء والاختيار وأن لم يخلطوا بعضه ببعض كالداني والشاطبي وابن الجزري وغيرهم من الأئمة الثقات كالذين اعتمد عليهم في النشر فكانت كتبهم طرق كتابه النشر والطيبة.

نقلا عن كتابي:

"غاية البشر في تحرير

طرق طيبة النشر

وطرق الحرز والتيسير والتحبير"

وأقول لأئمة القراءات المعاصرين: ألم يأن لكم أن تهبوا لتحرير القراءات لتيسير القرآن للذكر أي للتخفيف عن الأمة بطرح ما تئن به من اللهجات والقياس في القراءات رغم تواتر القرآن دونها ورغم حاجة تعدد الروايات والقراءات إليها إذ هي لحفظ تعدد الروايات لا لحفظ القرآن وإثبات معجزة تواتره والاحتجاج به.

أقول: فإن لم تهبوا شيوخ القراءات المعاصرين، فلسوف يعلن طالب علم قاصر مع طلبة علم مثله يوما كارهون أو مكرهون:

ذلك حمل بعير وهم به زعماء.

الحسن محمد ماديك

ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[10 May 2008, 06:19 م]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قولكم: " ولا اعتراض على زيادات الشاطبي للأزرق إذ قد تلقى أداء للأزرق زيادة على طريق التيسير، وهو قراءة الشاطبي على النفزي على ابن غلام الفرس على أبي داود على الداني على خلف بن خاقان على الأنماطي على الخياط على النحاس على الأزرق.

ولا يخفى التغاير بين الطريقين إذ اختلفت زيادة الشاطبي عن التيسير بقراءة ابن خاقان على الأنماطي عن طريق التيسير بقراءة على أحمد التجيبي على النحاس على الأزرق " انتهى كلامكم حفظكم الله.

أوّلاً: أشكر فضيلتكم على هذا التدقيق في البحث، إذ قلّ من نراه يرجع إلى المصادر للتحقيق والتحرير وكأنّ المحررون معصومون من الخطأ، حيث طغى التقليد على التحقيق.

ثانياً: لا يمكنك إدراك الخلاف بين قراءة ابن خاقان على الأنماطي وبين قراءته على أحمد التيجيبي ما دام لم يختلف أداء الداني على ابن خاقان في السكت بين السورتين، وقد أخبر الداني أنّه قرأ على جميع مشايخه بالسكت للأزرق. إذن فمن أين أتى الشاطبيّ بوجهي البسملة والوصل وإسناده يمرّ لا محال على الداني؟ فالعبرة بما قرأ وأقرأ الداني وليس بما قرأ وأقرأ ابن خاقان، اللهمّ إلاّ إذا كان للشاطبي إسناد إلى ابن خاقان دون أن يمرّ على الداني وهذا لم غير ثابت.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير