تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وحتّى أن ثبت أنّ ابن خاقان قرأ بوجه البسملة والوصل عن بعض مشايخه فلا يصحّ من طريق الداني لأنّه لم يقرأ بهما عليه فيكون الوجهان منقطعين بين الداني وبين شيخه ابن خاقان.

وبالمناسبة أطرح سؤالاً لمشايخنا الكرام؟ من أين جاء الشاطبي بوجهي البسملة والوصل لورش مع أنّ الداني ما قرأ إلاّ بوجه السكت، ولعلمنا مسبقاً أنّ إسناد الشاطبيّ لورش لا يخرج عن قراءة الداني على مشايخه الثلاثة.

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين

محمد يحيى شريف الجزائري

ـ[أبو المنذر الجزائري]ــــــــ[12 May 2008, 03:06 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله، قال الإمام الداني في جامع البيان: "واختلف عن ورش عنه في ذلك فقرأت له من طريق أبي يعقوب على ابن خاقان وأبي الفتح وأبي الحسن وغيرهم من قراءتهم بالأسانيد المذكورة بغير تسمية بين السور في جميع القرآن وعلى ذلك عامة أهل الأداء من شيوخ المصريين الآخذين برواية الأزرق اهـ"، قوله "بغير تسمية بين السور" كلام مبهم لا يحدد أي وجه يريد، فيحتمل السكت والوصل معا، أو أحدهما، وترجيح أحدهما على الآخر يحتاج إلى تحرير، وأنا أميل والله أعلم إلى أنه أراد الوجهين معا، إذ ما الذي منعه من التصريح بوجه السكت وقد صرح به في غيره من مؤلفاته كالتيسير مثلا؟، زد إلى ذلك أنه صرح بهذا الوجه في مسألة الأربع الزهر فقال هنالك: "ويسكت بينهن سكتة من غير فصل في مذهب حمزة"، فلو أراد حقيقة بقوله: "بغير تسمية بين السور" وجه السكت فحسب لصرح به هنا، وقد ذكر في آخر فقرته أن عامة أهل الأداء من شيوخ المصريين الآخذين برواية الأزرق على هذا العمل، وإذا بحثنا قليلا في شيوخ المصريين هؤلاء نجد أن منهم من يروي الوصل كابن سيف التجيبي المصري عن الأزرق برواية ابن خلف في العنوان عن الطرسوسي نزيل مصر عن أبي عدي المصري عنه، ورواية أبي الحسن بن غلبون في التذكرة عن أبي عدي عنه، وقال الداني في الجامع: "حدثنا طاهر بن غلبون عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد قال: لا يقرأ {بسم الله الرحمن الرحيم} بين السورتين إلا في فاتحة الكتاب، وذكر أنه كذلك قرأ على ابن سيف، وذكر ابن سيف أنه قرأ كذلك على أبي يعقوب الأزرق، وذكر أبو يعقوب أنه كذلك قرأ على ورش، وذكر ورش أنه كذلك قرأ على نافع اهـ"، فقوله:"لا يقرأ {بسم الله الرحمن الرحيم} بين السورتين " مبهم أيضا لا يفيد وصلا ولا سكتا، فيحتمل الأمرين، بالإضافة إلى أن طريق العنوان في رواية الأزرق هو ابن سيف، والعنوان قد قطع بالوصل للأزرق عن ورش، لكن الذي يشكل لماذا قطع ابن غلبون في التذكرة بوجه السكت فقط؟

أما الفصل بالبسملة فلم تثبت في إحدى طرق التيسير عن الأزرق، وليس لنا نص في ذلك إلا ما ذكره الداني في جامع البيان عن أبي غانم المظفر بن أحمد بن حمدان المصري الذي روى عن النحاس عن الأزرق، (وهو طريق المهدوي في الهداية، وقد قطع بالوصل بين السورتين كالعنوان)، أنه كان يخالف الجماعة فيختار الفصل بالتسمية استحسانا منه من غير رواية رواها ولا أداء نقله، فيكون الشاطبي قد أخذ وجه البسملة استحسانا كما فعل أبو غانم، وقد صرح بذلك ابن القاصح في شرحه للشاطبية فقال:" وفيها خلاف: أي وفي البسملة خلاف عن المشار إليه بالجيم من قوله: جيده وهو ورش، وذلك أن أبا غانم كان يأخذ له بالبسملة بين السورتين، وأن المصريين أخذوا له بتركها بينهما، وقيل لا رمز في هذا البيت لأحد وفيها خلاف عنهم أي وفي البسملة خلاف عن ابن عامر وأبي عمرو وورش، فعلى هذا التفسير فالبسملة للثلاثة من زيادات القصيدة اهـ" هذا والله تعالى أعلم.

ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[12 May 2008, 04:36 م]ـ

الأخ الفاضل محمد يحيى شريف الجزائري

أشكر لك النقاش العلمي والذي هكذا يجب أن يكون.

إن الداني قد قرأ بترك البسملة للأزرق على شيوخه الثلاثة: خلف وطاهر وفارس ولا يعني ذلك صراحة الاقتصار له على السكت دون الوصل وإلا لكان النص عنه في التيسير وجامع البيان أن قراءته عليهم هي بالسكت فقط لتنتفي الرواية عنهم قراءة عليهم بكل من الوصل والتسمية بين السورتين.

وهكذا كان النص عن الداني في التيسير هو كالتالي "ويختار في مذهب ورش وأبي عمرو وابن عامر السكت بين السورتين من غير قطع" اهـ.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير