ـ[أبو المنذر الجزائري]ــــــــ[15 May 2008, 01:22 ص]ـ
شيخي الفاضل، كل ما ذكرته من نقاطك التسع، إما مضغ ولوك لما يعرف، أو حدس بالظن وهو لا يغني من الحق شيئا، وإن جاريتك في حدسك فإني لا أصل معك إلى كبير فائدة بل تحكم لا طائلة تحته، وكما قال الإمام الطبري: التحكم لا يعجز أحدا، وإنما أود الكلام عن فقرتك الأخيرة وهي: "ما ذكرته من رواية بعض المشايخ المصريين لوجه الوصل لا يدلّ على قراءة الداني له عنهم. فالعبرة بما قرأ به عليهم"، فأنا لما ذكرت ما ذكرت في كلامي السابق لم أقصد ذكر ما رواه الشاطبي عن الداني حصرا، وإنما أردت بيان أن للشاطبي بالإضافة إلى طرق الداني طرقا أخرى رواها عن غير الداني، وهو قد طوف البلاد، وجمع القراءات عن غير واحد كما تعلمون، وحاز من علو الكعب في علوم النقل ما خوله للاختيار من مجموع ما يروي، وقد صرح بذلك في مقدمة رائعته "حرز الأماني" فقال رحمه الله: وألفافها زادت بنشر فوائد فلفت حياء وجهها أن تفضلا"، ولن أطيل معكم في هذا، وإنما أحيلكم على الشرح الماتع لهذه المنظومة لشيخنا وأستاذنا المحقق الكبير: إيهاب فكري حفظه الله، فقد عقد في آخره فصلا أسماه: "إنصاف الإمام الشاطبي" قسمه إلى أربعة فصول، بحث في الفصل الرابع ما نحن بصدد بحثه، وعد المسائل التي زادها الشاطبي على التيسير سواء كانت من طرقه أو ليست من طرقه فبلغ تعدادها 126 زيادة، نسأل الله الكريم بمنه أن يشرح صدورنا للحق والعمل به إنه ولي ذلك.
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[15 May 2008, 11:50 ص]ـ
أحترم الأخوين الجزائريين
وأنصفهما كل على حدة أن تصرف كل منهما في ما يملك وهو تصوراته وموازينه
وأحسب كلا منهما قد رجع بنا إلى الوراء بعيدا عن تحرير الطرق كالذي أعلنت نماذج منه وسأعلنها لاحقا إن شاء الله
وأذكر بأن التحديث في علم القراءات لا يعني شيئا وإنما الأداء المتصل بشرطه وهو تحرير الطرق
الحسن محمد ماديك
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[16 May 2008, 12:40 ص]ـ
السلام عليكم
الإخوة الأفاضل هذا بحث د/ حميتو في البسملة خذوا وقتا كافيا في قراءته لعله يفيدكم
قال د/ حميتو:
3ـ أصله في التسمية بين السورتين وأوائل الأجزاء والأحكام الأدائية المتفرعة من هذا الأصل
التسمية والبسملة اسمان لمسمى واحد ()، فالأول مصدر سمى يسمي كالتهنئة والتسلية، والثاني مصدر منحوت جمعت حروفه من لفظ "لسم الله" كالحوقلة من "لا حول ولا قوة إلا بالله" والحسبلة من "حسبي الله" ().
قال ابن الطفيل العبدري في شرحه على الحصرية: "ومراتبها أربعة: موضعان لا خلاف بين القرأة في استعمالها فيهما، وهما أول "الحمد لله" وكذا أول كل سورة ابتدئ بها ولم توصل بما قبلها (). وموضع لا خلاف بينهم في تركها فيه، وهو ما بين الأنفال وبراءة، وموضع جرى بينهم فيه الخلف في استعمالها فيه وتركها وهو وصل السورة بالسورة فيما بقي من القرآن.
فأما ورش من طريق أبي يعقوب فلم يرو عنه فصل بين السورتين، ورواها عنه أحمد بن صالح.
وبعض القراء يفصل بين السورتين في رواية أبي يعقوب لفضلها، وبعض يتركها فيه، وبهما قرأت له" ().
وقد درج أكثر الشيوخ على ذكر وجه واحد من الوجهين المذكورين في طريق الأزرق وهو وجه ترك للفصل بالبسملة لأنه الأكثر الشائع، قال مكي في التبصرة: "فأما البسملة فكان أهل الحرمين إلا ورشا، وعاصم والكسائي يفصلون بين كل سورتين بلسم الله الرحمن الرحيم، وقد قرأت على أبي عدي () بالفصل لورش، وهو اختيار أبي بكر الأذفوي ـ رحمه الله ـ، وقد قرأت على الشيخ أبي الطيب () ـ رحمه الله ـ لورش بترك الفصل ... وكذلك قرأت لورش على أبي الطيب بسكت بين كل سورتين من غير تسمية" ().
وقد نوه الحافظ بمذهب أبي يعقوب الأزرق فقال في "التعريف":وكان "لا يفصل بين كل سورتين بلسم الله الرحمن الرحيم في جميع القرآن، إلا في أول فاتحة الكتاب، فإنه لا خلاف بين القراءة في التسمية في أولها" (). وذكر في "جامع البيان" و"التمهيد" و"التعريف" و"إرشاد المتمسكين" و"إيجاز البيان" و"التلخيص" و"الموجز" وكتاب رواية ورش من طريق المصريين " أن ذلك رواية أبي يعقوب عن ورش، وقال في إيجاز البيان: هكذا قرأت على ابن خاقان وابن غلبون وفارس بن أحمد، وحكوا لي ذلك عن قراءتهم متصلا" ().
¥