ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[17 May 2008, 12:28 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد
المسألة الرابعة: اجتماع البدل مع الهمزتين المفتوحتين من كلمة نحو {آنذرتهم}
لا يخفى أنّ حكم الهمزتين المجتمعتين من كلمة لورش هو تحقيق الأولى وإبدال الثانية حرف مدّ أو تسهيلها بين بين. لقول الشاطبيّ عليه رحمة الله تعالى:
وقل ألفاً عن أهل مصر تبدّلت ......... لورش وفي بغداد يُروى مسهّلا
فإذا اجتمع هذا النوع من الهمزتين مع البدل فسنحصل على ستّة أوجه وهي إبدل الثانية حرف مدّ أو تسهيلها بين بين وكلّ منهما على ثلاثة البدل ولا يُمنع منها شيء. وهو ما عليه المحررون الآن.
إلاّ أنّ وجه الإبدال مع قصر البدل يحتاج إلى نظر. وذلك لأنّ صاحب قصر البدل وهو طاهر ابن غلبون لم يرو إلاّ وجه التسهيل. قال طاهر ابن غلبون في كتابه التذكرة (1/ 111) عند ذكره للهمزتين المفتوحتين من كلمة: " فقرأ الحرميان وأبو عمرووهشام ورويس بتحقيق الهمزة الأولى، وجعلوا الثانية بين بين، فصارت كالمدّة في اللفظ في جميع القرءان "
قال ابن الجزري عليه رحمة الله تعالى: " وسهلها عنه بين بين صاحب العنوان وشيخه الطرسوسي وأبو الحسن طاهر بن غلبون وأبو علي الحسن بن بليمة وأبو علي الأهوازي وغيرهم " (النشر 1/ 363). انظر تقريب النشر.
وممّا يُقوّي ما ذكرت هو أنّ طرق قصر البدل من الشاطبية والطيّبة وهي التذكرة لابن غلبون، وتلخيص العبارات لابن بلّيمة وإرشاد لأبي الطيّب عبد المنعم بن غلبون على ما ذكر الشيخ سلطان المزاحي وبه قرأ الأزميري على بعض شيوجه (انظر المطلوب للعلامة الضباع ص3 والروض النضير ص234)، قد اكتفوا بوجه التسهيل لا غير في نحو {ءأنذرتهم}.
فأمّا كتاب التذكرة فظاهرٌ، وأمّا تلخيص العبارات فقال ابن بليمة: " فقرأ الحرميان وأبو عمرو وهشام بتحقيق الهمزة الأولى، وجعلوا الثانية بين بين فصارت مدّة في سائر القرءان." (تلخيص العبارات ص27). قال ابن الجزري: " وسهلها عنه – أي عن الأزرق - بين بين صاحب العنوان وشيخه الطرسوسي وأبو الحسن طاهر بن غلبون وأبو علي الحسن بن بليمة وأبو علي الأهوازي وغيرهم." (1/ 363).
وأمّا كتاب الإرشاد فلا شكّ أنّ مذهبه هو التسهيل وبذلك قرأ عليه طاهر ابن غلبون، إذ قد علمنا أنّ طاهر بن غلبون ما روى إلاّ التسهيل في الهمزتين وروايتة لورش في كتابه التذكرة هي عن أبيه أبي الطيّب صاحب الأرشاد، إذن فيكون مذهب أبي الطيّب هو التسهيل في الهمزتين لا غير.
فيتبيّن من خلال ما سبق أنّه لم يثبت من طرق قصر البدل سواء من الشاطبية أو من الطيّبة إلاّ التسهيل في نحو {آلذكرين} والعلم عند الله تعالى.
أكتفي بهذا القدر، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
محمد يحيى شريف الجزائري
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[17 May 2008, 02:55 ص]ـ
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
أخي الحبيب الشيخ محمد يحيي
في هذه المداخلة سأجيب علي سؤال واحد من كلامك قبل الأخير، وهذا الجواب شاف كاف ـإن شاء الله ـ ولكن قبل الجواب أحب أن أنبه لأمر، لست مما لا يبالون كما تفضلتم وقلتم بقضايا الغموض وانظر أخي لقولكم: (وإن كنتَ لا تبالي بهذا الغموض فليس لك أن تُلزمني بذلك أو أن تثبطني على البحث، فلست من أولائك الذين يقبلون جميع ما يُروّج أو ما يُكتب في الكتب.) ولكن مسألة الإشباع في البدل لا غموض فيها وقد تبين لك أن الداني لم يقرأ بالإشباع، وقد د/ حميتو جميع الأقوال التي قالها الداني .. فمن أين ستأتي بالدليل؟؟ اللهم إلا أن تطلب أن يحيي الله لك الداني فيخبرك ثم يموت مرة أخري مثل الذي حدث في قصة البقرة لبني إسرائيل، وليس أخي الكريم تثبيطا لك، بل نتائج قد وصلنا إلينا والأقوال أمام انظر فيها بهدوء.
¥