وما ذكرته من الأمثلة التي استعمل فيها أئمّتنا لفظ الاحتمال لأكبر شاهد لما أقول: فإنّهم أطلقوا لفظ الاحتمال فيما ثبت عنهم أداءً واشتهر واستفاض عندهم فأرادوا أن يجدوا له محملاً من النصوص تقوية لها كما كانوا يستدلون بالقياس تقوية للأوجه التي لم تثبت عندهم بالنصّ الصريح.
أمّا إثبات وجه على أساس احتمال مجرّد عن أصل وثيق معتبر فلم يقل به واحد من أئمّتنا.
فأخي الشيخ عبد الرازق استدل على ثبوت وجه الطول في البدل باحتمال قراءة الداني له أيّ مجرّد الاحتمال فقط وبنى المسألة على ذلك، ولو كان اعتماده على كلام جامع البيان الذي يحتمل وجه الطول احتمالاً معتبراً لكان أولى وأفضل وهو الموافق لصنيع الأئمّة عليهم رحمة الله تعالى. ففرق كبير بين المنهجيّتين: فالأولي هو مجرّد احتمال لا يعضده ايّ أصل وثيق، والثاني احتمال مبنيّ على نصّ قويّ الاحتمال للوجه.
فوجه السكت بين السورتين ثابت عن الداني نصاً وأداءً بخلاف وجه البسملة والوصل فإنّهما ثابتان احتمالاً وظناً وإن استفاضاً أداءً من طرق الشاطبية وبالتالي فقد يكون وجه البسملة قوياً من جهة القياس والرسم ويكون وجه السكت الأقوى روية ونصاً وأداءً.
ويجدر بي أن أذكر إخواني الأفاضل أنّ الاعتماد على ما قرأه الداني احتمالاً أمرٌ يجب تجنّبه لعدّة أسباب:
أوّلاً: ثبوت الوجه على اساس احتمال خالص مجرّد عن أصل وثيق يقوّيه
ثانياً: لو سلمنا وجود بعض الأوجه التي قرأ بها الداني ولم تُذكر في المصادر المشهورة كالتيسير وجامع البيان والمفردات والتعريف، لنُقلت هذه الأوجه عنه من طرق المغاربة القدامى الذين اعتنوا بكتب الداني.
فإن لم يثبت الوجه عن الداني نصاً ولا أداءً ولا نقلاً عنه فعلى أيّ أساس نعتمد على مجرّد الاحتمال في كون الداني قد قرأته. هذا كلام غير معقول ولا أساس له من الصحة وهو مخالف لما كان عليه أهل الأداء في تقرير المسائل.
أمّا مسألة الهمزتين المفتوحتين من كلمة فمشكلتي هو ثبوت وجه الإبدال من طرق قصر البدل، وإن كان ما نقلته مفيداً إلاّ أنّه لا يحلّ المشكلة.
أخي الشيخ عبد الرازق: لا أريد أن تخرج بنا من لبّ الموضوع إلى بعض المسائل التي تريد أن تناقشني فيها وليس لي رغبة في الخوض فيها الآن لاهتمامي الشديد بزيادات القصيد التي لم يقرأ بها الداني و التي ما تعرّض لها المحررون ولو من بعيد. ولو مشيت معك في الخطّ سأجد نفسي في نقاش معك في بعض المسائل التي هي خارجة عن المقصود.
والسلام عليكم
ـ[أبو المنذر الجزائري]ــــــــ[17 May 2008, 03:07 م]ـ
الشيخ الفاضل محمد يحيى شريف، وجدت في رسالة المطلوب في بيان الكلمات المختلف فيها عن أبي يعقوب للإمام المحقق الضباع رحمه الله كلاما في المسألة وهو: " وقد اختلف أهل الأداء عن الأزرق في ذلك على ثلاثة مذاهب:
الأول: الإشباع: وهو طريق صاحب الهداية، والعنوان، والمجتبى، والتجريد، والكافي، والكامل، وهو أحد الثلاثة في الشاطبية، وذكره صاحب لطائف الإشارات للداني من قراءته على أبي الفتح وابن خاقان ... اهـ"، فما أدري: هل اعتمد القسطلاني رحمه الله في إثبات الوجه على عبارة الداني في الجامع، أم حققها تحقيقا؟، محبكم.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[17 May 2008, 04:24 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا شكّ أنّ القسطلاني اعتمد على كلام الداني من جامع البيان إذ لم أجد فيما اطلعت عليه إشارة الداني إلى طول البدل في التيسير والمفردات والتعريف ولم ينقل عنه ذلك إلاّ بما نصّه في جامعه، وما وقع الخلاف في إثبات وجه الطول للداني إلاّ بسبب عبارته في جامع البيان، فانقسم الناس إلى قسمين: قسم أثبت طول البدل لقوّة احتمال كلام الداني له في الجامع إضافة إلى ثبوته أداءً إليه من طريق الشاطبيّ عليه رحمة الله تعالى، وقسم تأوّل كلام الداني في جامعه مقارنة مع المصادر الأخرى وما نقل عنه عند المغاربة قديماً في كتبهم. أقول فالجمع بينهما أولى من الترجيح لقوّة احتمال نصّ الداني لطول البدل وثبوته بالأداء من طريق الشاطبيّ عنه.
ومما يدلّ على أنّ القسطلاني اعتمد على كلام الداني في جامعه هو رواية الداني للبدل عن ابن خاقان وأبي الفتح، وهذا نجده في عبارة القسطلاني وعبارة الداني نفسه في جامعه.
فنخلص مما سبق أنّ عبارة الداني قويّة بل تكاد تكون صريحة في ورود طول البدل عنه وبه ثبت الأداء عن طريق الشاطبيّ عنه، والعلم عند الله تعالى.
محمد يحيى شريف الجزائري
ـ[الجنيدالله]ــــــــ[17 May 2008, 04:24 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي محمد
ذهبت بالامر كل مذهب
من قال ان طرق زيادات القصيد للازرق يجب ان تمر على الداني؟
هل راجعت اسانيد الشاطبي في مقدمة فتح الوصيد؟
ام اعتمدت على اسانيد ابن الجزري؟
واياً كان كيف لك ان تلزم القصيد ان طرقه في الزيادة يجب ان تمر على الداني؟
بنيت بناء ليس له اساس ثم رمت انت والاخ عبدالحكيم تزيينه وتزويقه
¥