تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

تحرير مسألة اجتماع البدل مع {آلذكرين} وأخواتها.

قال ابن غلبون في كتابه التذكرة: " واعلم أنّ ما دخلت فيه همزة الاستفهام على همزة الوصل التي مع لام المعرفة وجملته ستة مواضع: قوله {ءآلذكرين} في الموضعين في الأنعام وقوله {قل آلله أذن لكم} في يونس أيضاً وقوله {آلله خير} في النمل فإنّ همزة الاستفهام تحقق فيها، وتسقط نبرة همزة الوصل في اللفظ وتمدّ همزة الاستفهام قليلاً، فتصير في اللفظ همزة واحدة بعدها مدّة، للفرق بين الاستفهام والخبر لا خلاف في هذا بين القراء أجمعين، إلاّ ما كان من نقل ورش لحركة همزة الاستفهام إلى اللام الساكنة التي قبلها في قوله {قل آلذكرين} في الموضعين وقوله تعالى في يونس {قل آلله} ثمّ تسقط الهمزة فتصير في اللفظ على قراءته في هذه المواضع الثلاثة مداً يسيراً من غير همز " (التذكرة 1/ 115).

وهذا نصّ صريح يدلّ على أنّ مذهب صاحب التذكرة في {آلذكرين} وأخواتها هو التسهيل لا غير، وهو خلاف ظاهر النشر حيث نقل ابن الجزريّ وجه الإبدال لصاحب التذكرة حين قال: " وأما همزة الوصل الوقعة بعد همزة الاستفهام فتأتي على قسمين: مفتوحة ومكسورة. فالمفتوحة أيضاً على ضربين ضرب اتفقوا على قراءته بالاستفهام وضرب اختلفوا فيه فالضرب الأول المتفق عليه ثلاث كلمات في ستة مواضع (أألذكرين) في موضعي الأنعام (آلآن وقد) في موضعي يونس (أآلله أذن لكم) في يونس (آلله خير) في النمل فأجمعوا على عدم حذفها وإثباتها مع همزة الاستفهام فرقاً بين الاستفهام والخبر. وأجمعوا على عدم تحقيقها لكونها همزة وصل وهمزة الوصل لا تثبت إلا ابتداء. وأجمعوا على تليينها.

واختلفوا في كيفيته فقال كثير منهم تبدل ألفاً خالصة وجعلوا الإبدال لازماً لها كما يلزم إبدال الهمزة إذا وجب تخفيفها في سائر الأحوال. قال الداني هذا قول أكثر النحويين. وهو قياس ما رواه المصريون أداء عن ورش عن نافع يعني في نحو (أأنذرتهم) وبه قرأ الداني على شيخه أبي الحسن وبه قرأنا من طريق التذكرة والهادي والهداية والكافي والتبصرة والتجريد والروضة والمستنير والتذكار والإرشادين والغايتين وغير ذلك من جلة المغاربة والمشارقة وهو أحد الوجهين في التيسير. والشاطبية والإعلان واختاره أبو القاسم الشاطبي. وقال آخرون تسهل بين بين لثبوتها في حال الوصل وتعذر حذفها فيه فهي كالهمزة اللازمة وليس إلى تخفيفها سبيل فوجب أن تسهل بين بين قياساً على سائر الهمزات المتحركات بالفتح إذا وليتهن همزة الاستفهام قال الداني في الجامع والقولان جيدان. وقال في غيره أن هذا القول هو الأوجه في تسهيل هذه الهمزة قال لقيامها في الشعر مقام المتحركة. ولو كانت مبدلة لقامت فيه مقام الساكن المحض. قال ولو كان كذلك لانكسر هذا البيت:

ألحق أن دار الرباب تباعدت ......... أو انبتّ حبل أن قلبك طائر

(قلت) – أي ابن الجزري - وبه قرأ الداني على شيخه وهو مذهب أبي طاهر إسماعيل بن خلف صاحب العنوان وشيخه عبد الجبار الطرسوسي صاحب المجتبى. والوجه الثاني في التيسير والشاطبية والإعلان ........ " النشر ..........

أقول: إنّ ما أثبته ابن الجزريّ من الإبدال من طريق التذكرة فيه نظر لأنّ صاحب التذكرة لم يذكر في كتابه إلاّ وجه التسهيل كما هو ظاهر نصّ التذكرة، وهذا الذي حمل العلامة الأزميري أن يقول: " التسهيل في آلذكرين مع قصر البدل من الشاطبية وكذا من التذكرة على ما وجدنا فيها " (بدائع البرهان - مخطوط مكتوب بيد الشيخ أبو الحسن الكردي حفظه الله تعالى- ص84).

إذن فثبوت وجه الإبدال من التذكرة كان على أساس ظاهر كلام النشر وقراءة ابن الجزري له من طريق التذكرة أمّا وجه التسهيل فهو على اساس ما نقل في كتاب التذكرة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير